العدد 2039 - السبت 05 أبريل 2008م الموافق 28 ربيع الاول 1429هـ

شركات الوقود الحيوي: أسعار الغذاء سترتفع لسنوات

قال مسئولو شركات وقود حيوي إن أسعار المواد الغذائية الأساسية سترتفع لبضع سنوات قبل أن تتراجع في نهاية المطاف إلى معدلاتها التاريخية مع زيادة المحاصيل.

وأفضى تزايد الطلب على الغذاء عالي الجودة من أسواق صاعدة متسارعة التصنيع مثل الصين ونقص المعروض وارتفاع الطلب على الوقود الحيوي ونهم صناديق الاستثمار المتصاعد على السلع الغذائية إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بدرجة متزايدة في الشهور الأخيرة.

وأبلغ الشريك الإداري لدى «آي فيول الاستشارية» ستيفاني ديلودر ومقرها هولندا مؤتمرا أن مشكلة ارتفاع أسعار الغذاء ستستمر لبضع سنين. لكن في نهاية الأمر ستساعد قوى السوق على تحقيق التوازن بين العرض والطلب ولاسيما في الأسواق غير الخاضعة لرقابة تنظيمية كبيرة بيد أن هذا قد يستغرق وقتا.

وقال ديلودر إنه قد تمر «بضع سنوات على أقصى تقدير قبل أن يعود الوضع إلى طبيعته».

وأضاف أن أسواق عقود الحبوب التي شهدت تصحيحا نزوليّا بعد ارتفاعات فلكية ربما تشير فعلا إلى تحسن المعروض مع زيادة المساحات المزروعة.

وتراجعت أسعار فول الصويا في الولايات المتحدة بشكل حاد هذا الأسبوع بعدما توقعت الحكومة زيادة المساحات المزروعة 18 في المئة في فصل الربيع وذلك على حساب الذرة التي كانت نجم أسواق السلع الغذائية في العام الماضي.

ويأتي الإقبال على زراعة فول الصويا الذي يستخدم كعلف للماشية ونتاج زيت الطعام ووقود الديزل الحيوي في أعقاب ارتفاعات قياسية في أسعار عقوده ببورصة مجلس شيكاغو للتجارة.

وسلط تراجع أسعار فول الصويا الأضواء مجددا على الذرة التي كانت مساحة زراعتها العام الماضي في الولايات المتحدة الأكبر منذ العام 1994 وسط طلب قوي من صناعة الإيثانول وهو وقود حيوي أيضا.

وقال ديلودر إنه من المرجح مع زيادة المساحات المزروعة استجابة لارتفاع الأسعار أن ترتد الأسعار إلى مستوياتها التاريخية.

وأضاف « تميل الأسعار إلى العودة إلى معدلاتها طويلة الأمد».

واتفق معه في الرأي مدير تطوير الوقود الحيوي لدى نوفوس أوروبا فيكتور ديكي الذي قال: «مواسم الحصاد الكبيرة ستخفف الضغط عن الأسعار». لكنه أردف قائلا: «إن إنتاج الغذاء يواجه مشكلات هيكلية ومن شأن تغير المناخ أن يخفض الإنتاج ما يدفع الأسعار صعودا».

وأضاف «إذا لم يتوافر الماء ولم ترو المحاصيل يكون الحصاد كارثيّا».

وقال ديكي إن ما يسمى «الجيل الثاني» من الوقود الحيوي والذي ينتج من محاصيل غير غذائية ونفايات سيخفف الحمل عن أسعار الغذاء لأن الكثير منه لا يزاحم الغذاء على الأرض.

ويشار إلى أن نبات الجاتروفا كلقيم محتمل نتاج الوقود الحيوي والذي يمكن إنتاجه أيضا من عشب الحلفاء الصينية وعشب قصب الكناري.

لكن من غير الواضح بعد ما إذا كان إنتاج مصادر الطاقة المتجددة هذه سينجح اقتصاديا.

وقال الأمين العام لجمعية الكتلة الحيوية الأوروبية في بلجيكا جان مارك غوسار: «إن الآراء منقسمة بشأن ما إذا كان الجيل الثاني من الوقود الحيوي سيخفف الضغط عن أسعار الغذاء».

وأضاف «الجيل الثاني من الوقود الحيوي قد يقلل المنافسة على الغذاء».

لكنه أضاف أن هذه المحاصيل قد تنال أيضا من مساحة الأرض المتاحة لزراعة الغذاء.

وقال ديكي: «إن ارتفاع أسعار الغذاء وشح الإمدادات سيشعل النقاش بشأن المحاصيل المعدلة وراثيا والتي تستخدم الهندسة الوراثية لزيادة الإنتاج».

العدد 2039 - السبت 05 أبريل 2008م الموافق 28 ربيع الاول 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً