ودع النسر الأصفر العام 2007 بفوز بطعم العسل قربة من الصدارة المحرقاوية وبقي وحيدا في الوصافة بعدما أزاح عن طريقه منافسه القوي البسيتين بهدف جميل من رأسية المغربي المقبول عند الدقيقة 42 من الشوط الثاني بعد مباراة غابت عنها الجمالية والمتعة بل كانت خارج الفورمة الطبيعية وكان فيها الأهلي الأفضل فنيا فيما تاهت سفينة الأزرق وضلت الطريق هذه المرة فاستحقت الخسارة.
وآمال الأهلاوية بأن يكون العام 2008 الجديد خيرا وبركة على أبناء النسر الأصفر ليواصل مزاحمته لصدارة الأحمر.
الشوط الأول
شوط عادي خالٍ من الإثارة والحماس حتى الكرات الهجومية خلت عنها الخطورة الفعلية والتركيز والتنظيم، ولم نر من الفريقين ما يشبع رغبة الحضور بالفنيات، ووقع الفريقان في الأخطاء المكشوفة من التمرير والتقدم إلى الأمام إذ بدأ الأهلي الشوط بأفضلية نسيبة من خلال وصوله المستمر لمنطقة جزاء البسيتين ولكن سوء التعامل مع الكرات الهجومية كان سلبيا، ومن خلال أدائه الفني كان بإمكانه على أقل تقدير إيجاد لنفسه فرص التهديف ولكنه بالغ كثيرا في هذا الجانب فأضاع على نفسه مثل هذه الفرص.
أما البسيتين فوجد صعوبة في التقدم إلى الأمام بسبب طريقة وسط الأهلي التي لعب بها من خلال الضغط على حامل الكرة وعدم إعطاء الآخرين الحرية بالتحكم بالكرة خصوصا مفتاح الفريق وجيه الصغير وغابت عنه الخطورة الفعلية ولكنه مع ذلك حاول عدة مرات في التمريرات الأمامية والبينية مستفيدا من اهتزاز الخط الخلفي لدفاع الأهلي في التمرير ولكن لاعبيه لم يستثمروا هذا الوضع لصالحهم.
الأهلي لعب بطريقة 4/4/2 بالمحور عبدالله مهدي وبجانبه محمود عبدالرحمن ومن أمامهم محمد حبيل وسيدحسن عيسى، فيما لعب في الهجوم فيكتور وحميدان. اعتمد في أسلوبه على محمد حبيل ومحمود عبدالرحمن والكرات العرضية وخصوصا من جهة نواف المالكي التي لم يستفد منها الأهلي لعدم التركيز فيها ولا وجود مهاجم مرتكز بالشكل السليم بين المدافعين ما أعطى دفاع البسيتين الفرصة في القضاء على كل الكرات العالية ولم يلجأ الأهلي في كراته العرضية إلى الأرضية القوية وسنحت للهجوم بعض الكرات التي من الممكن أن تكون فرصا للتهديف لكن عدم التركيز فوت عليه مثل هذه الفرص.
الطرفان في الدفاع خالد غازي في الجهة اليمنى لم نر منه أي تقدم واضح، وأما جمال راشد فكان أفضل في التقدم إلى الهجوم ولكن أيضا لم يستفد منها فريقه في استعجاله وعدم تركيزه.
عموما كان الأهلي هو الأفضل فنيا طوال الشوط ولكنه لم تكن لديه النهاية في التسجيل.
أما البسيتين فلعب بطريقة 3/5/2 في الهجوم بتقدم الطرفين محمد صالح سند ونواف المالكي، وفي الدفاع 5/4/1 إذ لعب وجيه الصغير في الارتكاز يسانده هادي علي فيما تبادل عجاج مع العفوي في الرجوع أو البقاء لمساندة روبرت. ولم يكن الفريق في فورمته الطبيعية وكان سيئا في أدائه ولم تكن كراته الهجومية كما كانت في المباريات السابقة وتضاربت المهمات بين اللاعبين فأثر ذلك على الأداء العام وخصوصا في الناحية الهجومية.
تحمل الخط الخلفي العبء الأكبر في رد كرات الأهلي وساعده أسلوب هجمات الأهلي التي كانت مكشوفة بالكرات العالية فتم أبطالها لوجود محمد جمعة بشير وباسل طويلي القامة فيما لم يكن نواف المالكي في فورمته الطبيعية وكان كثير التقدم ما جعل منطقته خالية ومن حسن الخط بأن الأهلي لم يستثمر هذه المنطقة لصالحه فكانت كراته العرضية عالية في متناول الدفاع في البسيتين.
حاول الأزرق أن يسرع في كراته الهجومية ولكن عدم التركيز والعدد القليل من لاعبي البسيتين في الهجوم لم يعطه الفرصة في إيجاد أية هجمة حقيقية أمام المرمى ولم يكن العفوي موجودا في جو المباراة ولا عجاج ما اثر على روبرت الذي جاهد أن يجد لنفسه متنفسا في ثغرة يستفيد منها بإحراز هدف على أقل تقدير.
الشوط الثاني
هبط الأداء الفني خلال مجريات هذا الشوط وخصوصا من الأهلي ولم يكن كما كان الشوط الأول خصوصا مع خروج هدافه سيدحسن عيسى في بداية الشوط بسبب الإصابة فأثر ذلك كثيرا ولم ينفع دخول محمد طوق الذي يستطيع أن يقوم بمهمات سيدحسن خلف المهاجمين وبأن عليه الضياع لكون هذا المركز يحتاج لنوعيه لاعب يلعب بالرجلين بينما طوق لا يجيد اللعب إلا باليسرى.
أما البسيتين فلم يتغير أداؤه كثيرا إذ اعتمد على انطلاقات المالكي في الجهة اليسرى ولكن لم يكتب لها النجاح لعدم فاعليتها. طغى على هذا الشوط الأخطاء الكثيرة في التمرير والانطلاقة والدخول القوي على الكرة ما افقد الفريقين الأسلوب والتكتيك وتنفيذ طريقة اللعب، فكانت معظم كراتهم مكشوفة وغير دقيقة ومن دون تركيز.
التبديلات التي أجراها المدربان لم تكن مؤثرة حتى مع دخول لاعبي الخبرة، ففي البسيتين نزل غازي الكواري بدلا عن هادي علي وفي الأهلي محمود عباس بدلا من خالد غازي لزيادة العدد في الهجوم ومن ثم دخول ياسر عامر في البسيتين بدلا من ربيع العفوي ولكن أيضا لم نر الجديد في الأداء فظل الفريقان يلعبان باجتهادات فردية لم تدم الكرة في حوزتهم طويلا خصوصا في الثلث الأخير فغابت الخطورة الفعلية خلال هذا الشوط. وكاد المالكي من كرة جميلة تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء لعبها قوية ولكن خارج المرمى عند الدقيقة 37.
لكن الأهلي رد على هذه الهجمة بهدف جميل اثر ثابتة لعبت على رأس المدافع المتقدم يوسف المقبول الذي لعبها قوية على يسار حارس البسيتين في الدقيقة 42 لتلتهب مدرجات الأهلي بعدما كانت شبه هادئة وباردة في تشجيعها.
والهدف الأهلاوي لم يحرك لاعبي البسيتين فظلوا على أدائهم العقيم وكان بإمكان الأهلي التقدم أكثر لو كان هناك تركيز وتنظيم في كراته الهجومية وأضاع محمد حبيل فرصة بوزن الذهب عندما مرر له فيكتور كرة جاهزة لعبها قوية بعيدة عن المرمى في الوقت بدل الضائع.
أدار المباراة الحكم صلاح العباسي وكان جيدا في ادائه للمباراة بمساعدة الدولي جعفر القطري والدولي عبدالحسين حبيب والحكم نواف شكرالله حكما رابعا.
العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ