يعتبر برنامج تدريب وتنمية رواد الأعمال وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من أحد أنجح البرامج التي تقدم للفئة الشابة في البحرين؛ إذ يقوم على أسس يستطيع من خلالها الشاب أن يختار ويشق مستقبله الوظيفي.
ويعد برنامج «تدريب وتنمية رواد الأعمال» من بين البرامج التي تحظى بإقبال نسبي من قبل الشباب الذين يحرصون على بناء مستقبلهم بأيديهم؛ إذ إن نسبة الإقبال عليه تعتمد على مدى حرص الشباب ورغبتهم في امتلاك مشروعات خاصة.
ويقع البرنامج نفسه تحت إشراف مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا بمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNEDO)، وتم افتتاحه رسميا في فبراير/ شباط العام 2001، بمجهود مشترك من «اليونيدو» في البحرين، والمركز الإقليمي لتنمية وتدريب الأعمال والاستثمار (IRC) في الهند، إلا أنه ينفذ حاليا بالتعاون مع بنك البحرين للتنمية، ومجلس التنمية الاقتصادية، وجمعية سيدات الأعمال، وغرفة تجارة وصناعة البحرين، وجمعية رواد الأعمال الشبابية، بالإضافة إلى إحدى الصحف المحلية. ويقدم البرنامج نماذج متميزة من الخدمات التي تدعم المشروعات الصغيرة.
التركيز على جهود المرأة
رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا لمنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية هاشم حسين أكد أن البرنامج موجه إلى جميع الشباب الذين يسعون إلى إنشاء مشروع خاص بهم، من الذين لا تتجاوز أعمارهم 50 عاما ولا يقل عن 18 عاما.
وقال حسين إن البرنامج يسعى إلى التركيز على جهود المرأة ليعطيها دورها الذي تستحقه في المجتمع، منوها إلى وجود برامج خاصة لتنمية المرأة اقتصاديا بهدف منحها سبلا تنمي من خلالها أفكارها.
وفي وصف للمراحل التي يتكون منها النموذج البحريني من البرنامج قال حسين إنه «يتكون من 4 مراحل؛ الأولى: تدريب رواد الأعمال بكيفية اختيار المشروع ووضع خطة العمل وإدارة المشروع»، مضيفا أن «المرحلة نفسها تتم بمشاركة الجهات الداعمة، التي يحرص ممثلون عنها على حضور المحاضرات والورش التدريبية التي تنظم فيها، والتي تستمر ثلاثة أسابيع».
وتابع حسين أن «الخطوة الثانية من البرنامج تتمثل في تقديم الاستشارة التي تساعد على التعلم من خلال شبكة «اليونيدو للتطوير والاستثمار» الموجودة في أكثر من 17 دولة، بينما تتمثل الخطوة الثالثة في الربط المالي؛ إذ تنفذ بالتعاون مع بنك البحرين للتنمية».
وذكر حسين أن المرحلة الرابعة والأخيرة، من البرنامج تتمثل في خطوة تسمى بـ «الاحتضان» التي تتم داخل «الحوائط» بمركز البحرين للصناعات الناشئة.
النموذج البحريني... إلى العراق
وذكر حسين أن «النموذج البحريني نفسه يطبق في 18 دولة في العالم، وأنه سيطبق خلال الفترة المقبلة في العراق».
وفي رده على سؤال عن نسبة فشل مشروعات الشباب المشاركين في البرنامج، قال: «إنها نسبة ضعيفة جدا، وذلك لأن لدينا لجنة تقوم بالتأكد من فكرة المشروع ومدى تناسبها مع صاحب الفكرة، وذلك ما يتم في مرحلة الاستشارة»، معتبرا نسبة الفشل لا تتجاوز 5 في المئة. وعن عدد الرواد الشباب الذين انتهى البرنامج من تدريبهم على مدى الأعوام السبعة قال حسين إنه «تم تدريب 620 رائد عمل، وأن هناك 226 مشروعا جديدا قائما»، مضيفا أن «المشروعات التي بدأت بـ5 آلاف دولار نجد أربحاها فاقت المليون دولار خلال 3 أعوام».
ارتفاع نسبة المشاركة في البرنامج
وفيما يخص نسبة المشاركة، قال حسين إنها ارتفعت عن بداية انطلاق البرنامج، عازيا ذلك إلى وجود تخوف كان يسيطر على الشباب من عدم توافر التمويل التجاري والمقار المناسبة لأعمالهم، منوها في الوقت نفسه إلى أنه «بعد نجاح مشروعات لأعداد كبيرة من الشباب زال ذلك التخوف، فوجدت الثقة والصدقية في المشاركة في المشروعات التي تعتبر مبتكرة وذات نوع خاص».
وفيما يخص شروط الانضمام أو المشاركة في البرنامج، قال رئيس مكتب ترويج الاستثمار والتكنولوجيا إن «أهم شرط ينبغي أن يتوافر في الشاب هو وجود فكرة يريد لها أن ترى النور، يقوم بإرسالها عن طريق الانترنت أو الفاكس، ليتم الرد عليها مباشرة، تمهيدا لتنظيم المقابلات مع الشباب التي تتم كل أسبوعين مرة، أو كل 10 أيام مرة». وبحسب حسين فإن «البرنامج قائم بذاته ويكلف كل شاب صاحب فكرة لأي مشروع 90 دينارا فقط، لجميع المراحل، ليشارك ما بين 15 و17 شابا آخر في جميع المراحل».
واعتبر حسين أن «البرنامج له صدى إعلامي، ولا وجود لأي تقصير من الصحافة»، منوها إلى أن الشباب البحريني هو المستقبل وهو نواة الاقتصاد البحريني»، داعيا كل من لديه مشروع إلى الاتصال بـ»UNEDO» لتحقيق طموحاتهم.
البحرين مقرا لإطلاق نموذجها
وفي بادرة تعتبر الأولى من نوعها على مستوى دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، تم اختيار البحرين مقرا لإطلاق شبكة عالمية تتناقل من خلالها أكثر من 96 دولة، النموذج البحريني العربي لتنمية رواد الأعمال الهادف تمكين مختلف شرائح المجتمع من تأسيس شركات صناعية متوسطة وصغيرة.
وجاء ذلك في أغسطس/ آب من العام الماضي؛ إذ وقع هذا الاختيار على البحرين بعد دراسات قدمتها أربع ورش عمل عقدت في دول عربية وآسيوية، رفعت عواصمها توصيات بذلك إلى البنك الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية. وفي تصريح سابق لوكيل وزارة المالية ورئيس مجلس إدارة بنك البحرين للتنمية (سابقا) الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة في الشأن نفسه، قال إن النموذج البحريني للبرنامج نفسه لم يكن نموذجا رائدا فقط، بل أصبح يحظى بالاعتراف العالمي في أنحاء العالم كافة، مضيفا أن «البرنامج بمثابة عملية انطلاق نحو التدرب على حل المشكلات التي يواجهها قطاع الأعمال، ومن خلاله يتمكن رائد الأعمال من الإلمام بنوعية وحجم المشكلة ومن ثم التوصل إلى كيفية تفادي المعوقات كافة، بالإضافة إلى اتباع النهج السليم في التعامل بإيجابية مع أية مشكلات أخرى مستقبلية.
العاهل يلتقي القائمين على «رواد العمل التطوعي» قريبا
الوسط - أحمد الصفار
علمت «الوسط» أن الوجيه حميد آل نوح وجمعية العمل الخيري الاجتماعي ومجلس بلدي الشمالية، سيلتقون قريبا عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بمعية وزير شئون البلديات والزراعة منصور بن رجب، لعرض مشروع شركة رواد العمل التطوعي (الموجه لفئة الشباب) على جلالته وطلب دعمه ومباركته لهذه الفكرة الطموحة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن عاهل البلاد أبدى اهتماما ملحوظا بهذا المشروع بعد أن تم الإعلان عنه في الصحافة المحلية، كما لاقى ترحيبا من الوزير بن رجب، وهو يتمثل في شركة قابضة مقفلة للحديد من الممكن أن تصبح مساهمة عامة، يتوزع رأس مالها كالآتي: رأسمال مصرح به يبلغ قدره 5 ملايين دينار، ورأس مال مكتتب يبلغ 1.25 مليون، وآخر مدفوع قدره 625 ألفا.
ومن المتوقع أن يغطى رأس مال الشركة البالغ 625 ألف دينار، من خلال مساهمة الرواد الشباب (بواقع 275 ألفا)، ومساهمات مجموعة من رجال الأعمال المخلصين بالمحافظة الشمالية (250 ألفا)، فضلا عن مساهمات الداعمين والرعاة من مؤسسات وأفراد أو شركاتهم أو أفراد أسرهم.
وكان منتدى تحديد أولويات العمل الخاص (الواقع والطموح) الذي أقيم أخيرا في نادي سار، قد أوصى بالبدء في تأسيس مؤسسة رواد الشمالية وفقا للقانون التجاري لوزارة الصناعة والتجارة في البحرين، على أن يتم عمل النظام الأساسي للمشروع والاكتتاب بأنواعه الثلاثة للرواد والمؤسسين والمؤسسات الداعمة.
كما دعا إلى البدء في تنفيذ الهيكل الإداري المكون من مجلس الأمناء والمجلس الاستشاري والمجلس التنفيذي، برئاسة رئيس بلدي الشمالية يوسف البوري وينوب عنه الوجيه حميد آل نوح، وعضوية رئيس المنتدى حسين المهدي، وعضو من المجلس البلدي كأمين عام، وآخر يمثل جمعية العمل الخيري الاجتماعي كنائب للأمين العام.
أما البوري فطالب الدولة - خلال افتتاح المنتدى المشار إليه - أن تكون حاضنة لمشروع شركة رواد العمل التطوعي، وأن تخصص قطعة أرض بمساحة نصف مليون متر مربع، متمنيا من كل التجار ورجال الأعمال المساهمة في المشروع وإنجاحه.
العدد 1965 - الثلثاء 22 يناير 2008م الموافق 13 محرم 1429هـ