العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ

هل يمتلك فيراري السيارة الأفضل قبل ضربة البداية؟

في مقابل ارتياح في مكلارين واقتناع في رينو

لا يشكك أحد بقوة وجاهزية فريق فيراري خصوصا بعد تتويجه بلقب بطولتي السائقين والصانعين خلال موسم 2007 من بطولة العالم لسباقات فورمولا 1، إلا أنه على رغم ذلك فإن «الحصان الجامح» لا يملك السيارة المثالية.

وأثبتت «سكوديريا» في المواسم الماضية أنها الأفضل على الحلبات التي تتكون من خطوط مستقيمة طويلة فيما كانت تعاني في الحلبات ذات المنعطفات الكثيرة.

ويمكن القول إن السيارة الجديدة «اف 2008» لم تتخلص من عقدة المنعطفات على رغم أنها كانت الأفضل خلال فترة التجارب الشتوية، إذ تمكن بطل العالم الفنلندي كيمي رايكونن من تحطيم الزمن القياسي لحلبة البحرين والذي سجله زميله البرازيلي فيليبي ماسا خلال التجارب التأهيلية لسباق 2007.

وعمل مهندسو الفريق على إدخال تعديلات انسيابية على «اف 2008» التي أصبحت السيارة رقم 54 التي تنتجها فيراري لبطولة الفئة الأولى، من أجل أن تكون أسرع على المنعطفات عبر تجويفات جديدة تمتد تحت قدمي السائق، إضافة إلى تعديلات على الجانبين وغطاء المحرك، وتم تعديل أجهزة التعليق لتتلاءم مع الانسيابية الجديدة وذلك عند محور الإطارين الأماميين وفي توزيع الوزن استنادا على خبرة الموسم الماضي والتعاون المشترك مع إطارات بريدجستون.

ويبدو أن هذه المشكلة ليست الوحيدة التي تقلق القيمين على «سكوديريا» فهناك اهتمام خاص بمسألة جدارة التشغيل خصوصا بعدما فشل سائق التجارب الإيطالي لوكا بادوير في إنهاء حصة التجارب الحصرية في برشلونة بسبب تسرب زيت من علبة السرعات.

وعلى رغم ذلك يبدو أن الفريق الإيطالي راض عن تحضيراته للموسم الجديد وجاء ذلك على لسان رايكونن الذي قال: «نحن نقدم أداء ثابتا. قيادة سيارة مثل «اف 2008» يعتبر أمرا رائعا. إنها سريعة منذ الآن، لكن ما لفت اهتمامي كثيرا هو أنها سريعة جدا في وتيرة السباقات والتجارب وفي كلتا الحالين لم يكن هناك ضغط كبير على الإطارات».

ارتياح في ماكلارين

أما في ما يخص ماكلارين مرسيدس التي حلت ثانية العام الماضي في بطولة السائقين عبر البريطاني لويس هاميلتون فيما أقصيت من بطولة الصانعين بسبب فضيحة التجسس على فيراري، فكان الارتياح ظاهرا على الإداريين والمهندسين في الفريق البريطاني- الألماني بعدما شاهدوا سائقهم هاميلتون يحل أمام رايكونن وبطل العالم السابق الألماني مايكل شوماخر خلال تجارب برشلونة منذ أسبوعين.

لكن ما لم يكن ظاهرا للعيان ولا حتى في الأرقام التي وزعت على الصحافيين هو الأفضلية الواضحة التي حققتها فيراري على ماكلارين في الخطوط المستقيمة، قبل أن تعود الأخيرة وتعوض الفارق على المنعطفات.

إلا أن أفضلية المنعطفات قد لا تكون كافية لماكلارين «ام بي 4-23» لتتفوق على فيراري خلال السباقات لأن الأخيرة ستتجاوزها في الخطوط المستقيمة ثم تغلق الباب أمام في المنعطفات إذ يصعب التجاوز.

ماكلارين وفيراري الأوفر حظا

ورأى سائق التجارب في ماكلارين الإسباني بدرو دي لا روزا أن ماكلارين وفيراري هما الفريقان الأوفر حظا للفوز باللقب لكن بي ام دبليو ساوبر ورينو سيلحقان بهما بعد مراحل قليلة على انطلاق البطولة، مضيفا «في ما يتعلق بفيراري لا اعتقد أنهم بهذه القوة كما يتصورهم الجميع، ورينو ليست بعيدة كثيرا بحسب ما علمت من فرناندو (ألونسو)».

وعلى سائقي فيراري وماكلارين أن ينظروا جيدا في مرآتهم بحثا عن سيارة بي ام دبليو ساوبر التي تبدو الأكثر استعدادا، مع سائقيها الألماني نيك هايدفيلد والبولندي روبرت كوبيتسا، للدخول على خط الصراع الثنائي لتجعله ثلاثي بامتياز كما يتوقع معظم المراقبين.

إلا أن الفريق الألماني-السويسري لم يظهر بوادر جيدة خلال التجارب الشتوية مع سيارته الجديدة «اف 08.1» التي أظهرت غياب عامل جدارة التشغيل، ما دفع هايدفيلد للقول: «نحن لسنا قريبين على الإطلاق من فيراري وماكلارين، لكننا نضيق الخناق على رينو ووليامس وريد بول. في بعض الأحيان لسنا في وضع جيد كما تظهر الأرقام وفي الأحيان نكون أفضل بكثير مما تظهره الأرقام».

أما في ما يخص رينو التي استعادت «ابنها الضال» ألونسو بعد موسم مشحون مع ماكلارين، فيبدو أن عودة الإسباني لن تغير كثيرا من واقع معاناة الفريق الفرنسي إذ كان متخلفا بفارق أكثر من نصف ثانية عن سيارتي فيراري وماكلارين خلال التجارب.

ويطرح سؤال نفسه هل بإمكان ألونسو أن يعوض هذا الفارق؟ وحتى لو تمكن السائق الإسباني من تحسين أداء رينو «أر 28» بأجزاء من الثانية فقد لا يكون ذلك كافيا للمنافسة على المركزين الأولين، لكن الإسباني لن يقلق على الأقل من وجود «مبتدئ» آخر يسعى للتفوق عليه كما كان الحال مع هاميلتون العام الماضي، لأن مدير الفريق الإيطالي فلافيو برياتوري يعلم جيدا من هو السائق الأول وسيقول ذلك بوضوح للبرازيلي نيلسون بيكيت جونيور زميل ألونسو الجديد في رينو.

وقال ألونسو بعد التجارب التي خاضها الفريق في برشلونة: «في الوقت الحالي ليس هناك أية فرصة للمنافسة على منصة التتويج، هدف التجارب كان العمل على تقليص الهوة التي تفصلنا عن فيراري وماكلارين وأن نكون خلفهما بفارق عشرين وثلاثة أعشار من الثانية ليس بالمشكلة الكبيرة لكن في أن نكون بعيدين عنهما بفارق ثانية و8 أعشار من الثانية يعتبر مشكلة كبيرة جدا. في الوضع الحالي نحن في هذا الوضع».

الأنظار تتجه إلى وليامس- تويوتا

وبعيدا عن الثنائي فيراري-ماكلارين ستكون الأنظار موجهة إلى وليامس-تويوتا التي قدمت أداء مميزا خلال الموسم الماضي مع الألماني نيكو روزبرغ بشكل خاص، وواصلت هذا التألق بسيارتها الجديدة «اف دبليو 30» التي تفوقت بشكل واضح على بي ام دبليو ورينو خلال التجارب الشتوية.

والأمر اللافت في الفريق البريطاني الذي استمر بشراكته مع محركات تويوتا أنه يرى بالمركز الثالث فشلا لمخططاته ما يظهر طموح المسئولين عنه في أن ينافسوا على المركزين الأولين في 2008، على أمل استعادة اللقب الغائب عنهم منذ 1997.

واعتبر كبار مهندس الفريق باتريك هيد أن سيارة 2008 أسرع وأفضل من سيارة العام الماضي لكن لا يزال هناك فارق يفصلها عن سيارتي فيراري وماكلارين، مضيفا «أمامنا الكثير من العمل»

العدد 2015 - الأربعاء 12 مارس 2008م الموافق 04 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً