غانا - د ب أ
بعد الخروج المبكر والمهين للمنتخب المغربي لكرة القدم من الدور الأول لبطولة كأس الأمم الإفريقية الخامسة والعشرين التي أقيمت في مصر العام 2006 وفشل الفريق في التأهل لنهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا ساد الاعتقاد بأن شمس أسود الأطلسي قد غابت وأنها أصبحت أسود مستأنسة لا زئير لها.
ولكن مع نجاح الفريق في التأهل بجدارة إلى نهائيات كأس الأمم الإفريقية 2008 بغانا وظهوره بشكل رائع في التصفيات عادت الثقة من جديد لأسود الأطلسي وأكدوا أن فريقهم مازال احدى القوى الكروية في القارة السمراء.
ولم يعد أمام المنتخب المغربي سوى استعادة هيبته المفقودة في القارة السمراء إذ يسعى الفريق إلى الفوز بلقب البطولة ليكون اللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بكأس الأمم الأوروبية.
ويتمتع المنتخب المغربي بتاريخ حافل على مستوى القارة الإفريقية إذ يشارك في نهائيات البطولة للمرة الثالثة عشرة وهي السادسة له على التوالي لكنه لم ينجح في إحراز اللقب إلا مرة واحدة عندما استضافت إثيوبيا النهائيات العام 1976 وأقيمت منافساتها بنظام دوري من دور واحد بين جميع الفرق المشاركة ليحصل المنتخب المغربي على أكبر عدد من النقاط.
وخلال 18 بطولة تالية على مدار نحو 3 عقود من الزمان، فشل المنتخب المغربي في الفوز باللقب على رغم وصوله إلى نهائيات كأس العالم ممثلا عن القارة الإفريقية أكثر من مرة.
وكان أفضل إنجاز آخر له هو الوصول للمباراة النهائية في بطولة افريقيا لعام 2004 بتونس إذ كان المرشح الأقوى للفوز في النهائي ولكن عاملي الأرض والجمهور لعبا دورهما لصالح المنتخب التونسي ليفوز باللقب.
وفي باقي البطولات الإفريقية التي شارك فيها المنتخب المغربي كان الخروج من الدور الأول هو نصيب الفريق في أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 بينما وصل الفريق لدور الثمانية في بطولة 1998 وخرج من الدور قبل النهائي في بطولات 1980 و1986 و1988.
ولذلك سيكون طموح المغرب في البطولة الإفريقية الحالية بعد الإخفاق في البطولة الماضية والفشل في الوصول لكأس العالم 2006 هو الفوز بلقب البطولة أو على الأقل الوصول للمباراة النهائية لأن أي نتائج أخرى تعني أن أسود الأطلسي يعانون من أزمة حقيقية وليست كبوة طارئة وخصوصا أن القلق يساور البعض من تحول الفريق إلى الدوامة نفسها التي يعانيها جاره الجزائري البعيد عن أي إنجازات منذ سنوات طويلة.
ولم يجد المنتخب المغربي صعوبة تذكر في رحلة التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية 2008 بغانا إذ حقق الفريق الفوز في 3 مباريات وتعادل في مباراة واحدة من 4 مباريات خاضها في المجموعة الثانية عشرة بالتصفيات ليتصدر مجموعته برصيد 10 نقاط وبفارق 6 نقاط أمام أقرب منافسيه.
وحقق المنتخب المغربي في رحلته بالتصفيات الفوز على مالاوي 2/ صفر و1/ صفر وعلى زيمبابوي 2/ صفر إيابا بعدما تعادل معها 1/1 ذهابا.
وأعاد أسود الأطلسي المدرب الفرنسي الشهير هنري ميشيل إلى قيادة الفريق قبل خوض النهائيات المقبلة في غانا لما يتمتع به من خبرة كبيرة بالإضافة لعلمه بالمنتخب المغربي الذي سبق أن دربه وحقق معه إنجازات عدة منها الوصول إلى كأس العالم.
وسبق أن قاد ميشيل المنتخب المغربي في نهائيات البطولة الإفريقية عامي 2000 و2002 ولكنه فشل في عبور الدور الأول مع الفريق.
ولذلك فإن البطولة المقبلة في غانا تمثل تحديا خاصة له مع أسود الأطلسي إذ يسعى للتخلص من سوء الحظ الذي لازمه في بطولتي 2000 و2002 وخصوصا أن تعيينه جاء على حساب المدرب الوطني محمد فاخر وبعد أن نجح الأخير في قيادة الفريق بنجاح كبير في التصفيات.
وعلى رغم نجاح المدرب الوطني بادو الزاكي في قيادة الفريق إلى المباراة النهائية في بطولة العام 2004 وجد مسئولو الاتحاد المغربي للعبة أنه من الأفضل إسناد المهمة لميشيل لتكون بداية له مع الفريق استعدادا لتصفيات القارة الإفريقية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا.
وبعد أن علقت الجماهير أملها في الماضي على لاعب واحد فقط هو لاعب بوردو الفرنسي المهاجم الشاب مروان الشماخ أصبح هناك من يعاونه حاليا وهو نجم خط وسط أندرلخت البلجيكي اللاعب الشاب مبارك بوصوفة ويضع عليه ميشيل الكثير في تنفيذ خطته.
ويمثل الشماخ وبوصوفة اثنين من أبرز اللاعبين الشبان في القارة الإفريقية وعلى رغم انتمائهما لعائلتين مغربيتين هاجرتا إلى أوروبا، أكد اللاعبان ولاءهما وإخلاصهما لبلدهما الأصلي وقررا الانضمام للمنتخب المغربي.
ويعتمد ميشيل أيضا على مجموعة كبيرة من اللاعبين المحترفين في أوروبا نظرا لخبرتهم الكبيرة.
وعلى رغم وقوع المنتخب المغربي في المجموعة الأولى السهلة في الدور الأول لنهائيات كأس افريقيا 2008، فلن تكون فرصة الفريق في العبور إلى الدور الثاني سهلة على الإطلاق لأنه إذا سارت الأمور داخل هذه المجموعة بلا مفاجآت فإن المنتخب الغاني صاحب الأرض سيحجز إحدى بطاقتي المجموعة إلى النهائيات بينما سيتصارع المنتخبان المغربي والغيني على البطاقة الثانية في المجموعة.
ولذلك يدرك المنتخب المغربي جيدا أن مباراته مع غينيا يوم 24 يناير/ كانون الثاني الجاري تمثل مواجهة مصيرية لا تعرف أنصاف الحلول فالفائز فيها يضمن بشكل كبير التأهل للدور الثاني.
وما يطمئن أسود الأطلسي في الدور الأول أن الفريق يملك سجلا رائعا في مواجهاته السابقة الرسمية والودية أمام جميع المنتخبات الثلاثة في مجموعته بما في ذلك المنتخب الغاني صاحب الأرض والفائز بلقب البطولة 4 مرات سابقة.
والتقى المنتخب المغربي مع نظيره الغاني 11 مرة سابقة ففاز في 5 وخسر مرتين وتعادلا 4 مرات. بينما التقى نظيره الغيني 6 مرات ففازت المغرب في 4 مباريات وتعادل الفريقان في مباراتين. أما مواجهاته مع المنتخب الناميبي فكانت 3 فقط فاز الفريق المغربي في اثنتين وتعادل في الثالثة.
العدد 1955 - السبت 12 يناير 2008م الموافق 03 محرم 1429هـ