أهدى الأهلي الوحدة السعودي الفوز في مباراة الأمس في نهاية الدور التمهيدي من البطولة الخليجية، واختار بنفسه مواجهة صاحب الأرض والجمهور الأهلي السعودي في المربع الذهبي يوم غد الخميس، وخسر الأهلي أمام الوحدة السعودي بفارق هدف واحد (25/24) ولو كانت الخسارة بفارق أكثر من 3 أهداف لخرج من البطولة ولعب على المركزين الخامس والسادس وخصوصا أن السالمية الكويتي فاز على الوصل الإماراتي بنتيجة (33/25) وتأهل متصدرا للمجموعة بفارق الأهداف المسجلة التي فصلت بينه وبين الأهلي والوحدة بحسب لوائح البطولة.
وأبلغ وصف يمكن وصف ما حدث في المباراة بأن لاعبي الأهلي هم الذين أهدوا الفوز للاعبي الوحدة السعودي بعد الأخطاء الفردية الغريبة التي وقع فيها اللاعبون، فالوحدة سجل 4 أهداف من أهدافه الـ25 من كرات ارتدت من الحارس المغلوب على أمره حمادة النقيب، وهدفان في الشوط الأول والثاني هدية من عباس مال الله الذي أبعد الكرة بطريق الخطأ وأعطاها إلى لاعبي الوحدة ليسجلوا في المرمى، أي أن ربع الأهداف الوحداوية جاءت من غير جهد، وبخلاف ما ذكر سابقا فإن الأهلي كان بإمكانه التعادل على أقل تقدير لولا إضاعة الانفراد الصريح في آخر 5 ثوان بالحارس السعودي يوسف فلاتة الذي أجبره لاعبو الأهلي على التألق، ثم أن الأهلي لم يسجل في الشوط الثاني سوى 8 أهداف، هدفان منهم في آخر 16 دقيقة من الشوط أي أنه منذ الدقيقة 14 حتى الدقيقة 30 لم يسجل سوى هدفين، فكيف يريد الأهلي الفوز؟
وبالعودة إلى أجواء المباراة، فقد بدأ الأهلي المباراة في الدفاع بطريقة 5/1 بتقدم علي حسين، فيما لعب الوحدة السعودي بطريقة 6/صفر تتحول إلى 5/1 أثناء الهجمة الأهلاوية جهة أحمد عبدالنبي، والبداية كانت سريعة من قبل الفريقين وتقدم الأهلي في النتيجة (2/1) مع الدقيقة الثالثة، ثم (3/2) في الدقيقة (4)، وركز الأهلي في هجومه على الجهة اليمنى التي شغلها عباس مال الله بالإضافة إلى صادق علي في الوقت الذي كان فيه الوحدة يركز على أحمد عبدالنبي فقط، وخير دليل على ذلك أن صادق علي سجل 3 أهداف وعباس مال الله هدف واحد وهو مجموع الأهداف التي سجلها الأهلي حتى الدقيقة السادسة، وأما الوحدة فركز في الهجوم على تفعيل دور لاعب الدائرة ونجح هو الآخر في ذلك بدليل أن أسامة فلاتة الذي لعب في هذا المركز حصل على رميتي جزاء سجل منهما تركي البيض هدفين، وصارت النتيجة في الدقيقة 8 (5/4) لصالح الأهلي، وتألق في الدقائق الماضية الحارس المصري حمادة النقيب في التصدي للتصويبات الوحداوية من الخط الخلفي، قبل أن يدرك الوحدة التعادل الأول (6/6) في الدقيقة 11 مستفيدا من بعض الأخطاء الفردية جهة صادق علي تحديدا.
وفي الدقيقة 12 خرج أحمد عبدالنبي للإيقاف لمدة دقيقيتن، ولعب الوحدة بطريقة 5/صفر/1 لمراقبة صادق علي بطريقة رجل لرجل إلا أن الأهلي نجح في التقدم في النتيجة (8/7) مستفيدا من تألق النقيب في الحراسة وماهر عاشو في الهجوم، ونجح الأهلي في الدقائق الماضية في الإمساك بزمام الأمور في الجانب الدفاعي بالتحديد إذ تعامل بواقعية جدا مع التكتيك الواضح للهجوم الوحداوي الذي أراد الوصول للمرمى النقيب عبر لاعب الدائرة الذي صار بين كماشة نادر البلوشي وصادق علي. وتقدم الأهلي بفارق هدفين وذلك لأول مرة منذ بداية المباراة (10/8) في الدقيقة 18، وارتكب أحمد عبدالنبي خطأين هجوميين متتاليين أعطى بهما الفرص للوحدة لمعادلة النتيجة (10/10) في الدقيقة 20 عبر الهجوم الخاطف السريع (الفاست بريك)، ولولا تألق حمادة النقيب في التصدي لهجوم خاطف ثالث على التوالي من يد سعد السبيعي لتقدم الوحدة السعودي التقدم الأول له في المباراة.
واستعان المدرب الأهلاوي الجزائري لخضر عروش بخدمات محمد عبده في الجانب الهجومي بدلا من علي حسين في مركز الدائرة في الجانب الهجومي بدلا من ماهر عاشور في العمق الدفاعي، ثم أشرك حسين فخر بدلا من صادق علي غير الموفق في الهجوم، وفي الدقيقة 23 خرج نادر البلوشي للإيقاف لمدة دقيقتين إلا أن الأهلي حافظ على التعادل (11/11) في الدقيقة 25، وتراجعت القدرة الهجومية في الأهلي خلال الدقائق الست الماضية بدليل أنه لم يسجل سوى هدف واحد فقط، ولعب الوحدة في الدقائق الماضية بأسلوب دفاعي مميز جدا نجح من خلاله في الحد من خطورة أحمد عبدالنبي، لذلك أعطى العروش الفرصة فيما بعد للدولي السعودي نبيل العبيدلي للعب في الهجوم في مركز الباك الأيسر ونقل أحمد عبدالنبي لمركز صانع الألعاب وتحسنت الوضعية الهجومية الأهلاوية بدليل أنه سجل 3 أهداف متتالية عبر حسين فخر ولكن الدفاع شهد تراجعا لافتا جهة محمد عبده تحديدا إذ سجل تركي البيض ثلاثة أهداف متتالية من الخط الخلفي أيضا، وصارت النتيجة (14/13) في الدقيقة 29 قبل أن يستثمر الأهلي خطأين هجوميين من الوحدة وترجمها هدفين في مرماه لينتهي الشوط لصالحه بنتيجة (16/13).
وبدأ الأهلي الشوط الثاني بداية مثالية جدا وخلال الدقيقتين الأوليتين سجل هدفين رفع بهما الفارق إلى 5 أهداف (18/13) ثم (19/14) في الدقيقة 4 قبل أن يعيد الوحداويون الفارق إلى 3 أهداف (19/16) في الدقيقة 6 مستفيدين من لعب الأهلي ناقصا لاعبه صادق علي الذي أوقف لمدة دقيقتين وبعد ذلك وصل الفارق إلى هدفين (19/17) مع الدقيقة السابعة، وتوقف الأهلي عن التسجيل لأربع دقائق متتالية، وتأثر الهجوم الأهلاوي بالرقابة الصارمة التي فرضت على أحمد عبدالنبي، فيما عادت الأخطاء الدفاعية من جديد نتيجة سوء التمركز على منقطة الستة أمتار وخصوصا نبيل العبيدلي ونادر البلوشي، وأضاع نبيل العبيدلي انفرادا صريحا بالمرمى السعودي كان من شأنه إعادة الفارق إلى 3 أهداف من جديد، وفي الدقيقة 12 أوقف سعد السبيعي لمدة دقيقتين لمخاشنته أحمد عبدالنبي، وأعاد الأهلي فارق الثلاثة أهداف (22/19) في الدقيقة 14.
وفي الدقيقة 15 خرج حسين فخر للإيقاف لمدة دقيقتين الأمر الذي أعطى الوحدة لتقليص الفارق إلى هدفين، وأساء لاعبو الأهلي التصرف بالنسبة الى التصويبات من الخط الخلفي إذ إن غالبيتها موجهة في جسد حارس الوحدة يوسف فلاتة الذي لم يجد صعوبة في التصدي لها، حتى رمية الـ6 أمتار التي تحصل عليها أضاعها عباس مال الله بغرابة شديدة، وخرج بعد ذلك محمود الونة في الدقيقة 18 للإيقاف، وتمكن الوحدة من تقليص الفارق إلى هدف واحد (22/21) ثم صارت النتيجة (23/22) قبل أن يتعادل الوحدة (23/23) في الدقيقة 20 التي شهدت إيقافا جديدا من جانب الأهلي لصالح حسين فخر، وحرم حمادة النقيب الوحدة من التقدم الأول في المباراة بتصديه لرمية 6 أمتار من يد علي السيهاتي.
ولم يتعامل الهجوم الأهلاوي العقيم مع المباراة بالشكل الأمثل وخصوصا أن الوحدة السعودي لعب بطريقة دفاعية مميزة جدا بالتركيز على القوة الأهلاوية ممثلة في أحمد عبدالنبي، وما يؤكد وصف الهجوم الأهلاوي بالعقيم أنه منذ الدقيقة 14 حتى الدقيقة 23 لم يسجل سوى هدف واحد فقط قبل أن يسجل صادق علي الهدف رقم 24 في الدقيقة 24، وأهدى عباس مال الله بعد ذلك هدف التعادل للوحدة في الدقيقة 26 حين صوب البيض كرة في يد نبيل العبيدلي لتتجه للأعلى وبدلا من أن يمسكها مال الله بأريحية ومن دون أي مضايقة من أي لاعب سعودي ضربها باتجاه علي السيهاتي الذي أخذها واتجه للمرمى وتحصل على رمية 6 أمتار سجل منها مصطفى حبيب هدف التعادل، وجاءت الفرصة سانحة للأهلي لإنهاء المباراة حين خرج السعودي سعد السبيعي للإيقاف لمدة دقيقتين ولكن سوء تصرف علي حسين نتيجة لقلة خبرته أضاع هجمتين لارتكابه خطأ الدخول الخاطئ، وأستمر التعادل حتى الدقيقة 29:30 حينها سجل السعودي السبيعي هدف الوحدة رقم 25 من الجناح الأيسر، وطلب العروش وقتا مستقطعا لترتيب أمور الهجمة الأخيرة وفعلا نجح لاعبو الأهلي في إيصال صادق علي لمواجهة حارس الوحدة يوسف فلاته بشكل مباشر وصريح إلا أن صادق بدلا من أن يصوب الكرة في المرمى صوبها في رجل فلاتة لتنتهي المباراة بفوز الوحدة بنتيجة (25/24).
بوشكريو: ما قدمناه لا يشفع لنا للفوز على المستضيف
أشار مدرّب النجمة صالح بوشكريو إلى أنّ الأهلي السعودي أقوى من فريقه من الناحية الفنية في المباراة بوجود الحارس مناف آل سعيد وأحمد الأحمر، موضحا «المشكلة أننا لعبنا أمام فريق قوي يمتلك مواصفات عالية، إذا لم تستغل أنصاف الفرص أمامه كيف سنفوز عليه؟!، مشكلتنا الرئيسية كانت التخليص السليم في المرمى السعودي، لقد سجّلوا في مرمانا 15 هدفا عن طريق الهجوم الخاطف السريع (الفاست بريك)».
وأضاف بوشكريو «لعبنا في الدفاع بالأسلوب المتقدّم على أساس أنْ نؤثر على صانع الألعاب الينبعاوي بالإضافة إلى الباك الأيمن أحمد الأحمر ونجحنا في ذلك إلا أن بندر الحربي تألق ونجح في الاختراق والتسجيل»، وقال أيضا: «الحارس السعودي تصدى لـ 23 كرة بين العارضة والقائمين ووقع لاعبينا في أكثر من 13 خطأ فني»، وتساءل بوشكريو قائلا: «كيف كنا سنفوز بعد الأخطاء العديدة التي ارتكبناها؟!، فالأهلي السعودي أنهى المباراة منذ الشوط الأوّل».
ورفض بوشكريو التأكيد على أن فريقه لم يقدم المستوى المنتظر منه في البطولة حتى الآن، قائلا: «أعتقد أن الفريق قدم مستوى جيد أمام الأهلي القطري ومن ثم أمام مسقط العماني، المشكلة في تلك المباراة كانت التخليص فقط لا غير»، وأضاف بوشكريو «بصراحة الباكين في الفريق لم يؤدوا حتى الآن بالشكل المطلوب بدليل أننا سجلنا من الخط الخلفي في مباراة الأهلي السعودي هدفين فقط، ولذلك اضطررنا للعب على الاختراقات بالإضافة إلى تفعيل دور الجناحين».
وقال أيضا: «المشكلة التي نعاني منها الفريق أيضا أن مستوى اللاعبين متذبذب من مباراة لأخرى، فالبعض يقدّم مستواه الحقيقي في مباراة معينة والآخرون خارج الفورمة أي أن الفريق لم يلعب كفريق كامل في مستوى واحد بدليل بدر فقير لم يؤدِ في مباراة الأهلي السعودي وأضاع 5 فرص محققة ومالك كريم الذي لم يؤدِ في المباراتين الأوليين تألق أمام الأهلي السعودي».
وأكد بوشكريو أنّ الفريق جاء للبطولة من دون إعداد مثالي أو الاستعانة بلاعب أجنبي، منوّها إلى أنّ ذلك يُبعد اللاعبين عن الضغوطات والمطالبات باللقب الخليجي وبالتالي أنه من المفترض أنْ يلعب اللاعبين بأريحية، وأضاف «المؤسف أن لاعبي لم يستغلوا هذه الحالة لصالحهم».
وعلى رغم ذلك توقع بوشكريو أن يتغير وضع الفريق في المباراة المقبلة في الدور ربع النهائي وأكّد بأنه لا خوف على الفريق من أيّ فريق منافس في البطولة إذا ما كان في مستواه الحقيقي حين الابتعاد عن الأخطاء الفردية الهجومية بالإضافة إلى التوفيق في عملية التخليص وكذلك العودة السريعة للمنطقة في حالة التسجيل وفقدان الكرة.
العدد 2021 - الثلثاء 18 مارس 2008م الموافق 10 ربيع الاول 1429هـ