بكل براعة وفن وهندسة وبجدارة واستحقاق ظفر ناشئو «الأصفر البراق» النادي الأهلي ببطولة كأس الناشئين لكرة القدم بعد فوزهم الكبير على خصمهم نادي البديع بثمانية أهداف من دون مقابل في المباراة النهائية للمسابقة والتي جرت بينهما يوم أمس على الملاعب الخارجية ببيت الكرة البحرينية، وبهذا الفوز ضم الأهلي لقب الكأس إلى خزائنه بجانب درع الدوري والذي حققوه قبل أيام.
وبعد نهاية المباراة قلّد رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم لاعبي فريق البديع بالميداليات الفضية وبعدها توج النسور الصفراء بالميداليات الذهبية وكأس البطولة وسط صيحات وتفاعلات جماهير الأهلي بقيادة المايسترو علي جواد.
أهداف الأهلي جاءت مناصفة بين الشوطين إذ بدأها الفنان ضياء سلمان في الثواني الأولى من المباراة وأتبعه بهدف ثان في الدقيقة 8، ثم جاء الدور على الهداف المتألق جاسم طرادة بتسجيله الهدفين الثالث والرابع في الدقائق 20 و35، وفي الشوط الثاني أكمل الأهلاوية مسلسل أهدافهم برباعية أخرى بدأت في الدقيقة 16 بهدف مهدي حميدان، ليعود طرادة ويسجل هدفه الشخصي الثالث «هاتريك» والسادس لفريقه في الدقيقة 26، وأضاف حسن الشيخ الهدف السابع بعد تلاعبه بالدفاع البدعاوي في الدقيقة 36، وقبل إطلاق حكم المباراة صافرة النهاية بثواني احتفل حسين الفرحاني بالهدف الثامن مختتما مسلسل الأهداف.
نتيجة المباراة تعكس واقعها، إذ سارت على نهج ومن طرف واحد هو الأهلي إذ بسط أفراده ولاعبوه هيمنتهم وأفضليتهم على مجريات المباراة منذ بدايتها وحتى نهايتها، ولم يتمكن لاعبو البديع من مجاراة تفوق الأهلي نظرا لفارق الخبرة والإمكانات الفنية والبدنية بين لاعبي الفريقين.
وظهر الأهلي بثوب رائع وبمستوى راق وسيطروا على مجريات اللعب من خلال الجماعية في الأداء، وأمطروا مرمى منافسهم بوابل من الفرص والهجمات المنظمة والمتنوعة سواء عن طريق الأطراف أو في العمق الدفاعي، وبرز بشكل لافت قائد الفريق ضياء سلمان والذي نجح في تسجيل هدفين وصنع الأهداف الستة الباقية وبرز أيضا مهدي حميدان والذي قدم أفضل مبارياته ومستوياته هذا الموسم وصنع الكثير من الكرات والفرص لفريقه، وفي الجانب الدفاعي برز محسن علي في منطقة العمليات بمزاج «رايق»، أما الظهير حسن إسحق فنفذ عملياته وانطلاقاته في الجهة اليسرى وسرح ومرح فيها.
ولم يجد الأهلاوية أية متاعب لهم في الناحية الدفاعية؛ نظرا لعدم إيجابية فريق البديع والذي تأثر برهبة المباراة الختامية ودخول مرماهم هدفان مبكران كانا بمثابة الصدمة لهم أجبرتهم على التراجع منذ البداية، وغابت أية فاعلية هجومية للبديع على مرمى الأهلي في الشوط الأول، فيما شهد مستواه بعض التحسن في الشوط الثاني وخصوصا في الناحية الهجومية، في حين تواصلت الثغرات الدفاعية وتفكك خطوطه الخلفية، ولم تنجح توجيهات مدربه عبدالله محمد في سد هذه الثغرات، فعمل في نهاية المباراة على استنفاد تغييراته من أجل إعطاء الفرصة للاعبيه لاكتساب الخبرة. أدار المباراة الحكم أحمد جابر وعاونه في الخطوط عقيل حسن وشاكر تركي وحكم رابع عادل ماجد.
الدرازي: هذا الفريق نتاج الدورات الداخلية للنادي
المشرف العام على فئات النادي الأهلي سلمان الدرازي أشار إلى أن تحقيق الفريق للقب البطولتين لم يأت من فراغ بل نتاج عمل دؤوب من الجميع سواء إداريا أو فنيا، وهو يؤكد الاستراتيجية والعمل الكبير الذي يقوم به مجلس إدارة النادي عن طريق تهيئة جميع الظروف لإبداع المواهب البحرينية الأصيلة.
وقال الدرازي: «هذا الفريق وما يحويه من مواهب ولاعبين أكفاء نتاج البطولات الداخلية التي كان يقوم بها النادي في السنوات الماضية»، مطالبا إدارة ناديه بإعادة تنظيم مثل هذه البطولات بداية من الموسم المقبل، وأضاف الدرازي أن الفريق قدم في مباراته مع البديع مستوى راقيا بعد أن زالت وابتعدت الضغوط عن اللاعبين؛ ولهذا قدموا مستوى طيبا أكدوا به علو كعبهم في هذه الفئة، وقال الدرازي: «أثبتنا أننا الأفضل هذا الموسم في هذه الفئة، وأقدم التحية لفريق البديع على تحليهم بالأخلاق الرياضية والتي هي ليست ببعيدة عنهم».
الشيخ: جمعنا المستوى بالنتيجة
الهادئ داخل وخارج الملعب وصاحب الهدف السابع للأهلاوية الظهير الأيمن حسن الشيخ عبر عن سعادته الكبيرة بالفوز وجمع لقبي الدوري والكأس، وقال الشيخ: «أثبتنا قدرتنا وجدارتنا في المباراة والتي قدمنا فيها مستوى متميزا منذ الثواني الأولى وحتى نهايتها»، مضيفا أنه من الصعوبة أن تجمع النتيجة بالمستوى في عالم كرة القدم، وأضاف «تخلصنا من الضغوط وتعاهدنا على تقديم كل ما نملكه في هذه المباراة لجعلها ختام مسك لنا هذا الموسم، ولعبنا بأريحية كبيرة ساعدتنا على تقديم مستوى متميز لتأتي النتيجة نتاج هذا المستوى»، وبارك الشيخ إلى جميع الأهلاوية تحقيق الدوري والكأس متمنيا أن تتواصل أفراح النادي بالكثير من البطولات.
ضياء: عوضنا مستوانا السيئ أمام المحرق
قائد الاوركسترا الصفراء الكابتن الفنان ضياء سلمان أبدى سعادته بتتويج الفريق وجمعه لقبي الدوري والكأس هذا الموسم مؤكدا أن الروح الأسرية والجماعية والتي تجمع جميع اللاعبين هي سبب رئيسي في تحقيق البطولتين، موضحا بقوله: «تجمعنا روح جماعية كبيرة وهي ناتجة من الفترة الطويلة التي قضيناها معا ومنذ مرحلة البراعم ومرورا بمرحلة الأشبال وحتى الآن».
وبشأن مستواه المرتفع وتسجيله هدفين وصنعه البقية في المباراة قال ضياء: «ليس أنا من تألقت فقط بل الجميع لعبوا وقدموا مستوى كبيرا وذلك يأتي كتعويض عن مستوانا السيئ في المباراة النهائية للدوري والتي تأثر مستوانا فيها نتيجة أهمية وحساسية مبارياتنا مع المحرق»، متمنيا أن تتواصل أفراح النادي بإضافة بطولات أخرى سواء لفريقي الأشبال والشباب أو حتى الفريق الأول، مؤكدا أن الهدف من تحقيق البطولات هو إسعاد الجماهير الأهلاوية.
الشملان: رهبة المباريات النهائية والأهداف المبكرة سبب الخسارة
إداري فريق البديع طه الشملان بارك للأهلي ولاعبيه تحقيقهم لقب الكأس والذي وصفه بالمستحق، مؤكدا أن تركيز وهدف إدارة ناديه الأول هو إعداد وبناء لاعبين لمستقبل واعد لكرة القدم بالنادي، وقال الشملان: «الأهلي فريق وناد كبير، ولنا الشرف أن نلعب معه في النهائي والذي يعتبر بالنسبة لنا انجازا لوصولنا إليه».
أما بشأن عدم ظهور الفريق بالمستوى المطلوب فقال الشملان: «يبدو أن رهبة المباريات النهائية بالإضافة إلى عدم وجود الخبرة الكافية للاعبين بالإضافة إلى رهبة البداية ودخول هدفين مبكرين في مرمانا كانت جميع هذه الأسباب وراء عدم ظهورنا بالمستوى المطلوب والخسارة القاسية التي منينا بها»، محملا بعض الأهداف التي دخلت مرمى الفريق إلى سوء التحكيم وخصوصا الحكم المساعد الأول.
أحمد: سواء شاركت أو لم أشارك الأهم الفريق
الحارس المتألق، والذي غاب عن المباراة، أحمد عبدالرسول أوضح أن سبب غيابه عن المباراة لرؤية فنية من الجهاز الفني والذي فضل منح الحارس محمد جعفر فرصة المشاركة، مشيرا إلى أنه سواء شارك أو لم يشارك فإن الأهم هو تحقيق الفريق لقب البطولة وضم الكأس إلى الدرع.
وقال أحمد: «قدمنا مستوى جيدا عوضنا به مستوانا في المباراة النهائية لمسابقة الدوري أمام المحرق والتي غلب عليها الشد العصبي والحماس»، مؤكدا أن المستوى الذي قدمه زملاؤه اللاعبون في المباراة هو المستوى الحقيقي للفريق، وأهدى أحمد لقب البطولتين إلى والده المدرب السابق بالنادي عبدالرسول أحمد والذي وصفه أحمد بأنه القدوة المثالية والذي تعلم منه الكثير من أساسيات كرة القدم.
سلمان بن إبراهيم: مواهب الأصفر مستقبل باهر للكرة البحرينية
بارك رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن إبراهيم لمجلس إدارة النادي الأهلي فوز فريق الناشئين بالنادي ببطولتي الدوري والكأس، معتبرا أن الفريق الأصفر حقق البطولتين بجدارة واستحقاق، وقال سلمان بن إبراهيم: «تحقيق البطولتين يعكس قوة ومتانة القاعدة في النادي الأهلي وأيضا الاهتمام والرعاية والجهود الكبيرة والذي تلقاه مختلف فئاته».
وأشار رئيس الاتحاد إلى أن الأهلي نجح في تقديم مستوى مشرف وكبير في المباراة الختامية وقدم مستوى يدلل على العناصر والمواهب الكثيرة الموجودة في الفريق، وهي تمثل مستقبلا واعدا ليس للكرة الأهلاوية وحسب وإنما للكرة البحرينية، مشيدا في الوقت ذاته بمهارات اللاعبين، وأضاف سلمان بن إبراهيم «أتمنى أن يتواصل هذا الاهتمام والرعاية لهذه المواهب وإعدادهم بالشكل المطلوب في المستقبل»، وأضاف «وأتمنى أيضا أن نشاهد الاهتمام في الأندية الأخرى من أجل صالح الكرة البحرينية».
وبشأن تطوير مسابقات الفئات في المواسم المقبلة، قال سلمان بن إبراهيم: «نسعى لتطوير المسابقات العمرية وننتظر الأفكار والمقترحات والتي ستطرحها الأندية بشأن كيفية توجيه الدعم والذي يحصل عليه الاتحاد من الشركة الراعية «اكسم»، وأتمنى أن تنال الفئات قسما كبيرا من هذه الرعاية»، وأشار سلمان بن إبراهيم أن الدعم وموازنة الاتحاد محدودة ولا تستطيع أن تعمل بها المستحيل، متمنيا أن تستثمر الأندية الكثير في فرق القاعدة لأنها تمثل المستقبل للكرة البحرينية، وأوضح سلمان بن إبراهيم انه يجب الابتعاد عن المصالح الشخصية والخاصة والنظر بعين الاعتبار للمصلحة العامة ولمصلحة الكرة البحرينية.
المردي: مواهب بالفطرة
أبدى النائب الثاني لرئيس مجلس إدارة النادي الأهلي مؤنس المردي سعادته البالغة بتحقيق فريق الناشئين لكرة القدم بطولتي الدوري والكأس هذا الموسم، مؤكدا أن مبعث سعادته ليس فقط البطولتين بل يتعدى ذلك كون اللاعبين أثبتوا أنهم رجال بكل ما تحمله الكلمة من معنى بأدائهم ومستواهم الكبير والذي يطرب له كل من يشاهده، وقال المردي: «أثبت اللاعبون أنهم على قدر كبير من الموهبة والمسئولية وهم يمثلون نواة المستقبل للنسور الصفراء وللكرة البحرينية»، وأوضح المردي «الفريق يوم أمس قدم مستوى كبيرا وطبقوا كل ما تعلموه من مدربيهم».
وأكد المردي أن مجلس إدارة النادي سيسعى في السنوات المقبلة لزيادة الاهتمام بفرق الفئات العمرية والتركيز عليها وخصوصا هذا الفريق واللاعبين والذين أثبتوا، ومنذ أن كانوا في فئة الأشبال، أنهم مواهب بالفطرة ويجب زيادة الدعم والرعاية لهم من أجل تطويرهم لمستقبل مشرق.
العدد 2031 - الجمعة 28 مارس 2008م الموافق 20 ربيع الاول 1429هـ