أوقدت أمس (الاثنين) شعلة دورة الألعاب الاولمبية لعام 2008 ببكين عن طريق أشعة الشمس أمام جبل أولمبيا العتيق بأثينا، وسط مظاهرات مؤيدي قضية التبت الذين حاولوا إفساد الحدث.
وعلى رغم أن السماء كانت ملبدة ببعض الغيوم في الموقع الأثري، فقد أضاءت كاهنة يونانية، تؤدي دورها الممثلة اليونانية ماريا نافبليوتو، الشعلة بأشعة الشمس مستخدمة عدسة محدبة أمام معبد الآلهة هيرا.
وكان البطل الاولمبي اليوناني ألكسندروس نيكولايديس، الحائز على فضية في التايكواندو في أولمبياد أثينا 2004، أول حامل لشعلة أولمبياد بكين في جولة الشعلة المقررة عبر اليونان التي ستمتد 6 أيام والجولة الدولية للشعلة الممتدة 5 أشهر والتي ستنتهي يوم حفل افتتاح الدورة الاولمبية الصيفية في الثامن من أغسطس/ آب المقبل.
وقبل بدء احتفال إضاءة الشعلة، تمكن اثنان من المتظاهرين المؤيدين لقضية التبت من الركض على ارض ملعب الاستاد الموجود بمنطقة أولمبيا يحملان رايات سوداء ولافتات خلال إلقاء رئيس اللجنة المنظمة لاولمبياد بكين ليو كي كلمته. ولكن الشرطة اليونانية تمكنت من الإمساك بالرجلين سريعا.
وكان المئات من أفراد الشرطة اليونانية قد انتشروا في أرجاء الموقع الأثري بغرب بيلوبونيسي لحراسة الموقع بعدما أضاء المتظاهرون «شعلة الحرية» قبل أسابيع قليلة في أولمبيا أيضا في حملة للمطالبة بتحرير التبت.
وقال ليو الذي لم يبد عليه التأثر بمقاطعة المظاهرات: «ستنشر الشعلة الاولمبية النور والسعادة والسلام والصداقة والأمل والأحلام على الشعب الصيني والعالم أجمع».
وسيتم تسليم الشعلة الاولمبية للمسئولين الاولمبيين الصينيين في 30 مارس/ آذار الجاري باستاد «كاليمارمارو» الذي استضاف أول أولمبياد في العصر الحديث بأثينا.
وستقطع جولة الشعلة الاولمبية مسافة 137 ألف كيلومتر على مدار 130 يوما عبر 5 قارات قبل أن تصل إلى الاستاد الاولمبي ببكين في حفل افتتاح الاولمبياد.
وكانت خطط الصين بمرور الشعلة الاولمبية عبر هضبة التبت والتسلق بها حتى قمة جبل «إيفرست» قد أثارت غضب الجماعات التبتية الناشطة التي تتهم بكين باستغلال المكان لتوصيل رسالة زائفة بوجود تناغم في منطقة الهيمالايا المضطربة.
وتضع القوات الصينية يدها على التبت منذ عام 1951.
وظلت دورة الألعاب الاولمبية التي تجرى كل 4 أعوام، هي الحدث الرياضي الأكثر إقبالا من الجماهير في اليونان القديمة وكانت ترمز إلى الهدنة بين المدن المتحاربة.
وأقيمت أول دورة أولمبية عام 776 قبل الميلاد، واستمرت إقامتها إلى أن قرر الإمبراطور البيزنطي المسيحي ثيودوسيوس التوقف عن إقامة الدورات الأولمبية في العام 394 الميلادي.
وقال جاك روج رئيس اللجنة الاولمبية الدولية في كلمته من داخل الاستاد العتيق: «إنني أعبر عن أملي في الرمز الذي ستمثله الشعلة للجميع وفي خلق الظروف الملائمة في أي مكان تصل إليه الشعلة من أجل مساعدتها على تحقيق الصدى المطلوب».
ومع دنو موعد انطلاق الدورة الاولمبية لهذا الصيف، يزداد النقد الموجه إلى اللجنة الاولمبية الدولية من قبل جماعات حقوق الانسان من أجل الضغط على الصين لتحسين وضعها فيما يتعلق بحقوق الإنسان
العدد 2027 - الإثنين 24 مارس 2008م الموافق 16 ربيع الاول 1429هـ