العدد 1944 - الثلثاء 01 يناير 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1428هـ

الكرة الإيطالية تواصل التألق داخل الملعب للعام الثاني على التوالي

على رغم الأزمات المتواصلة خارج الملاعب

للعام الثاني على التوالي نجحت كرة القدم الايطالية في تحويل مشكلاتها خارج أرض الملعب إلى نجاح فائق داخل المستطيل الأخضر لدرجة دفعت البعض إلى تخيل أن النجاح داخل الملعب يرتبط في كرة القدم الإيطالي بالمشكلات والضغوط خارج الملاعب.

وعلى الرغم من المشكلات العديدة التي حاصرت كرة القدم الايطالية للعام الثاني على التوالي نجحت الكرة الايطالية في إضافة أكثر من إنجاز حقيقي في العام 2007 إلى إنجاز الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا لتختلط السعادة والحزن في ساحة كرة القدم الايطالية.

وبعد نجاح المنتخب الإيطالي في الفوز بلقب كأس العالم 2006 توج ميلان جهوده في العام 2007 بلقبين في غاية الأهمية وهما دوري أبطال أوروبا الذي أحرز لقبه للمرة السابعة وكأس العالم للأندية باليابان للمرة الأولى في تاريخ النادي.

كما حجز المنتخب الإيطالي مقعده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2008) عن جدارة وبعد منافسة شرسة مع نظيريه الفرنسي والاسكتلندي في مجموعته بالتصفيات.

واتخذت رابطة الدوري الايطالي (الكالتشيو) قبل أيام خطوة مهمة نحو محاربة الشغب والعنف في الملاعب بعدما طالبت جميع أندية الدوري الايطالي بتنفيذ فكرة مصافحة لاعبي الفرق المتنافسة لبعضهم البعض في وسط الملعب عقب انتهاء جميع المباريات كمحاولة لنبذ التعصب في الملاعب على مستوى اللاعبين والمشجعين.

ويبدو أن الأمور قد عادت إلى نصابها الطبيعي في الدوري الايطالي إذ عاد يوفنتوس إلى دوري الدرجة الأولى بعد أن قضى الموسم الماضي في دوري الدرجة الثانية بحكم قضائي اثر إدانة النادي في فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدوري الإيطالي والتي تفجرت في العام 2006.

ولم تعد الأخطاء العفوية أو غير المتعمدة من الحكام دليلا على وجود تواطؤ أو تلاعب في نتائج المباريات.

كما نجح المدرب فابيو كابيللو في التأكيد على السمعة الطيبة للمدربين الإيطاليين من خلال فوزه بلقب الدوري الإسباني مع ريال مدريد في نهاية الموسم الماضي بعد عام واحد فقط من قيادة مواطنه مارشيللو ليبي للمنتخب الإيطالي إلى الفوز بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا.

وعلى رغم إقالته من تدريب ريال مدريد بعد 11 يوما من الفوز بلقب الدوري الإسباني نتيجة الاتفاق الذي جرى مبكرا بين رئيس النادي رامون كالديرون والمدرب الألماني بيرند شوستر لخلافة كابيللو في قيادة الفريق نال كابيللو تقديرا رائعا بإسناد مهمة تدريب المنتخب الانجليزي إليه.

كما أكد المنتخب الايطالي أن فوزه بلقب كأس العالم 2006 بألمانيا لم يكن مصادفة إذ أكد الفريق على تفوقه وتألقه في العام 2007 من خلال التأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية القادمة (يورو 2008).

ولكن بنظرة سريعة إلى أحوال الكرة الايطالية خارج الملاعب يبدو الوضع سيئا للغاية ومعتما بدرجة كبيرة إذ ما زال الشغب ومشاغبو الملاعب (الهوليجانز) خطرا يهدد اللعبة سواء في المدرجات أو خارج الاستادات.

وشهد شهر فبراير/ شباط الماضي مقتل أحد رجال الشرطة كما شهد شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حوادث شغب عديدة وفي مدن متفرقة اثر مقتل أحد مشجعي فريق لاتسيو عن طريق الخطأ برصاص أحد رجال الشرطة.

وكانت مقاومة الشغب والقضاء على المشاغبين في عالم اللعبة من القضايا التي شغلت السلطات الإيطالية كثيرا في العام 2007 خصوصا بعد أنْ هاجم الهوليجانز وحدات الشرطة في العاصمة روما ومدينة ميلانو.

وفي الوقت نفسه الذي اعتمد فيه تأمين الاستادات الايطالية على الحواجز المعدنية والخنادق المائية لمنع وصول الهوليجانز إلى أرض الملعب شاهد المشجعون في إيطاليا المباريات في بطولات الدوري الأخرى بأوروبا تجرى في ملاعب لا تعتمد على مثل هذه الحواجز.

وما زالت النظرة مظلمة إلى كرة القدم الإيطالية بشكل عام إذ أوضحت التحقيقات الجارية حاليا أنّ شيئا لم يتغير منذ تفجر فضيحة التلاعب بنتائج المباريات في ربيع العام 2006 فما زال المسئول الكبير سابقا في نادي يوفنتوس لوشيانو موجي والذي فرضت عليه عقوبة الإيقاف خمس سنوات بسبب إدانته في هذه الفضيحة من العناصر المؤثرة والمهيمنة على كرة القدم الايطالية.

يواجه موجي حاليا اتهامات بالتآمر الجنائي والاحتيال الرياضي والتهديدات وذلك في محاكمة تشتمل معه أيضا على 36 آخرين وبدأت بالفعل في 15 ديسمبر/ كانون الأول.

ويعتقد ممثلو الادعاء الذين أجروا تسجيلات لموجي منذ خريف 2006 أنه ما زال مستمرا في التأثير على بعض أمور كرة القدم الايطالية مع الاهتمام بالتأثير على شئون مديري الأندية ووكلاء اللاعبين.

وأوضحت صحيفة «لا ريبابليكا» الايطالية أن شبكة موجي ما زالت نشطة وفعالة وما زالت تضم بين صفوفها مسئولين بالاتحاد الايطالي للعبة.

وقال رئيس رابطة دوري الدرجة الرابعة بإيطاليا وليام بونجيليني في رسالة كتبها إلى موجي «عزيزي موجي، أقف بمفردي الآن في المعركة ولكنني لا أيأس ولا أنسى أصدقائي».

وأوضح بونجيليني أيضا لموجي أن ممثل الادعاء في نابولي قد استجوبوه أيضا وهو ما قد يعتبر جريمة أيضا لان موجي نفسه يخضع للتحقيقات في نفس المدينة.

وعلى رغم عدم مقدرة موجي حاليا على حبس الحكام في غرف تغيير الملابس في حالة الإضرار بفريق يوفنتوس كما كان يفعل في الماضي تم تسجيل مكالمة لموجي مع أحد مسئولي فريق يوفنتوس حاليا أليسيو سيكو بالإضافة للتعاون مع ناديي سيينا وليفورنو.

وكان رئيس نادي ليفورنو ألدو سبينيللي قد عرض على موجي الانضمام إلى طاقم العمل الخاص به في النادي.

ويبدو أن موجي يرتبط أيضا بعلاقات جيدة مع مسئولي الشرطة كما يطلق عليه بعض المتورطين معه في فضيحة التلاعب بنتائج المباريات والتي اكتشفت في 2006 لقب «الرئيس».

وأكد موجي أكثر من مرة في مقال بصحيفة «ليبيرو» الايطالية وفي محطات الإذاعة والتلفزيون أنه وقع ضحية لـ»القوى الكبيرة».

وانتقد بعض المعلقين انتهاك خصوصية موجي لأنه ما زال رجلا حرا يمكنه التحدث إلى أي شخص.

بينما فضل آخرون التأكيد على ضرورة وجود الأخلاقيات وأهميتها في عالم كرة القدم.

في المقابل لم يبد رئيس وزراء إيطاليا الاسبق ومالك ورئيس نادي ميلان الإيطالي حاليا سيلفيو بيرلسكوني هذا الاهتمام الكبير عندما قال إن هذه الفضيحة التي لحقت بموجي كانت «مجرد تهمة ملفقة» تسببت في فقدان فريقه للقب الدوري لسنوات قليلة.

وبدا أن بيرلسكوني نسي أن القضاة الرياضيين أدانوا أيضا أحد مسئولي ميلان لياندرو مياني ما أدى لفرض عقوبة بخصم ثماني نقاط من رصيد ميلان من النقاط في الدوري الايطالي الموسم الماضي 2006/2007.

وفي الوقت الذي يستعد فيه القضاة الرياضيون لمحاكمة أخرى وعد رئيس الاتحاد الإيطالي للعبة حاليا جانكارلو أبيتي بالتصدي السريع والمعاقبة الصارمة للمذنب.

ويشعر عشاق كرة القدم الإيطالية أنّ ذلك قد يكون طريقا جيّدا لبداية العام 2008.

العدد 1944 - الثلثاء 01 يناير 2008م الموافق 22 ذي الحجة 1428هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً