قدم منتخبنا الوطني الأول لكرة اليد مستوى طيبا في أول طلعة له في بطولة آسيا للرجال وأثبت بأنه قادر على التألق والتعلمق وسط الأجواء الشريفة بعيدا عن المحسوبيات إذ إن التحكيم في مباراة الأمس لم يكن ظالما بل إنه عادل وليس سببا في خسارة المنتخب غير المستحقة أمام بطل آسيا المنتخب الكويتي بل إن الأسباب، فردية وفنية بحتة يتحملها لاعبو المنتخب بالدرجة الأولى بالإضافة إلى مدرب المنتخب السلوفيني يورك ماجيك، وبالتالي فإن الفوز جاء على طبق من ذهب للأزرق الذي كان مفترضا أن يغرق في بحر البحرين.
وما يحسب لمنتخبنا الوطني من إيجابيات في هذه المباراة، على مستوى التكتيك العام بقيادة المدرب ماجيك، إنه تعامل مع النصف الثاني من الشوط الثاني بالطريقة المثلى بعد المجازفة باللعب بطريقة رجل لرجل في منتصف الملعب إذ إن المنتخب نجح بهذه الطريقة في التفوق النوعي على المنتخب الكويتي، وفي إطار الإيجابيات فإنه يحسب للاعبي المنتخب روحهم القتالية والحماسية والنفس الطويل حتى آخر لحظات المباراة إذ إن فارق الستة أهداف في منتصف الشوط الثاني لم يؤثر على معنوياتهم بل واصلوا العطاء وتفوقوا على أنفسهم وعلى الأزرق الكويت مئة في المئة، وعلى مستوى العناصر فإن الحارس عيسى سلمان هو الأبرز على الإطلاق فيما جعفر عبد القادر ومحمد عبدالنبي الأبرز في دقائق التفوق الأخيرة من المباراة. وأما السلبيات التي عانى منها المنتخب، فعلى مستوى التكتيك فإن مدرب المنتخب عجز عن إيقاف خطورة الهجوم الكويتي تماما خلال الـ 45 دقيقة الأولى، والمشكلة لم تكمن في الخط الخلفي في الكويت القوي فقط بل حتى على مستوى لاعب الدائرة عبدالله ذياب الذي سجل 5 أهداف وكسب أكثر من 3 رميات 6 أمتار في الوقت الذي سجل الخط الخلفي في الكويت 11 هدفا، وفي الهجوم فإنه لم يستقر على تشكيلة واحدة ولم يعط اي ثلاثي في الخط الخلفي الفرصة في التأقلم بالإضافة إلى ذلك أخفى خطورة أحمد عبدالنبي بالإصرار على إبقائه في مركز الجناح الأيمن، وإذا كانت هذه السلبيات على مستوى التكتيك فإن لاعبي المنتخب أضاعوا فرصا لا تضاع إذ إنهم لا يحسنوا التعامل مع حارس المنتخب الكويتي الفضلي الذي وجد غالبية الكرات المصوبة في جسده.
ومجملاَ، فإن المستوى الذي قدمه لاعبو المنتخب يستحق الشكر والتقدير، والخسارة من الكويت ليست نهاية المطاف، فلا يزال في الأمر بقية، والأهم أن يركز لاعبو المنتخب على لقاء اليوم ضد لبنان بأن يحقق الفوز لا غيره على أن يلحق الصين بلبنان قبل أن يصل للمواجهة الأهم أمام إيران، ولو أن المنتخب قدم مستوى الأمس في الربع ساعة الأخيرة فإن الفوز سيكون حليفه لا محاله.
العدد 1991 - الأحد 17 فبراير 2008م الموافق 09 صفر 1429هـ