شهدت بطولة الأندية الخليجية أبطال الكؤوس لكرة اليد التي اختتمت حديثا في عروس البحر الأحمر مدينة جدة السعودية الكثير من المشاهد الساخنة داخل الصالة أمام الجماهير وفي فندق سكن اللاعبين بين الوفود الخليجية المشاركة سواء من اللاعبين أو الإداريين أو حتى رؤساء الوفود الخليجية. والمشاهد الساخنة لم تكن في فندق سكن اللاعبين أو أعضاء اللجنة الفنية فقط بل حتى على مستوى الصالة وأمام الجماهير السعودية بالتحديد في مباراة العركة الشهيرة بين النجمة والسالمية الكويتي.

ولم يكن مناسبا إطلاع القارئ الرياضي في البحرين على هذه الملفات الساخنة أثناء البطولة، وخصوصا أن ممثلي كرة اليد البحرينية قد وصلا إلى مراحل الحسم النهائية وليس من العقل أن يطلع الجميع على حوادث أكثر من التي شاهدوها في مباراة النجمة والسالمية. وأسخن الحوادث طرد رئيس جهاز كرة اليد بالأهلي علي عيسى من المنصة الرئيسية من قبل رئيس اللجنة التنظيمية لدول مجلس التعاون الخليجي السعودي نصر هلال، ومن المشاهد الساخنة الكلمات التي وجهها كابتن النجمة الدولي محمد عبدالنبي للسعودي نصر هلال والتي على إثرها لم تستكمل المباراة، ومن خلف الكواليس السعودية ما ينقل عن تدخل مباشر من قبل الأميرين سلطان بن فهد بالإضافة إلى نواف بن فيصل في العقوبات التي اتخذت على السالمية والنجمة وغيرها من الحوادث.

إهانة بوعيسى على المنصة

الرائحة النتنة التي يستنشقها أبناء القارة من البطولات الآسيوية لكرة اليد صارت موجودة في البطولة الخليجية في جدة، وقبل انطلاقة مباراة الأهلي والوحدة السعودي نقل البعض عن أن الأخير قد دفع 10 آلاف دولار أميركي من أجل الفوز في المباراة وسط المقولة التي يتناقلها الغالبية هناك بأن نصر هلال بعد أن ساهم في تأهل السعودية إلى كأس العالم سيعمل على تمكين إما الأهلي أو الوحدة السعوديين بالفوز باللقب الخليجي حتى يظهر للمسئولين الكبار في السعودية بأنه الأصلح لقيادة الاتحاد السعودي (هذه الرواية حسبما نقلت)، وعكرت قصة الـ 10 آلاف دولار المعسكر الأهلاوي وخصوصا الجهاز الإداري الذي لم يخبر اللاعبين بهذه الإشاعة وخسر الفريق تلك المباراة لأنه كان سيئا وانتهت القضية.

وفي مباراة الأهلي والأهلي السعودي في المربع الذهبي كان رئيس البعثة الأهلاوية علي عيسى على المنصة الرئيسية، المتابع الجيد للمباراة يدرك أن الطاقم الأوكراني أدراها بخبث لصالح الأهلي السعودي الذي لم يكن بحاجة إلى تسهيلات من أحد، ولم تلق تصرفات الطاقم ترحيبا حتى من اللاعبين الأهلاويين الذين بادروا بالاعتراض على قرارات الطاقم حسبما شاهد الجميع، ولكن الذي لم يشاهده الجميع ولم يعرف به اللاعبون ما دار بين نصر هلال وبوعيسى في المنصة، ما حصل أن بوعيسى الذي لم يتحمل أخطاء التحكيم قال ان التحكيم «مسخرة»، ورد السعودي نصر هلال على كلمة بوعيسى قائلا: «إذا مو عاجبنكم، امشوا»، الكلمات الأخيرة التي قالها هلال أثارت بوعيسى الذي قام من المنصة بهدف سحب الفريق من المباراة، لحقه أحد المسئولين السعوديين وطلب منه الهدوء وألا يسحب الفريق وكان ذلك في الشوط الثاني بالتحديد، ولم يقم بوعيسى تقديرا لذلك السعودي، أما نصر هلال فبعد المباراة حرص على الاعتذار من بوعيسى في 3 مرات كما ينقل البعض، وأكد أن ما قاله نتيجة الضغوط عليه في البطولة، وفي الوقت الذي قابل نصر هلال كلمة علي عيسى في المنصة، قال السعودي طلال هاشم أكثر مما قاله بوعيسى خلال المباراة النهائية، وذلك على مسمع من نصر هلال ذاته بالإضافة إلى رئيس الاتحاد السعودي محمد المطرود، ولكن صم بكم عمي!

كلمات الثعلب لنصر هلال

تابع الجميع مباراة السالمية الكويتي والنجمة في المربع الذهبي، في الدقيقة 25 توقفت المباراة لاعتداء فيصل صيوان على جاسم محمد، واجتمع نصر هلال بلجنته الفنية في إحدى غرف الصالة الخضراء نحو ربع ساعة ثم التقى بممثلي النجمة والسالمية بهدف استكمال المباراة مع خروج فيصل صيوان بالطرد النهائي بالإضافة إلى جاسم محمد والسيدمجيد الموسوي بالاستبعاد بالبطاقة الحمراء من المباراة بحيث يلعب النجمة بثلاثة لاعبين في الملعب وأن يلعب السالمية بأربعة لاعبين؛ لأن النجمة في ذلك الوقت ناقص لاعبين والسالمية لاعبا واحدا، ورجع مسئولو الفريقين للاعبيهم لاتخاذ القرار النهائي وكان الهرمي أول الواصلين المؤيدين لاستكمال المباراة بحسب رواية نصر هلال لـ»الوسط الرياضي» وهي الرواية الأصح ولحقه الشيخ خالد اليوسف، وبالتالي دخل طاقم المباراة لإشهار العقوبات ثم تكملة الخمس دقائق المتبقية.

وفي تلك الأثناء التفت كابتن النجمة محمد عبدالنبي بالإضافة إلى السيدعلي الفلاحي إلى القرار بعناية، واستغربوا عدم معاقبة المتسبب الأول في الحوادث الحارس يوسف الفضلي بأية عقوبة، وهنا ثارت ثائرة النجماوية مع احتجاجات الثعلب والفلاحي، وتوجه الثعلب إلى نصر هلال وقال له بالحرف الواحد: «تعاملنا هكذا لأننا بحرينيون... وتعتبرنا الطوفة الهبيطة» ثم قال له: «إذا استكملت المباراة في وجود الفضلي فإن العركة ستتجدد»، وقال له أيضا: «يجب أن يخرج الفضلي حتى تستكمل المباراة» وقيل ان الثعلب قال أيضا: «الدماء ستسيل لو لعب الفضلي»، هذه الكلمات وخصوصا الكلمة الأولى وقعت في مسامع هلال الذي قرر عدم استكمال المباراة بعد ذلك، وقبل أن يخرج لاحقه جاسم محمد من مكان إلى مكان وأراه الكدمة التي في وجهه وقال له: «هذا ما عمله الفضلي يا نصر».

ما بعد إحباط الفضلي لمبادرة اليوسف

«الوسط الرياضي» أوضح للقراء الكرام ما حدث بالنسبة إلى مبادرة رئيس السالمية الشيخ خالد اليوسف بشأن تطييب الخواطر قبل بدء المباراة النهائية، وأوضح كذلك السبب وراء إحباط هذه المبادرة وهو الحارس المشكلجي يوسف الفضلي، ولكن هناك سرا لم يكشف من هذه المبادرة أو بالأحرى سرين لم يكشفا من هذه المبادرة، الأول أن اليوسف أراد بكل الطرق إنجاح مبادرته الخيرة، وطلب من رئيس بعثة الأهلي علي عيسى أن يدخل لاعبو الأهلي فقط على اعتبار أن المشكلة حدثت مع لاعبي النجمة، ورفض بوعيسى هذا الطلب كون النجمة والأهلي يمثلان البحرين وما يمس النجمة يمس الأهلي وانتهى الموضوع عند هذا الحد. والسر الثاني أن اليوسف راح لنصر هلال ليؤكد له أن البحرينيين أفشلوا مبادرته برفضهم السلام على الفضلي وسمع بعد ذلك هلال رواية علي عيسى التي تؤكد أن الفضلي من أفشل المبادرة حينما شاهد لاعبي النجمة والأهلي قادمين إذ غادر الصالة مباشرة، وعلى ما يبدو أن هلال يصدق رواية اليوسف أكثر!

عقوبات آخر الليل!

خرج النجمة والسالمية الكويتي من الصالة على أساس أن تطلع اللجنة الفنية على شريط المباراة وتتخذ العقوبات على المتسببين، ولو كان كل لاعبي الفريق، على أساس أن تستكمل في اليوم الثاني، ولم يكن في بال النجماوية بالتحديد أن يتأهل السالمية للمباراة النهائية بحيث لا تعاد المباراة، وفي العاشرة والنصف دخل أعضاء اللجنة الفنية الاجتماع الذي امتد حتى الثانية والنصف فجرا، وتمت الاتصالات من قبل اتحادنا مع الاتحاد العماني لتأمين وقوف المندوب العماني إلى جانب البحرين والإمارات وقطر في الاجتماع للتصويت على أي قرار وعقوبة، ودخل الثلاثي مطمئنا للعماني، وحين صار التصويت على مصير المباراة خذل العماني الثلاثي الذي اتفق معه وصار إلى صف الرئيس نصر هلال الذي رجح كفة الثلاثي الآخر السعودي والكويتي بالإضافة إلى العماني.

وأثناء الاجتماع وصل النجماويان يوسف الهرمي وفهد الخثلان لتسليم اللجنة خطاب الاحتجاج، وطلب منهما البقاء حتى النهاية لتسليم الخطاب إلى الرئيس نصر هلال، وبعد ذلك دخلوا قاعة الاجتماعات وشاهدوا الحوادث بكاميرات متخصصة ليست التي نقلت المباراة بل هي الكاميرات الأمنية في الصالة الخضراء، والحادثة التي حيرت نصر هلال واللجنة الفنية أن الكاميرات الأمنية صورت أحد لاعبي النجمة وهو يوجه (البوكس) بشكل واضح وصريح إلى وجه الكويتي فيصل صيوان وهذه اللكمة هي أقوى الضربات النجماوية في الحوادث، وحاولت اللجنة إلى حد بعيد الحصول على اسم هذا اللعب إلا أن الخثلان الذي عرف المقصود موه على هلال ولجنته ولم يكشف عن اللاعب، ويحتفظ «الوسط الرياضي» بالاسم الآن.

وأما بشأن العقوبات، فقد تدخلت شخصيات رياضية عليا ممثلة في رئيس رعاية الشباب والرياضة الأمير سلطان بن فهد بالإضافة إلى نائبه الأمير نواف بن فيصل بشأن اتخاذ عقوبات صارمة على المتسببين وخصوصا أن الحوادث وقعت على أرض المملكة، وهذا ما يوضح أسباب فرض العقوبات غير المتوقعة على لاعبي السالمية في الوقت الذي نجحت فيه اللجنة في تمرير قرار تأهيل السالمية الكويتي إلى المباراة النهائية لمواجهة الأهلي السعودي.

الانسحاب كان ورادا بقوة

حينما أصدرت اللجنة الفنية قراراتها بشأن الحوادث التي حدثت في مباراة النجمة والسالمية الكويتي، واعتبار الأخير متأهلا للمباراة النهائية، تولدت فكرة داخل الوفد البحريني بالانسحاب من البطولة وحزم الحقائب سريعا من أجل العودة للبحرين، وأبدى رئيس بعثة الأهلي علي عيسى استعداده لوقوف ناديه خلف النجمة لو أراد ذلك وقال بالحرف الواحد «لسنا متضررين كما تضررتم أنتم، ولكنا هنا باسم البحرين، ولا يعقل ما حدث لكم»، وبعد ذلك صارت الاتصالات بالمسئولين الرياضيين في البحرين وبالتحديد رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة الشيخ فواز بن محمد بهذا الخصوص فأعطى الضوء الأخضر لأي قرار يتخذ من قبل النجمة والأهلي، ولكن النجماويين رأوا بعد ذلك أن إكمال البطولة أفضل تقديرا للمملكة العربية السعودية التي تستضيف البطولة فقط.

لاعب دولي سعود يقول...

كان «الوسط الرياضي» في فندق الدار البيضاء وفي أحد الطوابق المخصصة للاعبي الأندية الخليجية عدا السالمية طبعا الموجود في فندق خاص، استوقفنا أحد اللاعبين الدوليين السعوديين الكبار جدا ودخلنا إلى غرفته وعلق على قرار اللجنة الفنية بخصوص مباراة النجمة والسالمية قائلا: «ما توقعت نصر هلال إلى هذه الدرجة»، هذه الكلمات فيها دلالة مباشرة على أن اللجنة الفنية جاملت الكويتيين إلى أبعد الحدود.

أكبر الأسرار لدى الفضلي البحريني

فرق كبير بين الفضلي الكويتي والفضلي البحريني، الفضلي البحريني هو إداري النادي الأهلي فاضل الساري الإداري النشط، هذا الإداري يمتلك أكبر الأسرار التي لم تكشف، ولأن الغالبية في البحرين تعتمد على الصحافة النظيفة جدا جدا، فإن السر لن نكتبه على صفحات «الوسط الرياضي» ومن يريد معرفته يتوجه إلى الساري ويسأله «ماذا قال لك يوسف الفضلي في مباراتكم مع السالمية في الدور التمهيدي؟!».