العدد 1982 - الجمعة 08 فبراير 2008م الموافق 30 محرم 1429هـ

تأتي الرياح بما لا يشتهي العاجيون...ساحل العاج غير قادرة على فك «الخلطة الفرعونية»

تابع المنتخب العاجي وصيف بطل النسخة الأخيرة فشله في فك عقدة الفراعنة في العرس القاري عندما مني بخسارة مذلة أمامهم 1/4 في الدور نصف النهائي للنسخة السادسة والعشرين من مسابقة كأس أمم إفريقيا لكرة القدم المقامة في غانا حتى الأحد المقبل.

ولم يكن أشد المتشائمين يتوقع خروج المنتخب العاجي من دور الأربعة بالنظر إلى تشكيلته المتكاملة والمتجانسة والتي تضم نجوما «يقام لها ويقعد» في القارة العجوز في مقدمتها القائد ديدييه دروغبا هداف تشلسي الانجليزي وزميليه في الفريق سالومون كالو ولاعب وسط برشلونة الاسباني يايا توريه وشقيقه مدافع أرسنال الانجليزي حبيب كولو توريه وزميله في النادي اللندني ايمانويل ايبويه فضلا عن عناصره في دكة الاحتياط أبرزها مهاجم فيردر بريمن الألماني أبو بكر سانوغو واشبيلية الاسباني ارونا كونيه، بيد أن ذلك لم يشفع له لفك العقدة المصرية التي لازمته في النهائيات القارية وآخرها في النسخة الأخيرة عندما فازت مصر 3/1 في الدور الأول ثم بركلات الترجيح في النهائي بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي.

ويبدو وكأن الفوز على «الفيلة» وهو لقب المنتخب العاجي بات اختصاصا فرعونيا، ففي مجموع 10 لقاءات جمعت بين المنتخبين في بطولة أمم إفريقيا انتزعت ساحل العاج الفوز مرة واحدة فقط وكانت 3/1 العام 1990 في الجزائر، فيما كان نصيب الفراعنة 7 انتصارات بعد 3/1 العام 1970 و2/صفر العام 1974 و2/1 عامي 1980 و1984 و2/صفر العام 1986 و3/1 العام 2006 مقابل خسارة واحدة 1/3 العام 1990 وتعادلين صفر/ صفر العام 1998 وبالنتيجة ذاتها في نهائي العام 2006 الذي كسبته مصر بركلات الترجيح 4/2.

وبدت خيبة الأمل كبيرة على لاعبي المنتخب العاجي بعد الخسارة لأنهم أهدروا فرصة ذهبية لإحراز اللقب الثاني في تاريخهم وخصوصا بعد العروض الرائعة التي قدموها منذ انطلاق البطولة والانتصارات الكبيرة التي حصدها خصوصا على حساب بنين 4/1 ومالي 3/صفر وغينيا 5/صفر، فرشحه الجميع وغانا إلى بلوغ المباراة النهائية على الأقل بيد أن الرياح جرت بما لا يشتهي أصحاب الأرض وجيرانهم فاصطدموا برغبة جامحة لدى الكاميرون ومصر وودعوا المسابقة.

وقال القائد ديدييه دروغبا: «إنها مأساة بالنظر إلى الحصة التي هزمنا بها وخيبة أمل كبيرة لأننا كنا نتطلع إلى الفوز باللقب لمداواة جروح الشعب العاجي»، مضيفا «كل المؤشرات كانت تدل على اننا سنثأر لحرماننا من اللقب قبل عامين لكن فعلها الفراعنة مرة أخرى».

وأضاف «كنا الأفضل طيلة المباراة وسنحت أمامنا الكثير من الفرص بيد حارس مرماهم كان رائعا وأنقذ الموقف أكثر من مرة. لو ترجمت فرصنا إلى أهداف لكانت الغلة وافرة».

وتابع «أحيانا تحتاج إلى نسبة قليلة من الحظ لحسم الأمور، لكننا لم نكن محظوظين»، موضحا «لا أعرف متى سننجح في فك العقدة المصرية وكذلك إحراز اللقب، أتمنى أن يتم ذلك في النهائيات المقبلة».

أما كالو فقال: «واجهنا خصما عنيدا وحائطا دفاعيا صعب الاختراق، فكلما تخلصت من لاعب إلا ووجدت أمامك لاعبا أو لاعبين آخرين، لم نكن في يومنا والمنتخب المصري استغل الموقف وحقق الفوز».

وتابع « اعتقد ان عزيمة وتركيز الفراعنة كانا اقوى منا لكونهم يدافعون عن اللقب. كان يجب أن نخوض المباراة بتركيز كبير لكن الهدف الذي دخل مرمانا بعثر أوراقنا. أتمنى أن نعوض في النسخة المقبلة».

أما مدرب ساحل العاج الفرنسي جيرار جيلي الذي سبق له الإشراف على تدريب المنتخب المصري، فقال: «لم نكن في يومنا وأحسن حالاتنا، خلقنا فرصا كثيرة للتسجيل وترجمنا واحدة فقط خلافا للمنتخب المصري الذي استثمر 4 فرص»، مضيفا «هذا لا يعني ان المنتخب المصري لا يستحق الفوز. لقد قدموا مباراة رائعة وعرفوا كيف يخرجون بها إلى بر الأمان. أما نحن فحاولنا بكل ما نملك من إمكانات لكن الحظ عاندنا».

وأضاف «إصابة حارس المرمى أبو بكر باري في الشوط الأول ليست سبب خسارتنا بل أثرت علينا لأننا لم نستفد من التبديل الثالث في الشوط الثاني».

وتابع «ارتكبنا أخطاء دفاعية عدة يجب أن نأخذها في عين الاعتبار ونصححها في المستقبل».

وختم «هذه هي كرة القدم، فيها الفوز مثلما فيها الخسارة ويجب تقبل النتيجتين بصدر رحب طالما قدم اللاعبون كل ما في جعبتهم».

أما كولو توريه فقال: «لا اعرف إلى متى ستستمر هاتين العقدتين: الأولى الفوز على الفراعنة، والثانية إحراز اللقب».

وأضاف «سيطرنا على المجريات وكنا الأكثر تهديدا للمرمى، لكن كرة القدم لا تعترف بالسيطرة بل بالأهداف وغلة مثر كانت وافرة فيما اكتفينا نحن بهدف واحد».

صدمة غانية بعد الخروج الحزين على أرضها...الكاميرون تصدم غانا ولوروا وتفسد أفراحهما

حقق المنتخب الكاميروني رهانا مستحيلا بإخراجه غانا المضيفة من الدور نصف النهائي للنسخة السادسة والعشرين من نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم عندما تغلب عليها 1/صفر وافسد فرحتها ومدربها الفرنسي كلود لوروا وقضى على حلم كان راودها منذ 26 عاما ألا وهو التتويج القاري الخامس في تاريخها.

نادرة هي المرات التي لا يكون فيها المنتخب الكاميروني مرشحا للفوز في مبارياته على الصعيد القاري، ومواجهته لغانا أمس الأول (الخميس) كانت إحداها لأسباب كثيرة أولها البداية المتعثرة «للأسود غير المروضة» في النسخة الحالية إذ روضوا 4/2 من قبل الفراعنة الذين سيواجهونهم في النهائي غدا (الأحد)، بالإضافة إلى عاملي الأرض والجمهور لغانا والعروض الرائعة التي قدمتها منذ انطلاق البطولة والانتصارات المتتالية التي حصدتها عن جدارة واستحقاق وآخرها بعشرة لاعبين على حساب نيجيريا 1/صفر في الدور ربع النهائي.

لكن كل هذه العوامل لم يكن لها أي تأثير على الكاميرون وخبرة نجومها الثلاثي ريغوبرت سونغ القائد والمدافع جيريمي نجيتاب والهداف صامويل ايتو إذ أبدع المنتخب الكاميروني بقيادة مدربه الألماني اوتو بفيستر في تقديم احد أفضل عروضه في البطولة الحالية ونجح إلى حد كبير في فرض واقعيته على عشوائية هجمات الغانيين والحد من خطورة نجومهم مايكل ايسيان الذي «حبسه» المدرب كلود لوروا على غير عادته في خط الدفاع لسد الفراغ الذي تركه القائد جون منساه بسبب الإيقاف، وسولي علي مونتاري الذي باءت جميع محاولاته بالفشل.

وحقق المنتخب الكاميروني «ضربة معلم» بهدف وحيد سجله البديل ألان نكونغ بعد 5 دقائق من نزوله الملعب كان كافيا لإخراج جاره وغريمه التقليدي المنتخب الغاني منافسه الوحيد على معادلة الرقم القياسي في عدد الألقاب في النهائيات القارية والموجود بحوزة المنتخب المصري (5 ألقاب).

وذهبت مجهودات الغانيين سدى وتبخرت آمالهم في إحراز اللقب الأول منذ العام 1982 في ليبيا، والخامس في تاريخهم بعد أعوام 1963 و1965، ويبدو أن تحقيق هذا الحلم سيستمر اقله عامين آخرين أي حتى إقامة النسخة السابعة والعشرين في انغولا.

كما أفسدت الكاميرون احتفالات مدربها السابق وغانا حاليا الفرنسي كلود لوروا بعيد ميلاده الستين (الأربعاء الماضي) وحرمته من تكرار الانجاز الذي حققه معها عندما قادها إلى النهائي عامي 1986 عندما حلت وصيفة و1988 عندما أحرزت اللقب.

وكان لوروا يمني النفس بالفوز لبلوغ النهائي، وقال قبل البطولة: «أنا هنا من اجل إحراز اللقب، لا أرغب في الخروج من المنافسة قبل العاشر من فبراير/ شباط الجاري».

وأوضح لوروا بعد الفوز على المغرب في الدور الأول «لدي إحساس بان غانا ستحرز اللقب لأن منتخبنا قوي ويذكرنا بمنتخب الكاميرون العام 1988 عندما تخطينا المغرب في دور الأربعة وتوجنا باللقب. هنا فزنا على المغرب 2/صفر في الدور الأول واعتقد ان ذلك فأل خير بالنسبة إلي وبالتالي أتوقع إحراز غانا للقب».

لكن لوروا خفف من تصريحاته المتفائلة قبل مواجهة الكاميرون، وقال: «إنها أصعب مرحلة في النهائيات ويجب التعامل معها بذكاء».

ويبدو ان لوروا كان محقا لأن الكاميرون لعبت بذكاء كبير ونجحت في تحقيق الفوز وحرمته بالتالي من التتويج القاري الثاني له والخامس لغانا، بل الأكثر من ذلك ان الكاميرون سقته من الكأس نفسها التي سقا بها المغرب عندما كان يشرف على تدريب الكاميرون العام 1988 بالفوز عليه 1/صفر أيضا في دور الأربعة قبل أن يحرز اللقب على حساب نيجيريا.

وقال لوروا: «إنها خيبة أمل كبيرة وكبيرة جدا، فشلنا في تحقيق هدفنا وهو بلوغ المباراة النهائية لإحراز اللقب».

وتابع «تعرضت لخيبات أمل بعض الأحيان في مسيرتي الاحترافية لكن ليس مثل خيبة أمل أمس الأول. كنا نأمل في خوض المباراة النهائية والفوز باللقب، لكننا لم ننجح».

وأضاف «الآن سنحاول الفوز بالمركز الثالث. أقدم أسفي لجماهير غانا».

وأردف قائلا: «أهنئ اللاعبين على الجهود التي بذلوها واشكر المسئولين الغانيين على كل المساعدة التي قدموها للمنتخب حتى يحقق الأمل المنشود».

وأوضح «خسرنا المباراة لأن أشياء كثيرة كانت ضدنا: غياب القائد جون منساه بسبب الإيقاف، والمهاجم اسامواه جيان ابلغني ليلة أمس الأول بأنه لن يستطيع اللعب، وقبل 15 دقيقة من انطلاق المباراة تعرض لاريا كينغستون إلى الإصابة في فترة الإحماء. إنها أشياء كثيرة حدثت في فترة قصيرة».

وشاطر لاعب وسط تشلسي مايكل ايسيان مدربه الرأي، وقال: «إنها خيبة أمل كبيرة، لا أقوى على الحديث، إنها صدمة كبيرة لنا ولجماهيرنا التي علقت آمالا كبيرة علينا للظفر بالكأس». وتابع «كنا نرغب في تحقيق الفوز لتقديمه هدية إلى المدرب لوروا بمناسبة عيد ميلاده، لكن القدر شاء غير ذلك، يجب أن نستخلص العبر ونحاول التعويض في النسخة المقبلة». أما مونتاري فقال: «إنها خسارة قاسية، لقد تبخر حلم الغانيين، كنت أتمنى إحراز اللقب من اجل الجمهور الغاني الذي ساندنا منذ بداية البطولة. إنها خيبة أمل كبيرة وصدمة قوية لن ننساها أبدا».

وتابع «ثقتنا في إمكاناتنا كانت كبيرة وكنا نسير في الطريق الصحيح، لكن غياب منساه اثر علينا كثيرا وخصوصا بتراجع ايسيان إلى قلب الدفاع. لا يجب أن ننسى ان الكاميرون منتخب كبير ويملك خبرة واسعة قاريا».

غانا وساحل العاج للترضية ومداواة الجروح

كوماسي (غانا) - ا ف ب

يلتقي المنتخبان الغاني المصيف والعاجي اليوم (السبت) في كوماسي في مباراة الترضية لتحديد صاحب المركز الثالث في النسخة السادسة والعشرين من بطولة أمم إفريقيا لكرة القدم التي يستضيفها الأول غدا (الأحد).

ولا تكتسي المباراة أهمية كبيرة بالنسبة الى المنتخبين أن الهدف المنشود الذي كانا يطمحان إليه وهو إحراز اللقب تبخر وذهب سدى باعتبار إنهما كانا ابرز مرشحين لعب المباراة النهائية وليس الترضية كونهما كانا الوحيدين اللذين حققا 4 انتصارات متتالية، بيد أن خسارة غانا أمام الكاميرون صفر/1 وساحل العاج أمام مصر 1/4 في دور الأربعة اضطرتهما إلى المواجهة في «النهائي المصغر» وبالتالي فإن لقاء الغد سيكون فرصة للمدربين لإشراك اللاعبين الاحتياطيين الذين لم يحظوا بفرصة اللعب كأساسيين حتى الآن.

والأكيد ان معنويات لاعبي المنتخبين في الحضيض بعد الفشل في المربع الذهبي وهنا يكمن دور المدربين الذين سيحاولون معالجة العامل النفسي ورفع معنويات لاعبيهم قبل خوض المباراة الأخيرة لهم في النهائيات الحالية.

وأكد مدرب غانا الفرنسي كلود لوروا انه «من الصعب على لاعبي فريقي تقبل خوض مباراة الترضية لأن طموحهم اكبر بكثير من ذلك، لكننا سنحاول ترميم الصفوف واستعادة الثقة فالخروج من نصف النهائي ليس نهاية العالم، فريقي واعد وبإمكانه التتويج في النسخة المقبلة».

وتابع «يجب أن نصالح الجمهور الغاني بإنهاء الدورة في المركز الثالث وبالتالي الصعود إلى منصة التتويج».

ويعود إلى صفوف غانا قائدها جون منساه الذي غاب عن مباراة نصف النهائي أمام الكاميرون بسبب الإيقاف لطرده أمام نيجيريا في ربع النهائي.

وكان منساه بعثر أوراق لوروا بطرده إذ اضطر إلى إسناد مهمة قطب الدفاع إلى نجم تشلسي الانجليزي مايكل ايسيان فوجد سولي علي مونتاري نفسه وحيدا في وسط الملعب وهو الذي أبلى وايسيان بلاء حسنا في خط الوسط في المباريات الأربع الأولى وكانا مصدر الأهداف التي وقعها منتخب بلادهما.

أما مدرب ساحل العاج جيرار جيلي فقال: «صحيح إنها مباراة تحصيل حاصل لكننا سنلعب من اجل تحقيق الفوز وإنهاء الدورة في المركز الثالث».

وتابع «إنها خيبة أمل كبيرة لأننا فشلنا للمرة الثانية على التوالي في إحراز اللقب، وهذه المرة أسوأ من العام 2006 لأننا بلغنا المباراة النهائية، لكننا هذه المرة توقف مسارنا في دور الأربعة».

يذكر ان المنتخبين الغاني والعاجي التقيا 7 مرات حتى الآن في النهائيات القارية، ففازت غانا 4 مرات 4/1 العام 1965 و4/3 العام 1968 و2/1 العام 1970 و2/صفر العام 1996 مقابل خسارتين 1/2 العام 1994 وصفر/2 العام 2000 وتعادل واحد صفر/ صفر العام 1992.

وحلت ساحل العاج، حاملة لقب واحد العام 1992 في السنغال، ثالثة أعوام 1965 و1968 و1986 و1994 ورابعة مرة واحدة العام 1970.

أما غانا فخاضت مباراة الترضية مرة واحدة في تاريخ مشاركاتها في العرس الإفريقي وكانت العام 1996 عندما حلت رابعة، علما بأنها توجت بطلة أعوام 1963 و1965 و1978 و1982، وحلت وصيفة أعوام 1968 و1970 و1992.

العدد 1982 - الجمعة 08 فبراير 2008م الموافق 30 محرم 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً