اختارت الفنانة المصرية صابرين أنْ تستعين بـ«شعر مستعار» على شكل ضفيرتين تظهران من تحت «الإيشارب» حلا للمشكلة التي واجهتها لدى تصويرها دورها في مسلسل «الفنار». إذ اكتشفت أنّ كثيرين من المشاهدين لن يصدقوها إذا ظهرت في غرفة نومها، وهي ترتدي الحجاب بالكامل؛ وهو الحل نفسه الذي قدّمه بعض مصممي الأزياء في تركيا أخيرا للخروج من أزمة الحجاب.
وتفسيرا لذلك أكّدت صابرين أنها تحاول الوصول لحل وسط بين التزامها بالحجاب وبين احترام عقلية المشاهد، وتقديم عمل فني جيّد، وخصوصا أنّ المشاهد يتم تصويرها داخل المنزل، وليس من المنطقي أنْ تجلس هذه الشخصية في غرفة النوم بحجاب كامل، لذلك سأستعين بشعر مستعار أو اصطناعي على شكل ضفيرة احتراما لعقلية المشاهد، وخصوصا أنّ هذا هو شكل غطاء الرأس في الفترة التي يدور حولها المسلسل، وهي منتصف الخمسينات.
وعن رأي العلماء والمشايخ في استعانتها بالشعر المستعار لأداء الدور قالت صابرين - في حوار مع صحيفة «روزا اليوسف» المصرية الصادرة اليوم الثلثاء 18 مارس/آذار الجاري- «عندما أخذت قرار ارتداء الحجاب لم ألجأ لأحد من الشيوخ والعلماء، وخصوصا أنّ «الحلال بين والحرام بين»، وأعتقد أنني لن أظهر شيئا أمرني الإسلام بأنْ أخفيه، كي ألجأ لرأي العلماء».
وفي الوقت نفسه نفت الفنانة المصرية بشدة ما ردده البعض من أنها خلعت الحجاب من أجل المال الذي ستتقاضاه عن دورها في «الفنار»، مشددة على أنّ هذا الكلام غير صحيح؛ لأنها لن تخلع الحجاب أبدا.
وتابعت صابرين «الحجاب علاقة بيني وبين الله، ولم أسع من ورائه لأية مصلحة، وعندما تحجبت وجلست في البيت؛ لأراجع نفسي وجدت مَنْ يقولون إنني تقاضيت مالا، وعندما عدْتُ للعمل رددوا الكلام نفسه».
وواصلتْ حديثها - في حوار آخر مع جريدة «وشوشة» المصرية الصادرة هذا الأسبوع - قائلة: إنّها لو كانت تبحث عن المال لاستمرت في العمل بالفن، بعد مسلسلها الشهير «أم كلثوم. وقالت: كنت نجمة العرب الأولى في ذلك الوقت، وأيّ مبلغ كنت أطلبه سأحصل عليه.
وقالت صابرين إنها تقدم في المسسل شخصية «نورا» التي تضع الإيشارب على رأسها، وفوقه ضفيرة داخل سياق الدراما، وإنها شاهدت من قبل الفنانة الراحلة «هدى سلطان» وهي تضع ضفيرة و»إيشاربا» في مسلسل «أرابيسك»، ولم يهاجمها أحد.
وأضافت «ما أفعله جزء من اكسسوارات الشخصية، وأدعو كل من يهاجمني إلى أن ينتظروا حتى يشاهدوا ثم يحكموا على ما أقدمه، لأن دوري في الفنار ليست له علاقة بكوني فنانة محجبة، فهو بعيد كلّ البعد عن الأعمال الدينية؛ لكنه عمل اجتماعي يناقش بجرأة ما نعيشه حاليا».
وأوضحت صابرين أنّ شخصية «نورا» رمز لكل سيدة عربية أصبحت بسبب الحروب ابنة شهيد أو زوجة شهيد، فهي حرمت من والدها وزوجها وبرغم تربيتها لابنتها على القيم والعادات إلا أنها صُدمت فيها بسبب التغييرات التي طرأت على المجتمع، وجعلت أفراده يتطلعون للمادة، ويصبحون عبيدا للمصلحة.
ومسلسل الفنار تدور حوادثه في 30 حلقة، وهو من تأليف مجدي صابر، وإخراج خالد بهجت، وبطولة أحمد راتب، ومحمود الجندي، وطارق لطفي، وباقة أخرى من النجوم.
ويتحدث المسلسل عن واقع المجتمع المصري والعربي في الفترة من 1956 حتى 2008 من خلال شخصية نورا ابنة «العربي» أحمد راتب الذي يمثل رمز العروبة، بينما «نورا» مناضلة تتأصل فيها روح المقاومة. ويظهر من خلال العمل جميع الظروف التي مرت بها مصر عبر الحروب، ودور المقاومة الشعبية في بورسعيد، وكيف اتحد المسلمون والمسيحيون في مواجهة العدوان؟.
بعيدا عن العري والقبلات
الفنانة صابرين تقول أيضا: إنّ فريق العمل يطلق من خلال هذا المسلسل صرخة تحذير لجميع الشعوب العربية بضرورة مقاومة الأعداء الذين يتربّصون بنا وقت السلم ووقت الحرب، والذين يرتكبون الجرائم في حق المواطن العربي.
وتستطرد «أنا فنانة أحرص على تقديم أعمالي بعيدا عن التصنيف، ولن أقدم مسلسلا دينيا إلا إذا كان يخدم الناس، بشرط أنْ يُنفق عليه جّيدا، وكوني محجبة ليس شرطا أنْ أقدم مسلسلا دينيا، فالمهم أن أقدم عملا مفيدا للناس، وهذا ما أحرص عليه سواء قبل أو بعد الحجاب».
وتؤكد «أحرص على أن يشعر الناس بأنني واحدة منهم، وألا تغلق الأسرة التلفاز، خوفا مما أقدمه، وأن يكونوا مطمئنين عندما يشاهد أبناؤهم صابرين، لذلك لم أقدم طوال تاريخي دورا فيه عري أو قبلات».
وعن ما يتردد عن الأجر العالي الذي تقاضته صابرين قالت «ما ينشر ليس له أساس من الصحة، لأن أجري يُخصم منه 20 في المئة عن توقيع العقود، وأنفق نحو 30 في المئة على ملابسي، إضافة إلى المصاريف الأخرى، ما يجعل أجري الصافي نحو 40 في المئة من القيمة الأساسية. وأذكر أنني في مسلسل أم كلثوم تفرّغت له عامين، وصرفت ما يقرب من 7 أضعاف أجري؛ لأنني شعرت بأنه عمل جيّد».
العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ