قدَّم طلبة مقرر بحث التخرج في كلية الهندسة بجامعة البحرين مبتكرات وتصاميم في المعرض الذي أقامته الكلية يوم أمس (الخميس)، ومن أبرز التصاميم في المعرض الذي ضمَّ 109 مشروعات نموذج محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية.
وكان الطالبان في قسم الهندسة الميكانيكية يوسف صالح وحسن علي صمما محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية. وعن أسباب اختيار هذا الميدان لتصميم مشروع التخرج، قال علي: «نحن نعرف أن الطاقة الأحفورية (النفط) التي تعتمد عليها دولنا ستنضب بعد بضعة عقود، وهو ما يجعلنا نفكر في الطاقة البديلة، وخصوصا الطاقة الشمسية التي تنعم بها منطقتنا».
ولفت صالح إلى أن «المشروع يتكون من مجمع حراري زجاجي بقطر يبلغ 7 كيلومترات، ومدخنة، ومراوح مولدات»، مشيرا إلى أنَّ «هذه المحطة التي أقيمت شبيهة لها في إسبانيا واستراليا تكفي لتزويد 50 ألف منزل بالطاقة الكهربائية المستمدة من الطاقة الشمسية».
وفيما يرتبط بكلفة المشروع ذكر علي أن «المشروع في بدايته مكلف، وقد تصل كلفته إلى نحو 600 مليون دولار، ولكن كلفته التشغيلية قليلة، ومزاياه عدة، ويعمل على مدى 24 ساعة من خلال تخزين الطاقة في داخله». وأبدى الطالبان رضاهما عن المشروع، متوقعين أن يحتل أحد المراكز الأولى بعد إعلان نتائج التحكيم.
من جانبه قال عميد كلية الهندسة حسين المدني: «إنَّ الكلية تسعى من خلال هذا المعرض الذي تقيمه للسنة الثامنة على التوالي إلى إشعار القطاع الصناعي بجهود طلبة جامعة البحرين البحثية وإمكاناتهم، وإيقاف المعنيين على مستويات طلبة الجامعة»، وأضاف «بات القطاع الخاص على وعي بقدرات خريجي كلية الهندسة، إذ إننا حرصنا على دعوة مهندسين مختلفين لتحكيم المشروعات في كل فصل دراسي على مدى 16 معرضا أقامتها الكلية في السنوات الماضية».
وأشار المدني إلى أنَّ «كثيرا من الشركات استطاعت أن تحل مشكلاتها الصناعية من خلال التعاون مع الكلية»، مشددا على أنَّ «هذا المعرض الذي يساعد الطالب على تقديم خلاصة دراسته أمام متخصصين يعزز أيضا مساعي الجامعة للحصول على الاعتمادية التي تعد الصلة مع القطاع الخاص إحدى الضرورات لأية كلية هندسية».
وفيما يتعلق بالمشروعات المقدمة قال رئيس اللجنة المنظمة للمعرض محمد القصاب: «المشروعات المقدمة حاولت أن تضع حلولا لمشكلات صناعية، وكان من بينها موضوعات جديدة، مثل: الطاقة البديلة»، موضحا أنَّ «عدد المشروعات بلغ 109 مشاريع بواقع 80 مشروعا لدرجة البكالوريوس، و29 مشروعا لدرجة الدبلوم المشارك».
وتشمل البرامج بحسب القصاب برامج الهندسة الميكانيكية، والمدنية، والكيميائية، والكهربائية، والإلكترونية، والأجهزة الدقيقة، والتصميم الداخلي، والعمارة.
وأوضح أنَّ «الكلية حرصت على الاستفادة من آراء القطاع الصناعي فدعت 11 مهندسا من وزارات وشركات مختلفة لتحكيم المشروعات»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنَّ «مواجهة الطالب لمحكمين من خارج الجامعة تهيِّئُه لامتحان المقابلة الشخصية الذي تجريه الشركات عند طلب التوظيف، وتنمي خبرته في التواصل والتعبير عن خبراته وآرائه».
على صعيد ذي صلة، طوَّر الطالبان في قسم الهندسة الكهربائية فهد عبدالعزيز ومبارك حسن جهازا يكشف عن جريان التيار الكهربائي من عدمه، مشيرين إلى أنَّ الجهاز يساعد الناس العاديين على التعامل مع الأسلاك، كما يساعد أصحاب عمليات الحفريات على اكتشاف الأسلاك تحت الأرض.
وقال عبدالعزيز: «يستقبل الجهاز الذي طوَّرناه موجات عن بُعد تكشف عن وجود تيار كهربائي في السلك، وفي هذه الحالة يظهر لون أحمر على الجهاز، وبيانات رقمية عشوائية». وعمّا إذا كان الجهاز قابلا للتسويق، قال حسن: «لم أرَ مثل هذا الجهاز في السوق، ولا أجد ما يمنع تسويقه بشرط أن يجرى عليه بعض التطوير».
أما الطالبان في قسم الهندسة المدنية والعمارة سارة خرمي ومحمد محسن فبحثا الطول الأمثل لوصلة الحديد في الخرسانات عن طريق عدة تجارب.
وقالت خرمي: «أحيانا أثناء عملية البناء يلجأ البعض إلى شبك حديد الخرسانة، غير أنهم لا يلتفتون إلى المساحة المطلوبة للشبك»، مضيفة: «من خلال تجاربنا توصلنا إلى أنَّ حجم الطول المطلوب لضمان جودة الخرسانة 40 سنتيمترا في قطر سيخ الحديد». وأوضح محسن أن «التوصل إلى هذه النتائج جاء بعد وضع عدة أثقال على الخرسانة ومعرفة مدى تحملها وفق حسابات علمية دقيقة»، مشيرا إلى أن نقل الخرسانة وصناعتها أمر تطلب وقتا طويلا وجهدا كبيرا بالنسبة إليهما.
ولفت رئيس مكتب الاعتماد الأكاديمي في كليتي الهندسة وتقنية المعلومات الأستاذ الدكتور نادر البستكي إلى أن «المكتب وجَّه الأساتذة للتركيز على التصاميم الهندسية المبتكرة مع الحرص على أن تكون واقعية مرتبطة بالمشكلات الصناعية»، مؤكدا أنَّ بحث التخرج «فرصة لتشجيع الطالب على الاستقلال في البحث العلمي، والتفكير بطريقة تحليلية، والعمل ضمن فريق واحد».
العدد 1960 - الخميس 17 يناير 2008م الموافق 08 محرم 1429هـ