في واقعة غريبة من نوعها أمرت النيابة العامة بحبس أربع فتيات وشاب بحريني مدة سبعة أيام احتياطيا على ذمة التحقيق، موجهة إليهن من الشاب تهمة السرقة، إذ أقدمت الفتيات الثلاث على سرقة منزل زميلتهن في المدرسة، بعد أن احتلن عليها وعلى والدتها، وتوجهن بها إلى أحد المشعوذين برفقة صديقهن، وكان ذلك بغرض خلو المنزل وإمكانهن من سرقته بعد أن قمن بسرقة المفتاح من لدى زميلتهن وقمن بنسخه ليقتحمن المنزل في يوم الواقعة بواسطته.وتشير التفاصيل إلى أن أفراد الأسرة المجني عليها وهي آسيوية الجنسية اكتشفوا لدى عودتهم إلى المنزل سرقة مصوغات ذهبية قيمتها 2500 دينار، بالإضافة إلى سرقة مبلغ عشرة آلاف دينار نقدا، وعليه تقدموا بإبلاغ الشرطة.وبدورهم قام رجال الأمن بسؤال أفراد الأسرة عن الأماكن التي كانوا فيها وقت واقعة السرقة، فأخبرهم كل فرد عن وجهته، إذ كان الأب وابنه الأكبر متوجهين إلى عملهما، أما الأم فاصطحبت ابنتها المريضة وذهبت مع إحدى صديقاتها، مع شاب بحريني عرفتهن عليه إلى مشعوذ.وهنا دارت شكوك رجال الأمن، فتم سؤال الفتاة والشاب اللذين كانا برفقة الأم وابنتها عن الواقعة، إلا أنهما أنكرا علمهما بأي شيء وأكدا أنهما لم يفارقا الأم وابنتها وابنها منذ لحظة خروجهم، وعليه تم إخلاء سبيلهما.ولم تتوقف تحريات رجال الأمن عند هذا القدر، إذ استمرت في جمع المعلومات والتحري عن الشاب والفتاة إلى أن تم التوصل إلى أن الفتاة الآسيوية والشاب البحريني تم حبسهما من قبل على ذمة قضيتي سرقة منزلين في المحرق، فتم استدعاؤهما من جديد ومواجهتهما بهذه التحريات والمعلومات المستجدة.
وفي محاضر مركز الشرطة اتضح من اعترافات المتهمين أن الفتاة زميلة لابنة هذه الأسرة الآسيوية في المدرسة وقد استطاعت هي وثلاث من رفيقاتها أثناء زيارة لها في المنزل، قبل أسبوعين من الواقعة من سرقة مفتاح الشقة وعمل نسخة منه.
وقد خطط المتهمون للقيام بسرقة المنزل، فكان لابد من ضمان خروج كل أفراد الأسرة وخلو المنزل حتى يتسنى لهم القيام بالسرقة.وفعلا خرجت الفتاة الآسيوية الأولى مع الشاب البحريني مع الأم وابنتها إلى المشعوذ، فيما توجهت الفتيات الثلاث الأخريات للمنزل، لكنهن فوجئن بعد دخولها بوجود الابن الثاني لهذه الأسرة الذي كان نائما في غرفته، فاتصلن بالفتاة الأولى ليخبرنها بذلك. وقفت الفتاة عند عمارة المشعوذ لإخباره بالأمر، وبعد دقائق عادت لتخبر الأم أنه لن يستطيع استقبال الأم والابنة فقط فهو يشترط وجود محرم من أهلهما، ولم تجد الأم سوى أن تقترح ابنها الموجود في البيت، فعادتا إليه وأيقظوه ليرافقهما، وبمجرد خروجهم من الشقة عادت الفتيات الثلاث إليها فسرقن الذهب والعشرة آلاف دينار، وفور خروجهن أخبرن الفتاة الأولى بما حدث.
توقفت الفتاة الأولى عند العمارة نفسها التي ادعت أنها مكان إقامة المشعوذ، ونزلت بدعوى إخباره بعودتهم ثم عادت لتخبرهم أن المشعوذ خرج بسبب تأخرهم وأن عليهم أن يعودوا إليه من جديد.
العدد 2012 - الأحد 09 مارس 2008م الموافق 01 ربيع الاول 1429هـ