العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ

مئات العوائل البحرينية تحتفي بعيد «النوروز» حتىالخميس

«ألا يا أيها الساقي أدر كأسا وناولها»... بهذا البيت الذي افتتح به الشاعر الإيراني حافظ الشيرازي ديوانه، يبدأ البحرينيون الاحتفال بمناسبة عيد «النوروز» أو مقدم الربيع كما في تراث بعض الشعوب الشرقية.

ونظمت جمعية الإخاء الوطني احتفالا كبيرا مساء أمس الأول في قاعة مرمريز، فيما تمتد الاحتفالات لنهاية الأسبوع باحتفال جمعية البحرين الاجتماعية الثقافية في نادي «بابكو»، وسادت أجواء عائلية الاحتفال الذي شمل أيضا مؤتمرا عاما للجمعية بحضور أعضائها وأصدقائها وعشاق «النوروز» الذين ينتظرونه سنويا.

وألقى رئيس الهيئة الاستشارية في الجمعية موسى الأنصاري كلمة، موضحا أنه من حسن الطالع أن تتزامن احتفالات هذا العام بعيد النوروز البهيج مع المولد النبوي الشريف، وهو ما يضيف رونقا خاصاّ لهذه المناسبة.

أما الناشطة السياسية زهراء مرادي فأشارت إلى أن الاحتفال بالنوروز يعبّر عن الانفتاح والتنوع الثقافي والعرقي الذي تتميز بها البحرين، فعلى رغم صغر المساحة الجغرافية وقلة عدد السكان فان البحرين كانت ولا تزال موئلا للتنوع، وهي أقرب إلى فسيفاء جميلة، ويجب ألا يسرق أحد من البحرين جمالها، وتجمعنا الوحدة الوطنية ولكن لكل فئة أن تحتفظ على خصوصيتها لتضيف لونا جميلا ومميزا إلى الطيف البحريني.

وبدوره، استشهد عضو جمعية الإخاء مختار أحمدي بالقرآن الذي احتوى على مفردات الطبيعة بصورة جميلة ليست بعيدة عن جماليات عيد النوروز وخصوصا الآية الكريمة:»اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشراب (ص: 42)»، وتختص بماء النوروز، والآية الأخرى «الم ترى إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم) (البقرة 243)، ومنذ ذلك الحين أصبحت هذه الذكرى سنة سعيدة.

ويؤكد أحمدي أن البحرينيين القدامى كانوا يحتفلون بعيد النوروز على بساطتهم وعفويتهم، مضيفا «في كتاب ماضي البحرين وحاضرها للشيخ إبراهيم المبارك يروي أن البحرينيين القدامى يحتلفون بماء النيسان وماء الدواء ومطر الرحمة».

ويذكر أحمدي أن «النوروز» سيدخل البحرين في يوم الخميس 8:50 دقيقة و19 ثانية صباحا، ومئات العوائل ستجتمع في يوم الخميس وهي تنتظر هذا الوقت، وفي هذا العام تصادف النوروز مع يوم عطلة رسمية بمناسبة إجازة المولد النبوي الشريف».

وتعود تقاليد الإيرانيين في الاحتفال إلى العصر الساساني الذي بدأ فيه التأريخ للسنة الفارسية في اللحظة التي يتساوى فيها الليل والنهار.

وتقوم فيها الأسر بإعادة ترتيب وتأثيث محل السكن، والاستغناء عن الأشياء البالية، وغسل السجاد والستائر أو استبدالها، مع طلاء الجدران بألوان جديدة، وفي الغالب يتم اختيار مشتقات اللون الأخضر تناغما مع اخضرار الأرض في الربيع.

وفي ليلة حلول السنة الجديدة تجتمع العائلة حول سُفرة خاصة تسمى بسفرة «هفت سين» (أي السينات السبع)، وتضم 7 مواد يبدأ اسمها بحرف «السين»، وهي: «سبزي (خضراوات)، سيب (تفاح)، سنجد (تمر)، سير (ثوم)، سكة (قطعة نقد معدنية)، سركه (خل)، وسمنو (حنطة)».

وتتوسط السفرة نسخة من المصحف الشريف طلبا للبركة وسعة الرزق، وإلى جانبها أيضا ديوان أشعار حافظ الشيرازي، وتنتهي احتفال هذه العوائل بالبيت العربي الأخير من أبياته «متى ما تلقَ من تهوى دع الدُنيا وأهملها»!

العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً