العدد 2032 - السبت 29 مارس 2008م الموافق 21 ربيع الاول 1429هـ

فشل مشروع خط ميونيخ يضع «القطار المغناطيسي» أمام مصير مجهول

أعلنت الحكومة الألمانية فشل مشروع خط القطارات فائق السرعة الذي كان سيربط محطة القطارات الرئيسية بمطار ميونيخ بسبب تكاليفه الباهظة. بعض الخبراء يرى أن فشل المشروع سيؤثر سلبا على محاولات ألمانيا تسويق هذه التكنولوجيا.

وأعلنت مصادر الحكومة الألمانية يوم الخميس الماضي فشل مشروع خط القطارات فائق السرعة المعروف بـ «ترانسرابيد» الذي كان من المخطط إقامته في مدينة ميونيخ جنوب البلاد. وأعلن وزير المواصلات الألماني فولفغانغ تيفنزيه عقب اجتماع في برلين فشل المشروع بسبب كلفته الباهظة. وشارك في الاجتماع كل من رئيس حكومة ولاية بافاريا غونتر بيكشتاين ورئيس شركة سيمنس بيتر لوشر. وكان تقرير نشرته صحيفة «زود دويتشه تسايتونغ» قد ذكر أن كلفة المشروع ستفوق بكثير ما كان مخططا وأنها لن تقل عن ثلاثة مليارات يورو.

وقدرت دراسة العام 2002 تكاليف خط القطارات الذي كان سيربط محطة القطارات الرئيسية بمطار ميونيخ بنحو 1,85 مليار يورو. وكانت الحكومة الاتحادية في برلين قد أعربت عن استعدادها للمشاركة بنحو نصف تكاليف بناء خط القطار السريع بحد أقصى 925 مليون يورو، كما وضعت ولاية بافاريا الحد الأقصى للمشاركة في المشروع بنحو 500 مليون يورو.

من ناحيته أعرب رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية غونتر بيكشتاين عن استيائه لفشل مشروع خط ترانسرابيد، معتبرا أن هذا اليوم يعد يوما سيئا في تاريخ ألمانيا كمركز للتكنولوجيا. في الوقت نفسه أعربت شركة السكك الحديد الألمانية «دويتشه بان» عن أسفها إزاء فشل المشروع في ميونيخ. وقال رئيس «دويتشه» بان هارتموت ميدورن: «لقد خسرت ألمانيا بذلك مشروعا مهما».

وفي المقابل وصف رئيس الكتلة البرلمانية المحلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي في بافاريا فرانس ماغيت، فشل تنفيذ مشروع خط القطارات فائق السرعة في ميونيخ بأنه «أكبر إخفاق يمكن تخيله» للحزب المسيحي الاجتماعي والحكومة المحلية في بافاريا. واعتبر ماغيت في هذا الإطار أن الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري حاول تنفيذ المشروع الذي يسعى من خلاله إلى توطيد مكانته السياسية في الولاية على رغم «معارضة المنطق الاقتصادي والمواطنين لهذا الأمر». هذا ورحب عمدة مدينة ميونيخ كريستيان أودو بفشل المشروع، معتبرا في حديث خص به إذاعة بافاريا هذا الفشل بـ «صفعة كبيرة» للحزب البافاري.

ويرى الخبير الألماني في مجال مواصلات السكك الحديدية، البروفسور فولفغانغ فينغلر، أنه من دواعي الأسف فشل هذا المشروع. غير أنه لفت إلى أن فشل بناء خط ترانسرابيد في ميونيخ لا يعني بالضرورة فشلا نهائيا لتكنولوجيا القطار المغناطيسي، بل إن ذلك سيعني انسحاب ألمانيا من أحد المشاريع المستقبلية المهمة على حد تعبيره. وعزى فينغلر أسباب فشل المشروع إلى مسألة أن الأمر يتعلق بمشروع تكنولوجي ضخم يحتاج إلى استثمارات كبيرة ويستغرق بناء خطه والحصول على تراخيص البناء وقتا طويلا. بالإضافة إلى ذلك، لا توجد جماعة ضغط تدافع عن المشروع وتسعى إلى إنجازه. كما لمح الخبير في معرض حديثه مع موقع التلفزيون الألماني الأول (ARD) إلى أن فشل مشروع خط ميونيخ سيؤثر سلبا على محاولات ألمانيا التسويق والترويج لهذه التكنولوجيا، لأنه في نظره سيكون من الصعب إقناع دول أجنبية الاستثمار في تكنولوجيا لا تحظى بثقة مخترعها.

العدد 2032 - السبت 29 مارس 2008م الموافق 21 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً