تأهل فريق الأهلي لمواجهة غريمه التقليدي المحرق في دور الثمانية لكأس الملك المفدى لكرة القدم بعد فوزه الصعب على فريق الشباب بثلاثة أهداف نظيفة بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي في المباراة التي جمعتهما أمس على استاد نادي المحرق بعراد في ختام مباريات دور الثمانية.

وجاء التأهل الأهلاوي صعبا ومن عنق الزجاجة لولا الركلات الترجيحية التي أسعفت الأهلاوية لإنقاذ وضعهم الحرج في المباراة وخصوصا بعد طرد اللاعبين حسين الشكر وسيدأحمد علي في منتصف الشوط الثاني بسبب الخشونة وهو ما لم يستثمره الشباب جيدا في فرض تفوقه وخطف الفوز.

وجاءت المباراة مخيبة للتوقعات التي كانت تشير إلى مباراة جيدة ومثيرة في ضوء مستوى الفريقين في الدوري لكن يبدو أن الفريقين تأثرا سلبيا بفترة التوقف التي دامت أكثر من ثلاثة أسابيع وكذلك الغيابات لعدد من العناصر الأساسية وخصوصا في الجانب الشبابي، وبالتالي خيم الهدوء والرتابة على غالبية فترات المباراة ودار اللعب كثيرا وسط الملعب ما بين الكر والفر وغابت اللمحات الهجومية والفرص الحقيقية على المرميين وهو ما أدى إلى احتكام الأمور إلى ركلات الترجيح الحاسمة التي ابتسمت للأهلي الذي بدا حاجته إلى إعادة ترتيب أوراقه وتعزيز صفوفه قبل مواجهة غريمه القوي المحرق في دور الثمانية الخميس المقبل.

ضياع أهلاوي

دخل الأهلي بتشكيلة ممزوجة من العناصر الأساسية والشابة وشهدت عودة الحارس الدولي السابق علي سعيد لحماية العرين الأهلاوي للمرة الأولى هذا الموسم وضمت علاء عياد والمحترف العراقي علي نعمان وعباس عياد والشاب حسين هاشم، وفي الوسط حسين الشكر ومحمود عبدالرحمن والمغربي يوسف المقبول ومحمود عباس عبدالله وحيد والنيجيري فيكتور.

وكان واضحا غياب الدور الفعال للوسط الأهلاوي في القدرة على تنظيم وبناء الهجمات وبالتالي لم تصل أية كرات إلى ثنائي الهجوم فيكتور وعبدالله وحيد وبالتالي لم تظهر الخطورة الأهلاوية طيلة الشوط الأول عدا محاولتين من عبدالله وحيد تصدى إليهما الحارس الشبابي محمد أحمد.

وحاول الأهلي فرض أسلوبه وتفوقه في الشوط الثاني الذي شهدت بدايته سيطرة ميدانية أهلاوية لكنها بعيدة عن مناطق الخطورة نظرا إلى عجز خط الوسط عن إيصال الكرات وكذلك غياب التفاعل الهجومي على رغم تبديل المدرب بإشراك المهاجم عبدالله حميدان بدل محمود عبدالرحمن منذ الشوط الأول.

ومع سير المباراة بدأت الأمور تصعب أكثر فنيا ونفسيا على الأهلي فأشرك مدربه لاعب الوسط الشاب سعيد منصور بدل عبدالله وحيد لكن الأوراق الأهلاوية تبعثرت ووجد الفريق نفسه في مأزق بعد طرد لاعبيه حسين الشكر والمدافع حسين هاشم في آخر ثلث ساعة من الشوط الثاني ما اجبر الفريق على التراجع وتهدئة اللعب وسعى إلى تجيير المباراة نحو ركلات الترجيح فأجرى مدربه تغييرا دفاعيا بإدخال محمد علي طوق بدل المهاجم فيكتور لتسير مجريات الوقت الإضافي لصالح الأهلي في ظل عجز الفريق الشبابي وهبوط اللياقة.

وجاء الحسم في الركلات الترجيحية التي شهدت تألق الحارس الأهلاوي علي سعيد إذ تصدى مع القائم إلى ثلاث ركلات شبابية سددها حسين القصاب وحسين عدالله وسامي عباس فيما نجح الأهلي في تسجيل ثلاث ركلات عن طريق يوسف المقبول ومحمد طوق وعباس عياد وأهدر منه محمود عباس في القائم وتنفس الأهلاوية الصعداء وسعدوا بالنتيجة وخرجوا مستاءين من المستوى!

الماروني لم يستثمر النقص

في المقابل لم يكن الشباب أفضل حالا ولم يستثمر سوء حال الأهلي ونقص صفوفه لأن وضع الفريق الماروني كان ينقصه الكثير أيضا بسبب غياب عدد من عناصره الأساسية أبرزهم حسين سلمان المنتقل إلى الرفاع ومحمود منصور وهاني عبدالله.

وحاول الشباب مجاراة الأهلي في غالبية فترات المباراة واضطر مدربه الوطني حسن شبر لإشراك عدد من الوجوه الشابة أمثال: عقيل علي ومهدي يعقوب وسيدأحمد علي حسن، ولم يتمكن الشباب من تشكيل هجمات منظمة واعتمد على إرسال الكرات الى المهاجم الصريح الوحيد الكاميروني سالمون الذي كان مزعجا للدفاع الأهلاوي من خلال الكرات النادرة التي وصلت إليه فيما لم يكن هناك دور بارز للاعب محمود العجيمي الذي حاول التحرك بين خطي الوسط والهجوم، وكانت أبرز محاولة شبابية لسالمون في الشوط الأول وتصدى لها علي سعيد.

ولم يتغير وضع الشباب في المباراة حتى بعد طرد لاعبين أهلاويين اذ وضح عدم الانسجام والتفاعل بين الوسط والهجوم وهبوط المعدل اللياقي وخصوصا في الوقت الإضافي وازدادت أموره سوءا بطرد لاعبيه سيدأحمد علي الذي كان طرد غامضا ويبدو أنه يرجع إلى تلفظه بكلمات نابية!