العدد 1995 - الخميس 21 فبراير 2008م الموافق 13 صفر 1429هـ

هل سيكون المسلّم أول متسابق عربي يشارك في سباقات «V8» الأسترالية؟

هوى ركوب الخيل وانتقل لرياضة المحركات ويتصدر اللومينا «CSV» حاليا

قد لا يعرف كثيرون سائقنا اليوم، فهو سائق بحريني موهوب بدأ حياته الرياضية بهواية ركوب الخيل منذ نعومة أظفاره؛ فقد كانت الرياضة المحببة إلى قلبه، ومن رياضة ركوب الخيل إلى رياضة السيارات والجلوس خلف المقود انتقل. بدأ حياته مع هدير المحركات التي تلألأ فيها وهو في سن الخامسة عشرة عندما كان مساعد سائق رالي في أول مشاركة له في رالي البحرين الدولي في العام 1989، وواصل مشواره متألقا ولكن بعيدا عن الإعلام كما كان يفضل، وهاهو اليوم مازال متألقا ويواصل حصد الإنجازات مكتسحا جميع منافسيه في بطولة اللومينا «CSV» الشرق الأوسط.

حرص «الوسط الرياضي» على التقاء المتسابق البحريني فهد المسلّم للتعرف إليه أكثر، وتسليط الضوء على مسيرته الرياضية، فكان هذا اللقاء:

* كيف كانت بداية فهد المسلّم في عالم رياضة المحركات؟

- بداياتي لم تكن مع رياضة السيارات، فقد كنت هاويا لركوب الخيل منذ أن كان عمري 9 سنوات، ثم تركت هذه الرياضة حتى سن الخامسة عشرة، وكان السبب أني كنت أتعرض لحساسية في جسمي بسبب الخيل، على رغم كوني بطل البحرين آنذاك في قفز الحاجز وكنت أصغر منافس يخطف لقب البطولة حينها، وعند ترك هذه الرياضة فكرت في ممارسة رياضة السيارات، وكانت أولى مشاركاتي في رالي البحرين الدولي في العام 1989 سائقا مساعدا لنادر إنجنير وكنت ابلغ حينها من العمر 15 عاما وحققنا في ذلك السباق المركز الثالث، وكانت مشاركتي رسمية إذ كان حينها قانون رياضة السيارات يسمح للمساعد بالقيادة بنسبة 45 في المئة من السباق، ومنها انطلقت في هذه الرياضة.

ولم تكن في تلك الأيام الكثير من السباقات كما هو الآن، فكانت سباقات الأوتوكروس الأكثر انتشارا. وبعدها توجهت إلى الولايات المتحدة لإكمال دراستي الجامعية من العام 1992 حتى 1996 إذ درست إدارة الأعمال، وخلال فترة وجودي في أميركا انقطعت عن ممارسة جميع الرياضات، وبعد رجوعي من الدراسة كانت سباقات الأوتوكروس كما يقال في ذروتها والمنافسات فيها قوية ومحتدمة، وكنت أملك سيارة من نوع «BMW 325»، وشاركت فيها وحققت المركز الثالث على المستوى العام وكان بطل البطولة الشيخ جابر بن علي آل خليفة وفي المركز الثاني المتسابق السعودي رعد عبدالجواد، كما أني كنت الأول على فئة مجموعتي.

وفي بطولة العام 1997 و1998 تصدرت البطولة في المركز الأول على المستوى العام، وفي بطولة العام 1997 حققت لقب البطولة فربحت جائزة كانت عبارة عن المشاركة في تجارب في مختلف السيارات الأحادية المقعد، ولكن الإجازة اختفت بعد التصريح بها، ولم أكن مهتما بها ولم أسعَ لها أيضا.

* لماذا لم نشاهدكَ في مشاركات خارجية؟ ولماذا كنت بعيدا عن أضواء الإعلام؟

- بالنسبة إلى مشاركاتي الخارجية فكانت قليلة، فعندما رجعت من دراستي العليا كان سني كبيرة لاحتراف رياضة السيارات ومواصلة المشوار لحجز مقعد في سباقات الفورمولا 1، والمجال كان ضيقا. وفي العام 1999 شاركت في سباق تحدي الكارتنغ لست ساعات ضمن فريق فدركرز بقيادة الشيخ أحمد بن عيسى آل خليفة، وكان معنا في الفريق أيضا سلينا تيرنير والشيخ سلمان بن راشد آل خليفة في أول مشاركة له في رياضة السيارات، وتمكنا من الفوز في ذاك السباق.

وبعدها توجهنا لتكوين فريق بحريني يشارك في سباق الكارتنغ 24 ساعة في بطولة الشرق الأوسط، وحينها لم تكن هناك في رياضة السيارات ما عدا سباقات الكارتنغ والراليات، كما أني من محبي البطل الإماراتي محمد بن سليّم وتحقيقه 17 بطولة في الشرق الأوسط، فهذا شيء رائع وإنجاز مذهل.

كنت أضع لقب بطل الشرق الأوسط أمام عيني دائما، ولم أفكر في الاتجاه للمشاركة في سباقات أوروبا، وعندما كنت أشارك هناك كان بداعي التسلية لا أكثر، وتمكنا من تكوين فريق يشارك في بطولة الكارتنغ 24 ساعة في بطولة الشرق الأوسط في العام 2000، وكان معنا حينا إياد المالود وعيسى الكوهجي. لم يبقَ هذا الفريق لفترة طويلة، ولكن بفضل جهود الشيخ خليفة بن حمد آل خليفة تكون فريق إنستاببلز، إذ في العام 2001 كنا أبطال بطولة الشرق الأوسط لتحدي الكارتنغ 24 ساعة.

كانت لي مشاركاتي في سباقات الدراغ ريس وكانت مشاركات بسيطة في حلبة الران وي في الصخير قبل إنشاء حلبة البحرين الدولية، ولكن تبقى أمتع نوعية من سباقات السيارات لي بصفتي سائقا سباقات البورش سوبر كاب، إذ عند مشاركتي مع فريق لكنر ريسنغ البحريني في العام 2006 استمتعت كثيرا وأحببت هذه النوعية من السباقات، ولكن لم أضع خطة محددة للمشاركة في سباقات معينة أو بطولة محددة.

* مع إنشاء حلبة البحرين الدولية واستضافتها أول سباق للفورمولا 1 في العام 2004، كيف كانت نظرتكَ حينها؟

- أن أي سباق محلي يقام على أرض حلبة البحرين يجب علي المشاركة فيه. وآنذاك كان فريق إنستاببلز مجرد فريق يشارك في سباقات الكارتنغ. توجهت للمشاركة مع فريق بتلكو لتحدي الميني كوبر في العام 2004 وقبل التوقيع مع الفريق بساعة جاءني اتصال من الشيخ خليفة بن حمد يطلب مني عدم التوقيع مع فريق بتلكو والمشاركة باسم فريق إنستاببلز في هذا السباق الذي كان أول سباق يقام على مضمار حلبة البحرين الدولية. ونظرا إلى حبي فريق إنستاببلز اضطررت للاعتذار إلى فريق بتلكو والمشاركة مع إنستاببلز، وتمكنت من تحقيق المركز الأول في ذاك السباق، وكان أول سباق وكنت أول من يحقق هذا السباق ويفوز به، وكان مايكل شوماخر ثاني متسابق يفوز في سباق على مضمار حلبة البحرين الدولية، فكنت حينها أسعد إنسان لكوني من مشجعي فريق فيراري.

ومع وجود حلبة البحرين الدولية منذ العام 2004 تغير اهتمام منطقة الشرق الأوسط برياضة السيارات. ولا أدل على ذلك إلا بطولة اللومينا «CSV» فغالبية السائقين المشاركين في البطولة سواء الخليجيين والعرب والأجانب حصلوا على رخصهم من حلبة البحرين الدولية. فخير حلبتنا عمّ الكل ومنطقة الشرق الأوسط، وهي خطة كبيرة جدا ساهمت بشكل كبير في تطوير رياضة السيارات في منطقة الشرق الأوسط، ومع قرب وجود حلبة أخرى (حلبة أبوظبي) تستضيف سباق الفورمولا 1 نتساءل هل سيكون تأثير وجودها سلبيا على حلبة البحرين الدولية أقول: هذا راجع إلى حلبة البحرين الدولية وبكونها تحت إدارة صحيحة للأنشطة والبرامج الخاصة بها.

ولكن لا ننسى أيضا أن حلبة البحرين الدولية لديها عقد لاستضافة سباقات الفورمولا 1 حتى العام 2019، ولديها حرية الخيار في اختيار الأسبقية في إقامة سباق الفورمولا 1 في البحرين أو الإمارات العربية المتحدة، ولكن رياضة السيارات عموما ستكبر وتنتشر بشكل أكثر في المنطقة وليس بسبب وجود حلبة أبوظبي فقط.

فوجود حلبة جميلة أخرى في الرياض (حلبة الريم) إلى جانب حلبة أتودروم بدبي وحلبة لوسيل بدولة قطر أيضا حلم كبير بالنسبة إلينا بصفتنا سائقين وعشاقا لرياضة السيارات، وتعود الشرارة الأولى لحلبة البحرين الدولية في الأساس التي حفزت المنطقة ككل إلى الاهتمام برياضة السيارات. ولا أحد يفكر بالعائد العام لوجود حلبة لسباقات السيارات والمردود الاقتصادي والسياحي لها، كما أنها وضعت البحرين على خريطة العالم، ولو ذهبت لأي مكان في العالم وسألوك من أي أنت وتجيبهم من البحرين فسيعرفون البحرين بسبب الحلبة الدولية.

* تشارك حاليا في بطولة اللومينا «CSV» الشرق الأوسط وتتصدرها حتى الآن، فما الذي جعلك تختار هذه البطولة؟ وما رأيك في المستوى من جميع النواحي؟

- بطولة اللومينا «CSV» الشرق الأوسط في العام الماضي كانت بطولة ناجحة ولكنها لم تكن بهذا المستوى، ومستواها كأي بطولة محلية تقام على مضمار حلبة البحرين الدولية مثل الكاترهام وتحدي الميني كوبر.

أما بطولة هذا العام في موسمها الثاني، فجاء اختياري المشاركة في هذه البطولة لأنها أولا أول بطولة تقام في الشرق الأوسط تنزل على روزنامة الاتحاد الدولي للسيارات، فوجدت أن من الأهمية الكبرى أن أحضر في هذه البطولة، كما أن حلمي هو الحصول على لقب في الشرق الأوسط، فكانت اللومينا «CSV» اختيارا صائبا بالنسبة إلي.

ومع بداية هذا الموسم كانت أقوى بطولة أشارك فيها هي بطولة الراديكال، ولكن بجهود رجال الصحافة والإعلام والتغطية الإعلامية غير المسبوقة التي حظيت بها البطولة كل ذلك جعلني أغير رأيي وجعل بطولة اللومينا البطولة الأساسية بالنسبة إلي، ومع الحوادث والمناوشات بين السائقين التي حدثت والإثارة المستمرة خلال أيام المنافسات كانت أكثر ندية وشراسة.

إضافة إلى ذلك، إن المشاركة من قبل المتسابقين كانت واسعة، ومعظمهم يمتلك مهارات عالية على مضمار الحلبة، ولعل أقوى المنافسين لي في الحقيقة هو حامل لقب بطولة الموسم الماضي طارق الجمال، وحظوظه السيئة التي طرأت معه منذ بداية البطولة أبعدته كثيرا عن المنافسة على المراكز الأولى. وأقرب المنافسين لي في البطولة المتسابق السعودي عبدالعزيز اليعيش.

* مع اقتراب انطلاق بطولة الفورمولا 1، كيف ترى منافسات الموسم القادم؟

- أنا متأكد أن بطولة الموسم القادم للفورمولا 1 ستكون قوية جدا، فمثلا فريق ماكلارين قوي جدا، ومع ما حدث من مشكلات وصلت إلى المحاكم في الموسم الماضي تمثلت في تجسس الفريق على فريق فيراري، وهذا ما سيكون في صالح فريق ماكلارين. فقد توقعت في العام الماضي أن يكون كيمي رايكونن بطل البطولة، ولم أتوقع أبدا أن يكون لويس هاملتون منافسا على اللقب حتى آخر سباق، إذ توقعت أن يكون فريق فيراري الفريق الأسرع في البطولة والأقوى لكونه يتعامل مع إطارات بريدجستون طوال السنين الماضية قبل أن يتم إقرار استخدام هذه الاطارات لجميع الفرق المشاركة.

ونزول فريق ماكلارين منافسا قويا لفيراري منذ أول سباق لم يكن أمرا متوقعا، فآلية ضبط السيارة وأنظمتها مع إطارات جديدة ومختلفة على السيارة بحاجة إلى وقت طويل، ولكن بعدها تم اكتشاف أن ماكلارين كان لديه جميع أنظمة وخطط فيراري، ولذلك أتوقع أن يكون فريقا قويا في هذا الموسم، كما أني تابعت التجارب الإعدادية التي قام بها فيراري خلال الأيام القليلة الماضية على مضمار حلبة البحرين الدولية، وفي العام الماضي تمكن ماما من تحقيق زمن بلغ 1.34 وبعض الأجزاء، وفي هذا العام شاهدت أزمنة خيالية، فقد تمكن رايكونن من تحقيق زمن بلغ 1.30 وبعض الأجزاء الصغيرة جدا خلال اليوم الأخير، ومن الواضح أن رايكونن شعر بشعور لقب بطل العالم، وفي آخر لقاء مع مايكل شوماخر أكد أن السائق الوحيد الذي يحسب له حساب كبير هو رايكونن، لذا لا أتوقع أنه سيتنازل عن اللقب في هذا العام، وسنرى في هذا العام منافسة شديدة جدا ومازالت الفرق تتحفظ على أسرارها ولديها الكثير من المفاجآت.

ففريق الرينو لديه الجناح الخلفي الغريب فللمرة الأولى يستخدم في عالم رياضة السيارات يأخذ شكل حرف (W)، ووافق له الاتحاد الدولي على استخدام هذا الجناح خلال الموسم المقبل، وعند استخدامه في السيارة الجديدة للفريق اكتشفوا أنه أعطاهم فارق نصف ثانية على مضمار الحلبة، كما رجع لهم بطلهم الإسباني فرناندو ألونسو، ومعروف عنه أنه منافس عنيد، وهذه كلها مؤشرات تؤكد أن المنافسات ستكون قوية.

العدد 1995 - الخميس 21 فبراير 2008م الموافق 13 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً