لم تكد مراسم إجراء قرعة بطولة كأس الأمم الإفريقية السادسة والعشرين 2008 تجرى حتى تيقن جميع المتابعين للقرعة أن المجموعة الثانية بلا شك هي أصعب المجموعات بل إنها فعلا «مجموعة الموت» إذ تضم منتخبات نيجيريا وكوت ديفوار ومالي وبنين.
ومع استبعاد المنتخب البنيني يبدو من الصعب التكهن بهوية الفريقين اللذين سيتأهلان لدور الثمانية علما بأن منتخب بنين أيضا يمكنه تفجير المفاجأة والمشاركة على الأقل في تحديد هوية الفريقين الفائزين ببطاقتي التأهل عن هذه المجموعة إلى الدور الثاني.
ولا يختلف اثنان على أن المباراة الأولى في هذه المجموعة والتي ستجمع المنتخبين النيجيري والايفواري ستكون قمة الإثارة والندية من بين جميع مباريات المجموعة بل إنها تمثل نظريا واحدة من أهم وأقوى مباريات البطولة.
ويضاعف من أهمية وإثارة هذه المباراة أنها ستشهد مواجهة بين عدد من النجوم البارزين في الفريقيين مثل الايفواري ديدييه دروجبا أمام النيجيري جوزيف يوبو والنيجيري جون أوبي ميكيل أمام الايفواري يايا توريه والنيجيري أوبافيمي مارتينيز أمام الايفواري كولو توريه.
كما كان منتظرا أن تشهد هذه المباراة مواجهة بين المدربين الألمانيين بيرتي فوجتس المدير الفني للمنتخب النيجيري (النسور الخضر) وأولي شتيلكه المدير الفني للمنتخب الإيفواري (الافيال).
ولكن الأخير استقال حديثا من تدريب الافيال لأسباب شخصية بعد دخول نجله في غيبوبة ليترك مسئولية تدريب الفريق إلى الفرنسي جيرار جيلي المدير الفني للمنتخب الايفواري الاولمبي.
وعلى رغم قوة الفريقين والترشيحات الكبيرة التي تسبقهما في أي بطولة يشاركان فيها، فلن يغفل أي منهما عن قوة منافسهما الثالث في المجموعة وهو منتخب مالي.
ويكفي أن منتخب مالي يضم بين صفوفه أحد الاسلحة الفتاكة وهو فريدريك كانوتيه مهاجم اشبيلية الاسباني والذي كان أحد أبرز عوامل نجاح الفريق في الموسمين الماضيين إذ قاد اشبيلية للفوز بكأس الاتحاد الأوروبي في الموسمين الماضيين.
كما يلعب إلى جواره لاعبا خط الوسط محمد سيسوكو المحترف في ليفربول الانجليزي ومامادو ديارا نجم ريال مدريد الاسباني.
يشار أيضا إلى أن المدرب الفرنسي جان فرانسوا جودار المدير الفني لمنتخب مالي نجح في تكوين فريق يتميز بقوة جميع صفوفه ويستطيع تحقيق المفاجأة والعبور من هذه المجموعة على حساب أحد المنتخبين النيجيري أو الايفواري إلى دور الثمانية.
كما تدرك الفرق الثلاثة جيدا وجود منافس رابع قادر على تحقيق المفاجآت وهو منتخب بنين الذي نجح في التأهل للنهائيات على حساب المنتخب الاوغندي ليشارك في النهائيات للمرة الثانية فقط في تاريخه بعد أن شارك في نهائيات كأس الامم الافريقية 2004 بتونس.
ويزيد من مخاوف الفرق الثلاثة من منتخب بنين أن الاخير تأهل للنهائيات بعدما احتل المركز الثاني في مجموعته الصعبة بالتصفيات والتي ضمت معه منتخبات مالي وتوجو وأوغندا.
ويملك المنتخبان الايفواري والنيجيري خبرة المنافسة على الالقاب كما أنهما كانا من بين ممثلي القارة الافريقية في كؤوس العالم التي جرت في السنوات الماضية. فشارك المنتخب النيجيري في بطولات 1994 و1998 و2002 فيما شارك أفيال كوت ديفوار في النهائيات العام 2006 بألمانيا.
ويتميز المنتخب النيجيري الفائز بلقب البطولة مرتين سابقتين بأنه من أكثر الدول الإفريقية تأهلا للمباراة النهائية على مدار البطولة بالإضافة إلى تصدره الدول الافريقية في التصنيف العالمي لمنتخبات كرة القدم الصادر عن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
أما المنتخب الايفواري فإنه أكثر الفرق الافريقية استعدادا في الوقت الجاري بل إنه أقوى المرشحين للمنافسة على اللقب من الناحية النظرية على الأقل لأن لاعبيه اكتسبوا خبرة كبيرة من الاحتراف الأوروبي ويسود بينهم الانسجام والتفاهم بعد سنوات طويلة من اللعب سويا.
أما منتخب مالي فيبدو من أكثر الفرق الصاعدة والمنطلقة بقوة في القارة السمراء ما يجعل التكهن بهوية الفريقين المتأهلين من هذه المجموعة أمرا صعبا
العدد 1952 - الأربعاء 09 يناير 2008م الموافق 30 ذي الحجة 1428هـ