العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ

السر «نقاط ملونة»... والمكسب تقدير افتقدوه لقرون

سكان أستراليا الأصليون يبهرون جمهور «ربيع الثقافة»

سكان أستراليا (الأصليون) الذين اعتبروا لوقت طويل من الفئات المهمشة في بلادهم، كانوا أصحاب حضور قوي في ربيع الثقافة هذا العام، فلفتوا الأنظار ببساطتهم وعفويتهم وارتباطهم بحضارتهم.

افتتاح الفنانين أوتو وأموي الزوجان الاستراليان البسيطين المحيى، معرضهما للرسم «وارلوكورلانغو» ضمن فعاليات ربيع الثقافة 2008. واستطاع الفنانان بألوانهما الزاهية المنوعة أن يجتذبا لمعرضهما عددا كبيرا من المتفرجين البحرينيين والأجانب على حد سواء، وفيما حضر عدد أقل من العرب عند حفل الافتتاح الذي احتضنته ساحة مركز لافونتين حيث تلاحمت ألوان فن السكان الأصلين الاستراليين بجدران بيوت البحرين القديمة ذات الطابع التراثي المميز، كان الجميع على موعد مع أعمال مميزة بخصوصية لافتة.

أوتو الذي سيبلغ 48 عاما الأسبوع المقبل هنا في البحرين، وصف زيارته الأولى للبحرين بأسلوبه البسيط في التعبير: «بأنها مفرحة جدا، وبأنه يرى أن أهل البحرين لطيفين جدا وودودين»، فيما اكتفت زوجته التي ارتدت ملابس بسيطة تكاد لا تتناسب والأزياء المتكلفة التي تمشت في المعرض بأن تقف بقربه لبعض الوقت لالتقاط بعض الصور مع الحضور، ومن ثم التجوال مع البعض في المعرض، مظهر الفنانين اللافت للأنظار ببساطته جاء مندمجا مع ما أراد المعرض أن يوصله من رسالة عن حضارتهما.

اعتمد الفنانان القادمان من المنطقة المنعزلة في وسط استراليا في لوحاتهما على أسلوب التنقيط بألوان منوعة واضحة وقوية، وضعا فقرات وملاحظات مكتوبة بقرب مجموعة منها، تحدثوا فيها عن المطر وصوته، وعن علاقة الرجل والمرأة، وجاءت الخطوط المتمايلة والمشبعة بالألوان الزاهية لتعكس صورة عن الأنماط الفنية التشكيلية الاسترالية الذي يعود تاريخ نشأتها في استراليا لآلاف السنين. ففن الرسم كان جزءا أساسيا من حياة سكان استراليا الأصليين، وأخذ أشكالا عديدة تجسد أحلامهم وقصصهم في رسومات على القماش والألواح الخشبية وحتى على الأجساد. أما اليوم فإن فنون السكان الأصليين قد دخلت عالم الفن الحديث، وأصبحت كثيرة الاقتناء من قبل المهتمين، فوضعت كجداريات في المتاحف والغاليريهات الحديثة.

وقوف المتفرجين بمختلف انتماءاتهم وأعراقهم مبهورين أمام لوحات أوتو وزوجته جاء كجزء من التقدير الذي بدأ السكان الأصليون لاستراليا يحوزون عليه أخيرا والذي كان أحد أهم مظاهره الاعتذار الذي قدمته الحكومة الاسترالية أخيرا، فعلى الرغم من أن لوحات السكان الأصليين بدأت تجني ملايين الدولارات في السنوات الأخيرة فإن أن غالبية هؤلاء الفنانين ما زالوا يعيشون حياة فقيرة وبسيطة تفتقر لأبسط أنواع الخدمات المقدمة لباقي سكان استرالي من الوافدين

العدد 2010 - الجمعة 07 مارس 2008م الموافق 28 صفر 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً