أفاد وزير شئون النفط والغاز رئيس الهيئة الوطنية للنفط والغاز عبدالحسين ميرزا أن أربع شركات عالمية تأهلت لتقديم العطاءات المالية لبناء مصنع لزيوت التشحيم في البحرين بعد تأهلها في المطابقات الفنية التي طلبتها الهيئة، التي تشرف على قطاع النفط و الغاز والبتروكيماويات في البحرين، بشأن المشروع الذي تبلغ كلفته التقديرية نحو 300 مليون دولار.

وأبلغ ميرزا «مال وأعمال» أن شركتين يابانيتين هما جا جي سي (JGC) وسوميتومو من ضمن الشركات الأربع التي تضم أيضا شركة «تكنب»، «وأن هذه الشركات تأهلت للمرحلة الثانية وهي تقديم العطاءات المالية للمشروع بعد تطابق العروض الفنية مع المواصفات التي طلبتها الهيئة».

وقال ميرزا: «طلبنا من الشركات أن تكون العطاءات على مرحلتين، الأولى الأمور الفنية والثانية الأمور المالية». مضيفا أن العطاءات المالية ستقدمها الشركات إلى الهيئة «قريبا»، لكنه لم يعط أية تفصيلات.

وسيقام المصنع جنوبي مصنع تكرير النفط في المنطقة التي جرى فيها الاحتفال بتدشين مشروع الديزل المنخفض الكبريت، الذي شرفه رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة لتدشين المشروع الحيوي. وستبلغ طاقة مصنع زيوت التشحيم المقترح نحو 400 ألف طن في السنة أو نحو 1,300 طن في اليوم.

وسيكون المشروع الأول من نوعه في المنطقة إذ تقوم جميع دول المنطقة باستيراد زيوت تشحيم السيارات التي تعج بها طرق دول الخليج العربية الست، وهي: البحرين والمملكة العربية السعودية والكويت وسلطنة عمان وقطر والإمارات العربية المتحدة.

وكانت شركة نفط البحرين (بابكو) وقعت اتفاقية مع الشركة الفنلندية «نيست أويل» المعروفة سابقا باسم «فورتوم أويل» وهي إحدى الشركات العالمية الكبرى في تكرير النفط وتسويقه والمتخصصة في صناعة الوقود عالي الجودة للمحركات والمتميز بالنظافة البيئية اتفاقا مرحليّا شاملا.

وتنص الاتفاقية على أن تعمل «بابكو» المملوكة بالكامل للبحرين و»نيست أويل الفنلندية» سويّا على مشروع يشمل تصميم وبناء وتشغيل معمل لإنتاج زيوت التشحيم الأساسية في البحرين.

ويأتي المشروع عالي التقنية ضمن المشروعات الإستراتيجية لشركة نفط البحرين التي تهدف إلى تطوير عمليات الشركة وتحسين ربحيتها، وإيذانا بدخول «بابكو» قطاع صناعة زيوت التشحيم. وكان مجلس النفط الأعلى برئاسة رئيس الوزراء صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة أقرَّ هذا المشروع في وقت سابق.

وستكون الطاقة الإنتاجية لهذا المعمل المقرر بناؤه داخل مصفاة البحرين وفق أعلى وأحدث المواصفات التقنية العالمية 400,000 طن متري سنويّا من زيوت التشحيم عالية الجودة والخالية من الكبريت، وهي من المنتجات التي يزداد الطلب عليها لتلبية احتياجات الجيل المقبل من المحركات عالية الأداء والتقيد باشتراطات البيئة العالمية.

وسيعمل مشروع خفض الديزل من الكبريت الذي تم تدشينه في البحرين العام الماضي على تزويد المعمل الجديد بالمواد الخام. وسيتم تسويق المنتجات الجديدة في الأسواق العالمية.

وقال مسئولون إن من شأن هذا التعاون العالمي بين «بابكو» وشركة «نيست» الفنلندية أن يمكن «بابكو» من دخول مجالات جديدة ومتخصصة في الأسواق العالمية، ما سيؤدي إلى إضافة قيمة لمنتجاتها ورفع نسبة مساهمتها في الاقتصاد الوطني. كما أن من شأن هذا المشروع تمكين «بابكو» و»نيست أويل»، من خلال التكامل التقني بين استخدام التكسير الهيدروجيني ونزع الشمع النفطي، من تحقيق ريادة عالمية في مجال إنتاج زيوت التشحيم المتميزة بالجودة العالية والخلو من الكبريت.

وتمتلك الشركة «القابضة للنفط والغاز» 55 في المئة من أسهم مصنع إنتاج زيوت التشحيم، بينما تمتلك المؤسسة الفنلندية النسبة المتبقية وهي 45 في المئة.

وستقوم شركة «بابكو» بتشغيل المصنع، على أن تقوم المؤسسة الفنلندية بتسويق منتجات المصنع المتوقع أن تبدأ المرحلة التنفيذية فيه في غضون الربع الثاني 2008، على أن يتم استكمال المشروع بحلول العام 2011. وبينت دراسات عن المشروع أن بإمكانه تحقيق عائد استثماري بواقع 22 في المئة.

وتقول مصادر صناعية أنه لا يوجد مصنع لزيوت التشحيم في منطقة الشرق الأوسط وأن جميع الزيوت يتم استيرادها. كما قالوا إن المصنع الجديد يمكن أن يقوم بتصدير بعض منتجاته إلى أسواق المنطقة لتلبية الطلب المتزايد على زيوت تشحيم السيارات التي يقدر عددها بالملايين. والبحرين هي مصدر صغير للنفط إذ تنتج نحو 38 ألف برميل يوميّا من حقولها البرية في حين تتسلم نحو 150 ألف برميل من حقل أبو سعفة البحري المشترك مع المملكة العربية السعودية. كما أن المملكة كذلك تستورد نحو 200 ألف برميل يوميّا من النفط الخام السعودي لتصفيته في المصفاة التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 250 ألف برميل يوميّا.