لا شك في أن نوليا مصطفى من مصر تتمتع بحس فكاهي مرهف، وهي بمثابة الابتسامة على وجه برنامج «سوالفنا حلوة» الذي يعرض مساء كل ثلثاء على شاشة تلفزيون دبي وتقدمه الإعلامية مريم أمين.
في الحلقة المقبلة التي تعرض اليوم (الثلثاء) يستضيف البرنامج الفنانة اليمنية أروى ليناقش عدّة موضوعات من ضمنها موضوع «الضحك»، وكانت الفقرة مليئة بالمفاجآت والآراء والمواقف الطريفة.
من هذه المواقف أن البرنامج استضاف الفنان الكوميدي اللبناني ماريو باسيل ليضحك الموجودين، فكان أن أضحكته نوليا بمواقفها وتعليقاتها العفوية. وتعليقا على هذه الفقرة تقول نوليا مصطفى «أنا اعشق الضحك والتسلية ولديّ ثقافة شعبية واسعة، لا أخفي أني غالبا ما كنت أؤنب عليها خلال نشأتي» (تضحك).
وعندما تسألها مريم عمّا إذا ما كانت تفكّر بأن تأخذ من التمثيل الكوميدي اتّجاها فنيّا لها تجيب: «الحقيقة أنه سبق أن عرضت عليّ أدوار كوميدية آخرها دور زوجة أشرف عبدالباقي في مسلسل (راجل و6 ستّات)، ولكني كنت ارتبطت في (سوالفنا حلوة). لا أخفي أيضا أني في مكان ما وعلى المدى الطويل أفضّل طريق التمثيل على التقديم أو الإعلام لأنّه ربما يفسح لي مجالات أكبر للتعبير عن شخصيتي». ما يميّز «سوالفنا حلوة» هو أنه يجمع بين «الضحك، اللعب و الجدّ والثقافة»...
الموضوع الثاني الذي يناقشه الإعلاميون العرب في هذه الحلقة يعود إلى الطوابع البريدية، بداياتها، دلالاتها، خصائص الطوابع في كل من البلاد العربية وسبب ولع فئة معيّنة من الناس التي تقوم بجمعها وتتكلّف أثمانا باهظة جدّا للحصول على النوادر من بينها.
كما تناول البرنامج أيضا موضوع «المشروب التراثي» وطقوسه وطريقة تحضيره والمناسبات التي يتمّ تناول هذه المشروبات خلالها. والملفت في هذا البرنامج ليس في الموضوعات فقط ولكن أيضا في طريقة معالجتها التي تتخطّى إعطاء المعلومات من خلال تقارير ومداخلات الإعلاميين، إذ إن لشخصية كل من الإعلاميين الخاصّة - بغض النظر عن جنسيته - دور أيضا في إعطاء بعد جديد أو رؤية مختلفة للموضوع الذي يتمّ طرحه. فإذا كانت فاطمة الطباخ مثلا من المدافعات عن التراث والتقاليد العريقة العربية، فإن إبراهيم البادي مثلا من النقاد اللاذعين لبعض «الممارسات التي يتمّ تقديسها لأسباب يعتقد أنّها دينية مثلا ولكنها في الواقع لا تمتّ إلى الدين بصلة».
نسأل فاطمة عن «الخلافات» التي بينها وبين إبراهيم فتقول: «إنها طبعا لا تتعدّى النقاش في الأستوديو، فأجواء من الألفة تسود في العلاقة الشخصية فيما بيننا... لكن لا أعرف ما هو سبب هذا العداء الجذري الذي يكنّه إبراهيم لبعض الممارسات النقليدية العربية وخاصّة الخليجية منها... أنا شخصيا أحترمها ولا أرى فيها أذى لحياتنا. لا أعتقد أن التقاليد تشكّل عائقا للتطور».
ويستطرد إبراهيم: «ينتقدني البعض لما يسمّونه سلبيتي الدائمة. ولكنها ليست سلبية ولست أنتقد المجتمع ومنه السعودي لمجرّد النقد. دورنا في مكان ما، ومن خلال هذا البرنامج هو أن نحاول تقديم الأبعاد الأخرى لبعض الظواهر الاجتماعية وليس ان نلعب دور المرشد السياحي لبلادنا. هناك الكثيرون من أبناء بلدي يلعبون هذا الدور. هذا لا يعني أني لست وطنيا أو لا أحب بلدي، على العكس... ولكن لا أخفي أني سأحاول أن أخفف من هذه النزعة في الحلقات المقبلة أو أن أعبر عن أفكاري بطريقة مختلفة لكي يكون كلامي (أخفّ) على زملائي كما على المشاهدين».
قد يظن البعض أن إبراهيم إنسان دائم الجديّة فيما الواقع - كما نراه في الكواليس - مختلف جدّا. إذ يختبئ وراء الهالة الثقافية التي تميّزه على رغم صغر سنّه (27 عاما) طفل لا يسلم أحد من «شرّه»، فيشغل الجميع من زملائه إلى فريق الإنتاج والإعداد إما بطلب أو بتعليق أو بنكتة أو بنقد معيّن... المهمّ أنّه إذا ما دخل إبراهيم البادي المكان، فيجب أن يتنبّه الجميع إليه وإلى وجوده
العدد 2013 - الإثنين 10 مارس 2008م الموافق 02 ربيع الاول 1429هـ