تمسك سائق سيتروين الفرنسي سيباستيان لوب بعرشه وتوج بلقب بطولة العالم للراليات للعام الرابع على التوالي، فيما انحنى دراج ياماها الايطالي فالنتينو روسي أمام موهبة الاسترالي الشاب كايسي ستونر دراج دوكاتي الذي توج بلقب بطولة العالم للدراجات النارية.
وإذا كان لوب توج في 2006 باللقب العالمي على رغم جلوسه في منزله بسويسرا في المراحل الأربع الأخيرة بعد تعرضه لكسر في يده أثناء مزاولته الرياضة على دراجته الهوائية، فانه انتظر حتى الأمتار الأخيرة من موسم 2007 ليحسم اللقب ويحرم الفنلندي ماركوس غرونهولم من إسدال الستار على مسيرته وهو متوج باللقب الثالث في مسيرته.
وتمكن لوب من معادلة انجاز الفنلندي «الطائر» تومي ماكينن الذي كان السائق الوحيد المتوج باللقب في 4 مناسبات متتالية أعوام 1996 و1997 و1998 و1999 على متن ميتسوبيشي لانسر.
وانضم لوب أيضا إلى الفنلندي الآخر يوها كانكونن الذي توج بطلا للعالم في 4 مناسبات (1986 و1987 و1991 و1993).
ويمكن القول ان الحظ لعب دوره في تتويج لوب باللقب العالمي؛ لان غرونهوام تخلى عن صدارة الترتيب العام في المرحلة قبل الأخيرة (ايرلندا) اثر تعرضه لحادث قوي في اليوم الأول، ما سمح للوب باقتناص صدارة الترتيب منه بعد فوزه بالمركز الأول.
ودخل لوب إلى المرحلة الأخيرة في ويلز وتعتبر من المراحل القليلة التي يغيب لقبها عن خزائن البطل الفرنسي، وهو في صدارة الترتيب العام بفارق 6 نقاط عن منافسه غرونهولم.
وحقق لوب المطلوب منه في المرحلة الأخيرة، فقاد بحذر لأنه كان بحاجة لإنهاء الرالي في المركز الخامس للظفر باللقب، وذلك في حال فوز غرونهولم بالمركز الأول، إلا أن الأخير فشل حتى في تحقيق هذا الأمر فكان لقب رالي بريطانيا بنسخته الخامسة والسبعين من نصيب زميله هيرفونن الذي حقق فوزه الثالث لهذا الموسم بعد راليي النروج واليابان والرابع في مسيرته، بعد ان حقق فوزه الأول العام الماضي في استراليا.
وأحرز لوب (33 عاما) المركز الأول في 8 مناسبات خلال 2007 هي راليات مونتي كارلو والمكسيك والبرتغال والأرجنتين وألمانيا وكاتالونيا وايرلندا فرفع رصيده إلى 36 لقبا، ليعزز بالتالي الرقم القياسي الذي حطمه العام الماضي (الاسباني كارلوس ساينز كان يحمل الرقم القياسي السابق بـ26 فوزا).
وشارك لوب في 2007 على متن سيارة جديدة سيتروين «سي 4» التي حلت بدلا من «كسارا» التي سمحت للبطل الفرنسي بالفوز بلقبه الثالث في 2006 مع فريق كرونوس ريسينغ البلجيكي، قبل أن يعود المصنع الفرنسي إلى البطولة في 2007، رافعا عدد المصنعين الرسميين إلى 3 هم فورد وسوبارو إضافة إلى سيتروين التي لم تنازلت لقبت بطولة الصانعين للموسم الثاني على التوالي لفورد.
وشكل موسم 2007 خاتمة مسيرة غرونهولم الذي اعتزل عالم الراليات بعد نهاية المرحلة الأخيرة التي شكلت السباق الـ150 في مسيرته التي بدأت عالميا العام 1989 بمشاركة خاصة على متن تويوتا سيليكا، إلا أن الفنلندي انتظر حتى العام 1999 ليحصل على مقعد مع مصنع رسمي هو فريق بيجو الذي قاده إلى اللقب العالمي عامي 2000 و2002 على متن «206».
ويمكن لغرونهولم (39 عاما) أن يعزي نفسه بأنه منح المصنع الأميركي فورد لقب بطولة الصانعين للعام الثاني على التوالي بمساهمة كبيرة من زميله هيرفونن.
وودع غرونهولم عالم الراليات وفي جعبته 30 فوزا (4 منها هذا الموسم)، ولقبين عالميين.
ولم يكن غرونهولم الشخص الوحيد الذي أسدل الستار على مشاركاته في عالم الراليات بعد موسم 2007، إذ كان رالي بريطانيا الأخير لمدير سيتروين غي فريكولين مع الفريق، إذ سيتم استبداله باوليفييه كيسنيل اعتبارا من 2008.
وتوقع لوب يكون موسم 2008 أصعب بسبب التقدم الذي يحرزه هيرفونن، معتبرا ان المنافسة ستكون رباعية لان زميله الاسباني دانيال سوردو والفنلندي ياري-ماتي لاتفالا الذي سيكون السائق الرسمي الثاني في فورد بعدما قاد في 2007 لشتوبارت فورد، سيكونان من السائقين الذين سيدخلون على خط الصراع بعد اعتزال غرونهولم.
واعتبر لوب ان لقبه الأول العام 2004 كان مميزا؛ لأنه توج به بين أصدقائه خلال سباق بلاده في كورسيكا، مضيفا «أما على الصعيد التنافس والصراع فكان لقب هذا الموسم الأصعب على الإطلاق، لان المعركة كانت محتدمة طيلة الموسم مع غرونهولم. في سردينيا ارتكبت حماقة ومنذ حينها قررت مع (ملاحه) دانيال (ايلينا) أن لا نترك أي شيء للصدفة».
وختم «لا اعتقد إن الموسم المقبل سيكون بهذه السهولة لان ميكو (هيرفونن) أصبح أسرع وأسرع، وسيكون لي منافسين جدد هما سوردو ولاتفالا وأتوقع بالتالي معركة جميلة».
مصرع بطل 2005
وشهد 2007 مصرع البريطاني كولين ماكراي بطل 2005 وابنه جوني غافان في حادث تحطم مروحية بالقرب من مقر إقامته في اسكتلندا، لينضم إلى مواطنه ريتشارد بورنز بطل 2001 الذي توفي في 2005 بعد صراع مع مرض السرطان، ليخسر عالم الراليات السائقين البريطانيين الوحيدين اللذين توجا باللقب العالمي.
وكان ماكراي، أصغر سائق يتوج بطلا للعالم العام 1995، اعتزل أواخر 2003، وكان المنافس الوحيد لمواطنه بيرنز، وحل ثانيا في الترتيب العام أعوام 1996 و1997 و2001.
وعاد ماكراي إلى المنافسة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي ليحل محل لوب في رالي تركيا بسبب إصابة الأخير.
وخاض ماكراي موسمه الأخير في عالم الراليات العام 2003 مع سيتروين إلى جانب لوب والاسباني كارلوس ساينز، وساهم في تتويج فريقه بلقب الصانعين، لكنه صعد مرة واحدة إلى منصة التتويج بحلوله ثانيا في رالي مونتي كارلو.
وخاض ماكراي مرحلتين على متن سكودا فابيا في استراليا وبريطانيا العام 2005، وكان قريبا في الرالي الأخير من الصعود إلى منصة التتويج إلا أن سيارته تعرضت لعطل ميكانيكي حرمه من احتلال المركز الثالث.
واحرز السائق البريطاني، الذي يتميز بقيادته الاستعراضية، 25 سباقا خلال مسيرته الاحترافية، إلا انه لم يتوج باللقب العالمي إلا مرة واحدة العام 1995 على متن فورد، علما انه خاض غمار فئات أخرى من سباقات السرعة بعد ابتعاده عن الراليات كسباق «لومان» مع فيراري، ورالي دكار الدولي مع نيسان، وكان قريبا من تحقيق نتيجة مميزة العام الماضي في هذا الرالي إذ احتل المركز الأول في المرحلة الثالثة وكان في الصدارة قبل أن يضطر إلى الانسحاب في المرحلة السادسة.
دراجات نارية
فشل «الدكتور» روسي بطل العالم 7 مرات في استعادة هيمنته على بطولة العالم للدراجات النارية وانحنى أمام موهبة الشاب ستونر الذي فرض نفسه نجما مطلقا في 2007، خلافا دراج هوندا الأميركي نيك هايدن الذي توج بطلا «باهتا» لموسم 2006، مستفيدا من سوء حظ روسي ومن استراتيجيته «الحذرة» التي كانت مرتكزة على تجميع النقاط عوضا عن التألق.
وكان ستونر يخوض في 2007 موسمه الثاني في فئة الكبار بعد ان كان مع هوندا في 2006 (حل ثامنا)، وتمكن وفي أول سباق مع دوكاتي من خطف الأنظار بتفوقه في السباق الافتتاحي في قطر على روسي.
وأضاف الاسترالي ألقاب جوائز تركيا والصين وكاتالونيا وبريطانيا والولايات المتحدة وتشيكيا وسان مارينو، ثم أحرز أسوأ نتيجة له بحلوله سادسا في جائزة اليابان على حلبة موتيجي، إلا أن هذه النتيجة كانت كافية لمنحه اللقب العالمي بسبب سوء الحظ الذي رافق منافسه روسي الذي كان بحاجة لإنهاء السباق أمام الاسترالي الشاب لكي يؤجل تتويج الأخير، إلا أن «الدكتور» أنهى السباق في المركز الثالث عشر ليفشل بالتالي في الحفاظ على آماله باستعادة اللقب العالمي ورفع رصيده إلى 8 ألقاب.
واحتفل ستونر في المرحلة التالية باللقب العالمي أمام جماهيره في فيليب ايلاند إذ أحرز المركز الأول للمرة العاشرة في 2007، ليصبح أول استرالي يخوض سباق بلاده وهو متوج باللقب العالمي منذ العام 1998 عندما كان الأسطورة ميك دوهان آخر من حقق هذا الأمر، لكن ستونر انفرد بميزة انه كان الأصغر (21 عاما و145 يوما)، لان دوهان كان في سن السادسة والعشرين وواين غاردنر في السابعة والعشرين عندما حققا هذا الانجاز.
وأصبح ستونر أول دراج استرالي يتوج باللقب العالمي بعد الأسطورة دوهان الذي فاز باللقب العالمي أعوام 1994 و1995 و1996 و1997 و1998، كما أصبح ثاني اصغر دراج يتوج باللقب بعد الأميركي فريدي سبيسنر (1983).
كما منح ستونر فريقه دوكاتي اللقب العالمي الأول، لتصبح أول دراجة غير يابانية تحقق هذا الأمر منذ العام 1974 عندما منح الانجليزي فيل ريد الفريق الايطالي «مي في اغوستا» اللقب.
ولعبت معاناة روسي مع إطارات ميشلان دورا بفوز الدراج الاسترالي باللقب العالمي، كما كانت الحال في 2006 عندما توج دوهان باللقب، ما دفع البعض يتوقع اعتزال أو رحيل روسي عن ياماها في حال لم يتحول الفريق الياباني إلى استعمال إطارات بريدجستون، إلا أن الايطالي أوضح موقفه بقوله انه سيكون موجودا على خط انطلاق الموسم المقبل مهما يحصل.
وفي فئة 250 سنتم مكعبا، توج الاسباني خورخي لورنزو باللقب العام الثاني على التوالي، ما دفع فريق ياماها إلى التعاقد معه ليكون في 2008 الدارج الثاني في الفريق الياباني إلى جانب روسي، كما انتقل وصيفه الايطالي اندريا دوفيتسيوزو إلى الفئة الكبرى أيضا مع فريق «جاي أي أر-هوندا» والأمر نفسه بالنسبة لصاحب المركز الثالث اليكس دي انجليس من سان مارينو الذي سيكون مع فريق «ار سي أم هوندا غريزيني».
وفي فئة 125 سنتم مكعبا، كان اللقب من نصيب المجري غابور تالاماتشي بعد منافسة شرسة مع الاسباني هكتور فاوبل.
رالي الشرق الأوسط
توج القطري ناصر العطية بلقب بطل الشرق الأوسط للعام الثالث على التوالي بعدما خطف الصدارة من الإماراتي الشيخ خالد القاسمي في المرحلة الأخيرة في دبي.
وتسبب فوز العطية بحملة انتقادات خصوصا من القاسمي بعدما ألغى منظمو رالي دبي المراحل الثلاث الأخيرة من الرالي بشكل طارئ، بعدما رأوا أن سيارات المتفرجين الموجودة على طرقات الرالي تسبب خطرا على السائقين للمتفرجين على طرقات الرالي.
ورفع العطية رصيده في صدارة ترتيب بطولة الشرق الأوسط إلى 60 نقطة، وهو الرصيد عينه من النقاط الذي جمعه القاسمي، إلا أن الأفضلية ذهبت لمصلحة القطري الفائز أصلا قبل دبي بثلاث مراحل مقابل اثنتين للإماراتي.
وكشف العطية انه سيدخل فترة قصيرة من الراحة الآن بعد رحلات طويلة قطعها في 2007 بين البطولة الإقليمية وبطولة العالم للراليات، قبل أن يبدأ تحضيراته للمشاركة في رالي دكار.
وبدت الخيبة الأكبر على خالد القاسمي الذي كان يأمل إحراز اللقب للمرة الثانية في مسيرته بعد العام 2004، وذلك قبل تركه للبطولة الإقليمية متجها إلى العالمية في الموسم المقبل.
رالي دكار
أحرز الفرنسي ستيفان بيترهانس لقب رالي دكار السنوي للمرة الثالثة على التوالي في سباقات السيارات والتاسعة بعد ان توج بطلا 6 مرات في سباقات الدراجات، وحل بيترهانسل أمام مواطنيه لوك الفان وجان لوي شليسر.
وفي سباق الدرجات النارية، كان الفوز حليف الفرنسي سيريل ديبريه الذي حل أمام مواطنه دافيد كاستو والأميركي كريس بليز.
وسيطر الهولندي هانز ستايسي على سباق الشاحنات، وتقدم على الروسي ايلغيزار ماردييف والتشيكي اليس لوبريس.
العدد 1942 - الأحد 30 ديسمبر 2007م الموافق 20 ذي الحجة 1428هـ