نحن عدد من الطلبة والطالبات الجامعيين الذين لا أعرف هل أقول ابتسم أو كشّر لهم الحظ بحصولهم على منحة مالية من وزارة التربية والتعليم؛ جراء تخرجهم من الثانوية العامة بمعدل 90 في المئة أو أكثر...
ابتدأت حكايتنا منذ اليوم الأول... وعلى رغم أن الكل ينظر إلينا على أننا متفوقون... فإن كل ذلك يقف عند ذكر كلمة «منحة» ولا أعلم بالضبط ما الفرق بيننا وبين أصحاب «البعثات»؟
سأحكي عن نفسي (ولستُ أنا الوحيدة في ذلك... فأنا أعرف الكثيرين مثلي)... تخرجت في الثانوية العامة وتنقصني فاصلة عشرية واحدة عن الـ 95 في المئة (وهو المعدل المطلوب للحصول على بعثة)... وعلى رغم أن الفرصة كانت متاحة للحصول على بعثة في عدد من التخصصات، فإنني آثرت أحد التخصصات الذي لا يندرج تحت قائمة البعثات وقبلت بالمنحة المالية (على رغم أن هناك من هم أقل من معدلي وحصلوا على بعثات دراسية)... ولم أكن أجد أن الفرق فيما بيننا كبيرا.
حتى أتى ذلك اليوم الذي طالب فيه النواب بزيادة مالية للبعثات والمنح... ووافق عليها مجلس الشورى بزيادة 50 في المئة لكل من البعثات والمنح... وقد ظننا فعلا أن الحظ بدأ يبتسم!
وانتظرنا طويلا طويلا نزول المخصصات في الفصل الماضي (إذ اعتادت الوزارة أن تنزل المخصصات مع منتصف الفصل الدراسي وأحيانا بعده!) ولأننا (المغضوب عليهم دائما) أصحاب المنح فقد نزلت مخصصات أصحاب البعثات قبلنا... وكم كانت الفرحة كبيرة عندما علمنا أن المخصصات زادت بنسبة 100 في المئة! وظللنا ننتظر دورنا بفارغ الصبر... ليأتي بعد قرابة الأسبوع... ولم نجد زيادة حتى بمقدار 1 في المئة في مخصصاتنا!
كانت الصدمة كبيرة جدا... وبدأت حملات المطالبة بالزيادة الموعودة للمنح، وبدأ جمع التواقيع والآراء وانتهى... وإلى اليوم لم نرَ أي أثر وأي ذكر للزيادة التي وعدونا هم بها! ألم تكن الزيادة بنسبة 50 في المئة للبعثات والمنح؟ فكيف تُنهب منا الـ 50 في المئة وتمنح للبعثات؟ على رغم أن أصحاب المنح بحاجة أكثر إلى الأموال من ذوي البعثات، إذ ندفع منها أكثر من النصف لتسجيل المواد ويضيع الباقي على الكتب الدراسية! بينما ذوو البعثات تُدفع عنهم قيمة دراستهم مع الكتب!
وتأتي الصفعة الكبرى قبل يومين وتُثبت عذاري مجددا أنها تسقي الغريب أولا... ونقرأ في الصحف المحلية هذا الخبر:
«رفع سقف المنح الدراسية للطلبة اليمنيين في البحرين»
مُضحكٌ مُبكٍ ولئن شر البلية ما يضحك!
مازلنا ننتظر نزول المخصصات لنكتشف ماذا تُخبئ لنا الوزارة هذه المرة... وبذكر الانتظار، صرحت الوزارة هذه المرة بأن المخصصات ستنزل في شهر مارس/ آذار الماضي... ولأننا أصبحنا ذوي خبرة ورؤية ثاقبة في تصريحات الوزارة، فقد تندرنا منذ اليوم الأول من قراءة الخبر بأنه لو صدقت الوزارة بأنها ستنزل في شهر مارس... فذلك لن يكون قبل 31 من شهر مارس في الساعة الحادية عشرة وتسعٍ وخمسين دقيقة مساء... ويظهر أن معنا حق في ذلك فحتى هذه اللحظة لم ينزل في حساباتنا سوى الوعود المنكوثة!
مجموعة من أصحاب المنح
العدد 2040 - الأحد 06 أبريل 2008م الموافق 29 ربيع الاول 1429هـ
