برحيل المخرج المصري الكبير كمال عطية عن عمر ناهز 90 عاما، فقدت الحركة الفنية العربية واحدا من ألمع الأسماء متعددة المواهب (إخراجا وتأليفا وبحثا)، والذي شيعت جنازته من كنيسة «ماري مينا» بمصر القديمة، لتطوى معه صفحة مهمة من تاريخ السينما العربية.
- كمال عطية حنا عطية.
- ولد في السابع من فبراير/ شباط العام 1919.
- حصل على دبلوم في زخرفة المباني من معهد «ليوناردو دافنشي» بالقاهرة العام 1939.
- في مطلع أربعينيات القرن العشرين عمل في الصحافة وكتب الأغاني والقصة القصيرة.
- التحق بـ «استوديو مصر» العام 1946 إذ عمل مساعدا مع المخرج المصري صلاح أبوسيف (1915 - 1996) في أفلام «دايما في قلبي» و «المنتقم» و «مغامرات عنتر وعبلة»، كما كتب كلمات الأغنيات التي أدتها الفنانة الراحلة عقيلة راتب في الفيلم الأول.
- بدأت رحلته مع الإخراج العام 1950 بفيلم «حبايبي كتير»، أما آخر أفلامه فهو «ليس لعصابتنا فرع آخر» العام 1990.
- من أشهر أفلام المخرج الراحل فيلم «قنديل أم هاشم» للأديب يحيى حقي، الذي اختير واحدا من أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وحقق نجاحا جماهيريا كبيرا لدى عرضه في العام 1968 على رغم رفض الرقابة، لكن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر تدخل ليعرض جماهيريا بعد حذف ثلاثة مشاهد منه. ومن أفلام كمال عطية أيضا التي تعد من كلاسيكيات السينما المصرية: «رسالة إلى الله» و «طريق الشيطان» و «عشاق الليل» و «مدينة الصمت» و «حديث المدينة» و «سر الغائب» و «سوق السلاح» و «بنت 17».
- وإلى جانب إخراجه 24 فيلما، كتب كثيرا من الأغنيات لمطربين منهم المصري محمد رشدي واللبنانية صباح. ومن أغنيات عطية «الغاوي ينقط بطاقيته» التي لحنها الموسيقي المصري محمد الموجي وغنتها صباح.
- أخرج تسعة أفلام تسجيلية وقصيرة منها «فجر جديد» العام 1965.
- حصلت بعض أفلامه على جوائز، كما كرمه «المهرجان القومي السادس للسينما المصرية» العام 2000 وصدر عنه في تلك المناسبة كتاب «كمال عطية... التعدد الإبداعي وعشق السينما» للناقد المصري ناجي فوزي.
- على رغم اعتزاله الحياة الفنية تقريبا في السنوات الأخيرة، أصدر عطية ثلاثة كتب هي: «السيرة أطول من العمر» العام 2001 وهو سيرة سينمائية له، و«قصاقيص الذكريات» العام 2006 عن النوادر والخلفيات التي أحاطت بإخراج أفلامه.
- أما كتاب «مذكرات أغنية» العام 2004 فيؤرخ فيه لأغنيات كتبها في أفلامه أو أفلام أخرجها غيره، إذ كتب أولى أغنياته لفيلم «دايما في قلبي» الذي أخرجه العام 1946 صلاح أبوسيف وكان عطية مساعدا له، ولحن الأغنية محمود الشريف وأدتها عقيلة راتب ويقول مطلعها: «دايما في قلبي وعلى بالي - مهما الزمن غير حالي». كما يسجل الكتاب حوادث قال عطية إنه كان شاهدا عليها، إذ يروي قصة اجتماع لمجلس إدارة نقابة الموسيقيين في الأربعينيات حين كانت أم كلثوم رئيسته ومحمود الشريف عضوا فيه، إذ قدم الشريف اقتراحا سخرت منه أم كلثوم ولم يتحمل الشريف سخريتها وطالبها بالاعتذار فازدادت سخريتها، فما كان منه إلا أن صفعها على وجهها. ورفض الشريف الاعتذار لأم كلثوم فاعتذر المجلس لها نيابة عنه.
ويضيف أن أم كلثوم أصرت على فصله من المجلس واحتج الشريف بأن المجلس ليس من حقه فصل عضو منتخب، وأن قرار الفصل من حق الجمعية العمومية، ولكن أم كلثوم حالت دون نشر الخبر في الصحف. ويبدي عطية دهشته من قدرة أم كلثوم على منع نشر الخبر، ودهشته الأكبر من زواج أم كلثوم من الشريف فيما بعد، قائلا إن أم كلثوم منعت نشر خبر الزواج أيضا باتفاق مع الشريف الذي سأله عطية عن حقيقة هذا الزواج، فقال الشريف «أنا باسمع الخبر من بعض الناس... ولما أسمعه من بق (فم) أم كلثوم حبقى أقول لك».
- توفي يوم الثلثاء الماضي 15 يناير/ كانون الثاني، وكان ملازما للفراش في الفترة الأخيرة، وخصوصا بعد رحيل زوجته.
العدد 1969 - السبت 26 يناير 2008م الموافق 17 محرم 1429هـ