كثيرون في منطقة أميركا الجنوبية لا يصدقون آذانهم: فنزويلا والأكوادور تعززان قواتهما على الحدود الكولومبية... السفارات مغلقة... ثم ثمة حديث عن حرب.
وكما هو الحال في الغالب فإن أقسى الكلمات تصدر عن الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. قال شافيز إن هجوم القوات الكولومبية على الأراضي الإكوادورية الذي أودى بحياة زعيم متمرد كولومبي بارز «يمكن أن يكون بداية حرب في أميركا الجنوبية».
وهاجم الرئيس اليساري الشعبوي شافيز بشكل مباشر الرئيس الكولومبي المحافظ الفارو اوريبي.
وحذر كولومبيا في خطاب متلفز قائلا «إذا فعلتم ذلك، أصدقائي في فنزويلا سأبعث إليكم بطائرتي سوخوي».
وكانت القوات الكولومبية قتلت راؤول ريس الرجل الثاني في ترتيب القيادة بمنظمة القوات المسلحة الثورية الكولومبية اليسارية (فارك) السبت الماضي.
وقام الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا وقد استبد به الغضب بطرد السفير الكولومبي وأرسل قوات إلى الحدود. وطالب وزير الخارجية الإكوادوري السابق غوسيه ايالا كولومبيا بالتزام نهج الاعتدال محذرا من أن الحرب قد تكون البديل.
ووصف شافيز الذي تفاوض بنجاح من أجل إطلاق سراح عدد من رهائن فارك بمساعدة ريس ويريد أن يتم منح فارك الشرعية السياسية اوريبي بـ «المجرم وعضو المافيا» وقال انه «عميل» الإمبراطورية حسبما يشير شافيز إلى الولايات المتحدة، وقال إن اوريبي «يأتمر بأمر الإمبراطورية».
وكان في هذا أكثر مما تحتمل حتى المعارضة الكولومبية التي اعتادت انتقاد اوريبي.
وطالب السيناتور جوستافو بيترو من حزب بولو ديموكراتيكو اليساري بوضع حد لهذه «الاهانات» وإلا فإن من الممكن أن تتطور المسألة إلى حرب بين البلدين الجارين.
كما أعرب الزعيم المعارض كارلوس جافيريا أيضا عن امتعاضه من «إهانات» شافيز فيما وعد كبار رجال الأعمال اوريبي بدعمهم له وإن حذروا من مغبة قطع العلاقات الاقتصادية مع الاكوادور وفنزويلا وهما شريكان تجاريان مهمان لكولومبيا.
ويبدو أن الفجوة الايديولوجية العميقة بين الرؤساء اليساريين مثل كوريا وشافيز ودانييل اورتيجا من ناحية ومحافظ مثل اوريبي من ناحية أخرى قد ازدادت اتساعا.
واحتفت بوجوتا بموت «إرهابي» فيما أشاد به شافيز بوصفه «ثوري صالح».
ووصف اورتيجا ريس بـ «الشقيق» وقال إن موته «خبر مؤلم» وان موت الزعيم المتمرد سيؤدي «لقتل فرص السلام في كولومبيا».
وبينما قد يختلف قسم كبير من الكولومبيين مع مقولة ان ريس «شقيق» فإنهم يتفقون مع الرئيس النيكارغوي في أن فرص السلام والإفراج عن مزيد من الرهائن قد تعرضت لضربة قاصمة.
العدد 2007 - الثلثاء 04 مارس 2008م الموافق 25 صفر 1429هـ