ارتفع عدد الميداليات التي حققها أبناء مملكة البحرين إلى 10 ميداليات (2 ذهبية و4 فضية و4 برونزية) في بطولة التعاون للدراجات الهوائية المقامة حاليا في الفجيرة الإماراتية، جاء ذلك بعد أن نال منتخب الشباب يوم أمس الميدالية البرونزية في الفردي العام عن طريق اللاعب محمد أحمد يوسف الذي حلّ ثالثا في السباق، وعلى مستوى ترتيب الفرق نال المنتخب الترتيب الثالث أيضا مستحقا الميداليات البرونزية بعد أن جاء لاعبونا في المراكز الثالث والسابع والثالث عشر والرابع عشر والسابع عشر.
وفي فئة الناشئين كان أبناء المملكة على موعد جميل مع المركز الرابع على مستوى ترتيب الفرق بعدما جاء اللاعب عيسى أيوب في المركز الرابع وحل باقي المتسابقين في مراكز متقدمة، وشارك في منافسات يوم أمس التي أقيمت على فترتين البحرين والإمارات والسعودية وقطر، وشهدت الفترة الصباحية سباق الفردي العام لفئة الشباب، بينما شهدت الفترة المسائية سباق الفردي العام لفئة الناشئين الذي انطلق في الساعة 4.00 عصرا.
بدأ بالشد والجذب وانتهي بالقبلات الأخوية
انطلق سباق فئة الشباب في الساعة 9.00 صباحا وشهد منافسة قوية تخللها شد وجذب ودفع من بعض لاعبي الإمارات للاعبي البحرين والسعودية، إذ تذمر منها اللاعبون، إلا أن مثل هذه الأمور تحدث دائما في مثل هذا النوع من السباقات وتحتاج إلى دقة ملاحظة وتركيز كبير من الحكام فيتوجب عليهم تسجيل تقرير بكل ما يحدث من مخالفات خلال السباق لضمان حق جميع المشاركين على حد سواء.
ومع إتمام السباق الذي يتألف من 101 كيلومتر جاء اللاعب البحريني محمد أحمد يوسف في المركز الثالث بعد أن قطع مسافة السباق في 2.41.15 ساعة بمعدل سرعة 37.63 كيلومترا في الساعة، أما المركز الأول فكان من نصيب الإماراتي أحمد يوسف المنصوري والمركز الثاني للإماراتي الآخر محمد حسين الحوسني اللذين أنهيا السباق في الزمن نفسه ومعدل السرعة نفسه.
وجاء بقية لاعبي البحرين علي عبدالعباس في المركز السابع، فهد عبدالله العنزي في المركز الثالث عشر، مكي حسين محمد في المركز الرابع عشر وحسن جواد أحمد في المركز السابع عشر، أما على مستوى الفرق فجاءت البحرين في المركز الثالث برصيد 23 نقطة، في الوقت الذي حل فيه منتخب الإمارات في المركز الأول برصيد 11 نقطة والمملكة العربية السعودية في المركز الثاني برصيد 20 نقط.
وصول منتخبي الشباب والناشئين
يصل عند الساعة 10.00 من صباح اليوم إلى مطار البحرين الدولي منتخبي الناشئين والشباب محملين بالذهب والفضة والبرونز يرافقهم رئيس الوفد منصور حسن أحمد البحراني، في الوقت الذي يستمر فيه منتخب الكبار والوفد الإعلامي لإكمال ما تبقى من سباقات في إطار منافسات بطولة مجلس التعاون التاسعة للشباب والعاشرة للناشئين والكبار التي تقام في الفترة من 26 فبراير/ شباط الماضي حتى 3 مارس/ آذار الجاري.
ويشارك منتخب الكبار اليوم في سباق الفردي العام للكبار، الذي يقام في الفترة الصباحية بمسافة 143 كيلومترا وينطلق عند الساعة التاسعة صباحا ويتوقع له أن ينتهي بعد 3 ساعات تقريبا.
محراب: البحرين تملك خامات جيدة
اللاعب الإماراتي حميد محراب حسين الصباغ يعد أكبر اللاعبين المشاركين في البطولة سنا، شارك حميد في 8 بطولات لدول مجلس التعاون من أصل 9 بطولات أقيمت للشباب و10 للناشئين والكبار حتى العام 2008، وهذا اللاعب يملك قدرا كبيرا من الخبرة في ميادين منافسات الدراجات النارية وسبق أن حقق الكثير من الإنجازات لبلاده ومازال قادرا على العطاء والمساهمة في صنع إنجازات جديدة ولم يسمح له بالاعتزال وفي الإمارات يطلقون على الأب لأربعة (الشيبة).
اللاعب المتواضع حميد تحدث للوفد الإعلامي المرافق للمنتخب وعبّر عن رأيه في المستوى الفني العام للبطولة قائلا: «المنافسة قوية جدا وشهدت تميز عدد كبير من اللاعبين ونجاحهم في تحقيق معدلات سرعة جديدة، وهذا أمر طيب يبشر برقي رياضة الدراجات في الخليج، ولاشك في أن الإعداد هو مهم جدا ويبدو أن معظم الفرق أعدت جيدا لهذه المنافسة، ونحن في الإمارات نعد لها قبل 12 شهرا من خلال معسكر داخلي في الفجيرة ومشاركات دولية آخرها طواف مصر وتايلند وهونغ كونغ وطواف أم القيوين». وأوضح محراب أن سر تفوق المنتخب الإماراتي يكمن كذلك في التجهيز الجيد وقدرة اللاعبين على تنفيذ سياسة المدرب وإتباع التكنيك الجيد، وفي سباق فرقي ضد الساعة في هذه البطولة كان تكنيكنا أن نأخذ الزمن على كل الفرق منذ اللفة الأولى ومن ثم يتم التحكم في السيطرة على الوقت، لقد بذلنا مجهودا مضاعفا وتمكنا من التفوق على البحرين التي نافستنا بقوة ولكننا واصلنا المحافظة على فارق الزمن الذي كسبناه في بداية السباق. وفي سؤال عن رأيه في مستوى رياضة الدراجات في البحرين قال: «البحرين تملك خامات جيدة وطاقات شبابية هائلة تتمتع بالقوة الجسدية وهي الأفضل على المستوى الخليجي وكذلك القدرة الغريبة على التحمل والصبر، إلا أن المشكلة التي تواجه لاعبي البحرين عدم وجود دوري عام وهو مهم جدا لصقل اللاعبين وإعطائهم الفرصة الدائمة والأكيدة للمنافسة، نحن في الإمارات لدينا منافسات محلية قوية وحماسية من خلال الدوري الذي يسهم في طرد رهبة سباقات المشاركات الدولية، والبركة في رئيس الاتحاد البحريني الشيخ خالد الذي يعمل بصدق لتطوير هذه الرياضة في الشقيقة البحرين».
سلينا: أنا أشجع البحرين
أبت الطفلة سلينا رودكليف المقيمة في إمارة الفجيرة إلا أن تؤازر المنتخبات البحرينية المشاركة في البطولة وتقف إلى جانبهم مساندة ومشجعة، سلينا وضعت علم مملكة البحرين على دراجتها الصغيرة وراحت تجوب بها على كورنيش الفجيرة من موقع إلى آخر، وببراءة الأطفال المعهودة أفصحت بأنها تحب أن تشجع البحرين. وعن السبب الذي دعاها إلى ذلك تحدثت سلينا قائلة: «وجدت نفسي أحب البحرينيين ورغبة ما تدفعني لأن أشجعهم وأتابعهم بحماس أثناء السباق، في الحقيقة انا منبهرة بأدائهم على مضمار السباق فهو أداء قوي ومثير وحماسي جدا ورائع بكل ما في الكلمة من معنى». وفي سؤال آخر عن سرعة دراجتها قالت: «لا يمكنني مضاهاة سرعتهم فهي عالية جدا، بدأت ركوب الدراجة توا ودراجتي التي اشترتها لي والدتي متواضعة إلى حد كبير ولا تحمل مواصفات المنافسة والسرعة كما هو الحال في دراجات السباق».
وتمنت سلينا في نهاية الحديث أن تصل سرعتها إلى مستوى اللاعبين قائلة: «سأكون في قمة السعادة لو وصلت سرعتي في يوم من الأيام لسرعة لاعبي البحرين، هذا الأمر جيد ويدعوني إلى تجربة نفسي على مضمار السباق، وسأبدأ في حال توافرت لي الفرصة لأنني فعلا أفكر في أن أكون متسابقة، فأنا أعشق قيادة الدراجة الهوائية بجنون وحرصت على متابعة البطولة».
مهندس الفوز الذي يعمل بصمت إذا أطبقت الجفون
خلف الفندق الذي تسكن فيه الوفود المشاركة في البطولة خصصت عدة أمكنة على هيئة مخازن وغرف لصيانة دراجات السباق، وبعيدا عن الأنظار يبقى مهندس الفوز الذي يعمل دائما بصمت وبعيدا عن أعين الجميع منهمك في عمله لفترات طويلة، كاميرا الوفد الإعلامي لمحت ميكانيكي منتخبات البحرين محمد حسين علي يتابع عمله بدقة متناهية وهو مستأنس إلى حد كبير بتأدية الدور المطلوب منه والذي لا يقل أهمية عن أي دور آخر سواء فني أو إداري.
هذا الجندي المجهول يعمل في الليل أكثر من النهار الذي قد يجد فيه شيئا من الوقت المناسب لأخذ قسط من الراحة أو الفوز باستراحة خاطفة تشبه إلى حد كبير استراحة المحارب، فعندما يعود الوفد إلى الفندق ويخلد اللاعبون والمدربون والإداريون إلى النوم وتهجع بقية الأجساد وتبدأ معهم حكايات الأحلام والكوابيس كل بحسب ردة العقل الباطني الخاص به، تبدأ مع محمد حسين رحلة العمل إذ يتفحص كل الدراجات على حد سواء، يفكك بعضها، يضيف إليها قطع غيار جديدة، يصلح العطب إن وجد، يطليها بمادة زيتية خاصة ومن ثم يعيد تركيبها بعد أن يدخل عليها الكثير من التعديلات، ويطمئن على سلامتها وعلى ارتفاع مؤشر النجاح فيها لتكون جاهزة لتسليمها إلى المتسابقين في الصباح الباكر من اليوم التالي.
ويمتد عمل ميكانيكي الوفد أثناء السباق إلى نهايته إذ يكون متوثبا لأي طارئ قد يحدث ويتطلب منه التدخل السريع، وقد كان له دور بارز ومشارك في نجاح منتخب الكبار في تحقيق برونزية فرقي ضد الساعة، عندما تعرض أفراد المنتخب إلى تصادم بين لاعبين وتعرضت إحدى الدراجات إلى تلف العجلة وأضرار بسيطة أخرى أصابت الدراجة الثانية، ليقوم مهندس النجاح باستبدال الدراجة الأولى بعجلة جديدة وتجهيز الأخرى في وقت قياسي لم يتعد الأربعين ثانية وليعطي إشارة مواصلة السباق ويتمكن كبار البحرين من صعود منصة التتويج.
العدد 2005 - الأحد 02 مارس 2008م الموافق 23 صفر 1429هـ