العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ

العمل في الجسر بين البحرين وقطر يبدأ قبل نهاية العام

من المنتظر أن يبدأ العمل في «جسر المحبة» الذي سيصل البحرين بقطر وتبلغ كلفته نحو 4 مليارات دولار قبل نهاية العام الجاري وسيشعل فتيل التجارة البينية بين الدولتين ويزيد الارتباط والتعاون في جميع المجالات وخصوصا في نقل البضائع والتنقل بين البحرين وبقية دول الخليج العربية.

وقالت مصادر رسمية إن الجسر الذي يبلغ طوله 45 كيلومترا سيفتح الطريق من البحرين إلى سلطنة عُمان ودولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى قطر وبذلك تكون البحرين مربوطة بطرق برية مع جميع دول الخليج الست، إذ إن لدى البحرين جسرا يربطها مع المملكة العربية السعودية ويربطها كذلك مع الكويت.

وذكرت نشرة صدرت عن مجلس التنمية الاقتصادية أن «البحرين التي ترتبط بجسر يبلغ طوله 25 كيلومترا مع المملكة العربية السعودية، ستكون مربوطة كذلك بريّا مع قطر ودولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان إذ إن التشييد سيبدأ في وقت لاحق من العام الجاري في الجسر البالغ طوله 45 كيلومترا الذي سيربط البحرين بقطر».

وصدرت النشرة كجزء من حملة تسويقية للبحرين تستمر أسبوعا خلال مسابقات الفورمولا 1 التي تبدأ اليوم (الجمعة).

وكان مصرفيون ذكروا أنه على رغم أن البحرين قادرة على تمويل حصتها في هذا المشروع الضخم فإنهم يتوقعون قيام قطر الغنية بالنفط والغاز بتمويل كلفة الجسر أو على الأقل تحمل الجزء الأكبر من الكلفة التي وصفت بأنها «كسور» من مجمل دخل قطر من النفط والغاز والبالغ نحو 100 مليار دولار في السنة.

وكانت السعودية، وهي أكبر مصدِّر ومنتج للنفط في العالم تكفلت بتمويل الجسر الذي يربطها مع البحرين ويعد أكبر جسر في المنطقة وذلك بسبب العلاقات القوية التي تربط بين القيادتين ما انعكس إيجابيّا لاحقا على التعاون بين البلدين.

ولم تعلن بشكل رسمي كلفة المشروع، لكن شركة «ديار» القطرية وشركة «عوالي» التابعة إلى شركة «أملاك» البحرينية كلفتا دراسة كلفة الجسر الذي قد يستخدم كذلك لمشروع السكك الحديد.

وسيساهم إنشاء الجسر بين البلدين الجارين في خفض رسوم النقل والمواصلات على المدى الطويل «وسينعكس إيجابيّا على خفض قيمة السلع والخدمات التي يستفيد منها شعبا البلدين» وإن الجسر يعتبر جزءا من مسعى دول الخليج إلى تمتين التبادل التجاري البيني.

وكانت البحرين وقطر وقعتا اتفاقا لإنشاء الجسر من ضمن اتفاقات ثنائية ومذكرة تفاهم للتعاون الدبلوماسي والاستثماري وذلك عقب اختتام اجتماعات اللجنة البحرينية القطرية المشتركة.

ومنذ أن بدأ الحديث عن احتمال إنشاء جسر بين البحرين وقطر والأنظار تتجه إلى اليوم الذي يعلن فيه فعلا البدء في طرح مناقصة الجسر لما لهذا المشروع من أهمية إستراتيجية على المستوى البعيد بالنسبة إلى البلدين وإلى المنطقة.

ويقدَّر أن الفترة الزمنية لإنشاء الجسر ستتطلب بين 4 و5 سنوات، وأن الكلفة قُدِّر لها أن تبلغ نحو ملياري دولار لكن مصادر صناعية ذكرت في وقت لاحق أن كلفة المشروع تضاعفت تقريبا إلى نحو 4 مليارات دولار بسبب إمكانات إضافة سكك حديد إلى الجسر وأمور فنية وأخرى إنشائية للمشروع الذي سيمتد عبر مسافة 45 كيلومترا.

وذكرت بعض التقارير أنه تم اختيار مسار الجسر من بين 10 مسارات مقترحة، وتم اختيار المسار النهائي بحيث يبدأ من شمال قرية عسكر في الجانب الجنوب الشرقي من جزيرة البحرين الأم حتى «راس عشيرج» في الجانب القطري وسيفتح أمام البحرين وقطر فرصة للتكامل الاقتصادي عبر جسر استراتيجي يفسح المجال أمام تنمية مستدامة يستفيد منها شعبا البلدين.

وأضافت أنه في الوقت الذي تسعى فيه دول الخليج إلى إقامة اتفاقات تجارة حرة مع دول بعيدة مثل اتفاقية التجارة الحرة بين البحرين والولايات المتحدة الأميركية فمن الأحرى في الوقت ذاته أن تكون مثل هذه الاتفاقات بين الدول الخليجية ذاتها. وتم إطلاق السوق المشتركة بين دول الخليج الست في الأول من العام الجاري في وقت تسعى فيه المنطقة إلى توحيد عملتها بحلول العام 2010.

وينتظر أن تكون البحرين المستفيد الأول من إنشاء الجسر إذ إن حجم الاقتصاد القطري البالغ نحو 17 مليار دولار هو ضعف الناتج المحلي الإجمالي البحريني الذي يبلغ 8،5 مليارات دولار. غير أن حجم الناتج المحلي الإجمالي القطري يتوقع أن يتضاعف في غضون السنوات القليلة المقبلة.

ويمثل إنشاء الجسر فرصة لجلب أموال من قطر للاستثمار في العقارات وسوق الأسهم الأمر الذي سيعزز النشاط في اقتصاد البحرين وسيوفر فرصة تاريخية لتطوير مناطق أخرى من البحرين وخصوصا جنوب شرق وشرق المملكة مثل عسكر وسترة، إذ يمر الجسر المقترح.

وتوقعت دراسة حديثة أن يصل عدد السيارات التي تمر على الجسر بعد إنشائه إلى 4000 سيارة يوميّا ويرتفع إلى 5000 في العام 2010 والى 12 ألف مركبة مع حلول العام 2050.

وبدأت البحرين الاستعداد فعليّا لبناء الجسر بالتعاقد مع شركة استشارية لدراسة تأثيرات الحركة المرورية وحجم الكثافة المتوقعة للسيارات القادمة من قطر وإدخال تطويرات على الطرق لمواجهة الأعداد الكبيرة للسيارات القطرية.

ويقول مسئولون إن مشروع إنشاء جسر سترة الجديد الذي تقوم بتشييده شركة ماليزية يأتي ضمن الاستعداد لأفواج الزوار من قطر والدول المجاورة.

العدد 2037 - الخميس 03 أبريل 2008م الموافق 26 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً