جلس القراء السعوديون إلى جنب مقاعد الروائيات السعوديات، في معرض الكتاب الدولي المقام حاليا في البحرين، طالبين تواقيع بأسمائهن خلف أغلفة الكتب من الأنامل الناعمة، إذ لجأت الروائيات إلى المعرض البحريني بعد عدم «ترحيب» الرقابة بهن وبكتبهن، في معرض الكتاب الدولي في الرياض، الذي أغلق أبوابه منذ أكثر من 10 أيام.
وذكر صحيفة «الحياة» اللندنية في عدد سابق لها أن معرض الكتاب البحريني أيضا، لجأ إليه القراء السعوديون، يبتاعون الكتب «الممنوعة»، التي حبسها الرقيب عن معرض الرياض الأخير، وسط توقعات من منظمين بحرينيين بأن يصل عدد الزوار من سكان المنطقة الشرقية والسعودية عموما، إلى أكثر من ثلاثة آلاف زائر يوميا.
ووقعت روائيات سعوديات كسمر المقرن، وأميرة المضحي، ومها الجهني وغيرهن، والشاعرة حنان أبو حميد، في أيام مختلفة كتبهن في المعرض البحريني، فيما ستوقع أخريات كتبهن في الأيام المقبلة، كمنيرة السبيعي، التي ستوقع روايتها يوم الخميس المقبل.
وأثارت كتب المقرن «نساء المنكر» والمضحي «الملعونة»، ردود فعل غاضبة ورافضة، خصوصا أنها تتناولان في روايتها محرمات تقع داخل مجتمعها.
واعتبرت الروائية سمر المقرن، في حديث مع «الحياة» اللندنية، أن «مقص الرقيب هو أفضل مسوق إعلاني، إذ إن الكتاب لاقى انتشارا واسعا بعد المنع في السعودية، وأُصدرت منه الطبعة الثانية». وعن فكرة رواية «الملعونة»، وهي أحدث الروايات السعودية المثيرة للجدل، قالت أميرة المضحي لـ «الحياة»، ان «الرواية جاءت بعد أن استفزتني نسب الطلاق المرتفعة في المجتمع السعودي، واستهدفت أن اعكس الواقع لفئة من المجتمع بظروفه الاجتماعية والدينية والثقافية»، موضحة أنها «تركز على المرأة وحق اختيار الزوج في ظل العادات والتقاليد التي تقيد المرأة بكثير من القيود».
وعن فصول الرواية أبانت أنها تدور حول الفتاة كاميليا التي تعيش حياة عادية كغيرها من الفتيات اللاتي ينتمين لطبقتها الاجتماعية الراقية، حتى تتعرف على عماد صاحب الشخصية الغامضة والرافض للانتماء الفكري لمنطقته.
وفي المعرض ذاته، وقّع الكاتب السعودي محمد المزيني روايته الثالثة «إكليل الخلاص»، التي أكملت عقد رواياته الأولى «مفارق العتمة»، والثانية «عرق بلدي». وأبان لـ «الحياة»، أن «فكرة الرواية تقدم نظرة مستقبلية للظروف الآنية للعالم العربي، والأزمات التي يمر بها، خصوصا في ما يخص تشوه روحانية الناس، وبحثهم عن الخلاص، فكل بطل في الرواية يبحث عن خلاصه من غربته الداخلية»، موضحا أن رواية إكليل الخلاص تحمل شخوصا وأماكن ودولا عدة.
وللمرة الأولى سيكتب المزيني، عن المرأة العراقية التي عاشت في الرياض، وستكون إحدى بطلات الرواية، إذ تتعرض لمأساة معينة، تعيش ردحا من الزمن تتخلص من مأساتها بطرقتها الخاصة. وافتتح معرض البحرين الدولي الثالث عشر للكتاب بمشاركة عربية وأجنبية واسعة، إذ يضم أكثر من 125 ألف عنوان تتوزع على 323 جناحا لمختلف الدول العربية من بينها لبنان ومصر وسورية والسعودية والإمارات والكويت وقطر واليمن والمغرب والأردن، إلى جانب الدولة المضيفة البحرين، التي ستسدل ستار المعرض في الـ 29 مارس/آذار الجاري.
العدد 2028 - الثلثاء 25 مارس 2008م الموافق 17 ربيع الاول 1429هـ