حكم على زعيم اليمين المتطرف الفرنسي جان ماري لوبن أمس الاول (الجمعة) في باريس بالسجن ثلاثة أشهر مع إيقاف التنفيذ وغرامة قدرها عشرة آلاف يورو؛ لأنه اعتبر في العام 2005 أنّ الاحتلال الألماني «لم يكن لا إنسانيا بشكل استثنائي». ودانت محكمة الجنح زعيم الجبهة الوطنية بالتمجيد بجرائم حرب وبإنكار جريمة في حق الإنسانية بعد هذه التصريحات التي نشرتها أسبوعية ريفارول في يناير/كانون الثاني 2005.
- هو سياسي مخضرم ومعروف، بالنسبة لمعارضيه وهم كثر ويعتبر نموذجا للتعصب والعدائية والعنصرية، كما يعد من أوائل الواقعيين في السياسة الفرنسية الحديثة، فهو، كما يصف نفسه، يقول إنّ «الهر هر»؛ أي يسمي الأشياء بأسمائها من دون محاولة تلبيس مقولاته .
-ولد العام 1928 في إحدى قرى مقاطعة بريتاني.
-وقد انخرط في صفوف فرقة الأجانب في الجيش الفرنسي العام 1954 وحارب في الهند الصينية وفي الحرب الجزائرية.
- رقي إلى رتبة ملازم في كتائب المظليين إذ ارتبط اسمه بالكثير من حالات تعذيب المجاهدين. وهو لم ينف بتاتا هذه التهم، لا بل اعترف بأنه «فعل ما كان يجب فعله في الظروف السائدة». ونشر مذكراته في مجلة «كومبا» (القتال)، حيث أتى على ذكر ممارساته «الحربية» ونشاطه في محاولة سحق الثورة الجزائرية. وقد كان لوبن من مؤسسي «حركة الجزائر الفرنسية»، التي حاربت مريرا لإبقاء الاستعمار الفرنسي في الجزائر، ومن هنا نبت «كره لوبن العميق للجنرال ديغول» الذي قبل باستقلالها.
- بدأ حياته السياسية العام 1956 عندما أصبح نائبا لرئيس حزب شكل لتمثيل مصالح أصحاب المتاجر.
- منذ بدأ حياته السياسية اختار لوبن الأفكار المتطرفة، فهو التحق بتيار «بوجاد» الذي دغدغ مشاعر التجّار الصغار والحرفيين بإمكان التخلّص من الرأس مال الكبير ومن الغبن الناتج من سيطرة أقلية على الاقتصاد الوطني.
- وفي العام 1965، ساعد في ادارة حملة المرشح اليميني المتطرف جان لوي تيزيه فينيانكور.
- انطلق بعد ذلك في أعمال النشر المتخصصة بأبطال النازية، ما استجلب له كمّا من الدعوات القضائية وحكم بتهمة «تمجيد جرائم الحرب»؛ فخرج من هذه المعمعة القضائية أكثر تشدّدا وتطرفا في محاربته لكل ما يعتبره «غير فرنسي».
- أسس في العام 1972 حزب الجبهة الوطنية، الذي اعتمد فيه رسالة واحدة، ألا وهي التحذير من مخاطر هجرة العرب من دول المغرب العربي على الحياة في فرنسا.
- تعرض حزبه في العام 1998 لما يصفه لوبن بالخيانة العظمى. فقد قرر نائبه في رئاسة الحزب ، وعلى رغم منافسته على زعامة الحزب.وبالرغم من أنّ محاولة ميغريه منيت بالفشل فإن الحزب لم يتمكن من العودة الى ما كان عليه.
- ترشح للمرة الأولى للانتخابات الرئاسية العام 1974، ولم تتجاوز الأصوات التي حصل عليها الواحد في المئة. ولم يحصل في العام 1981 على عدد كاف من تواقيع التبني، إلاّ أنه أوصل العام 1986، 35 نائبا إلى البرلمان بسبب إدخال فرانسوا ميتران «بعض النسبية إلى النظام الانتخابي»، قبل أن يعود ويلغيها في الانتخابات التالية بحيث لم تحصل جبهة لوبن على أكثر من نائب واحد. غير أنه أدهش الجميع العام 1981 حين حصد 14.5 في المئة من الأصوات، وبدأ يحتل موقعا لا مجال لتجاهله في المشهد السياسي الفرنسي. ثم 15 في المئة في العام 1995، وهو عام انتخاب جاك شيراك ضد ليونيل جوسبان الاشتراكي. وشكّل الصدمة الكبرى العام 2002، حين وصل إلى الدورة الثانية على حساب الأخير، ما دفع القوى السياسية إلى التحالف والتصويت لشيراك «لقطع الطريق بينه وبين الإليزيه».
- اثارت تصريحات له في كانون الثاني/يناير من العام 2005 استنكار جميع التنظيمات والاحزاب السياسية.واعتبر لوبن نفسه عندها انه يتعرض «للاضطهاد» مؤكدا انه «لا يشعر بأي ذنب على الاطلاق». وكان قد قال للمجلة «إن الاحتلال الالماني، في فرنسا على الأقل، لم يكن لا إنسانيا بشكل استثنائي ولو أنه حصلت تجاوزات لا مفرّ منها في بلد مساحته 550 ألف كيلو مترا مربع».
العدد 1983 - السبت 09 فبراير 2008م الموافق 01 صفر 1429هـ