لم يلقَ طلبة المدارس مع استعدادهم لتسليم البحوث المدرسية سوى التوجه إلى القرطاسيات لعمل هذه البحوث التي تكلف البعض الكثير في الوقت الذي يعتبر فيه البعض أن مبلغ دينارين غير مكلف. أحد المواطنين تعب من طلبات ابنه الذي هو في المرحلة الإعدادية حاليا، فهو على حد قوله لا يمر أسبوع لا يقول فيه: «المدرس الفلاني يريد بحثين يجب أن يسلما خلال هذا الأسبوع لذلك فإني أريد 8 دنانير وإذ كان المبلغ أقل سأخبرك بذلك».
طبعا هذا حال أغلبية المواطنين فهم تعبوا من كثرة طلبات المدارس وضرورة تسليم بحث مميز ومغلف بطريقة لا يمكن لسوى المكتبات عملها بالصورة التي يطلبها المدرسون.
يقول الطالب محمود مراد: «عادة ما يطلب منا المدرسون الكثير من البحوث أو التقارير(...) وفي كثير من الأحيان نسلم أكثر من ثلاثة تقارير في الأسبوع الواحد ما يعني أن ذلك يمكن أن يكلفنا 8 أو 10 دنانير(...) والدي يغضب كثيرا ودائما ما يؤكد لي أنه بهذا المبلغ بإمكانه أن يشتري لي به قميصا بدلا من صرفه على بحوث ستلقى في نهاية الأمر في القمامة». وشاركه في الرأي صديقه الذي أكد أنه في كل أسبوع يتشاجر مع والده من أجل مبلغ لا يتجاوز السبعة دنانير حتى تقوم مكتبة بعمل هذه البحوث، مشيرا إلى أن هذه القرطاسيات وفرت على الطلبة الكثير.
أما بالنسبة إلى أولياء الأمور فكان الأمر متشابها نوعا ما، فهم بدأوا يستاءون من كثرة البحوث والتقارير التي عادة ما تنهي رواتبهم وخصوصا أن معظمهم لديهم أبناء في مراحل دراسية مختلفة.
يقول المواطن ماجد حميد: «كل أسبوع وأولادي يطلبون مني نقودا من أجل بحوث المدرسة... أصبحت القرطاسيات تستفيد من جيوبنا حتى أني فكرت أن أفتح سجل مكتبة حتى أوفر الخسائر التي أصرفها على البحوث التي يجب أن تكون مميزة في وجهة نظر المدرسين».
كما اتفق معه المواطن جميل علي الذي أكد أنه في الشهر الواحد يدفع ما يقارب 30 دينارا إلى بحوث أبنائه التي يجب أن تكون مميزة ومغلفة تغليفا جيدا، مشيرا إلى أن أبناءه يرفضون عمل بحوثهم بأنفسهم وذلك لأن المكتبة تقوم بعمل البحوث بصورة ممتازة متعللين بأن المبلغ الذي يجب أن يدفعوه ليس بالكثير مقابل بحث واحد.
من جانبه قال المواطن علي عبد الهادي: «العتب ليس على المدرسة وإنما العتب على الأبناء الذين تعودوا على أن تعمل هذه المكتبات بحوثهم، فهي وفرت وسيلة الراحة إلى الطلبة في الوقت الذي جبرت فيه أولياء الأمور على ضرورة الدفع وذلك في مقابل تقديم بحث متميز إلى المدرس في الوقت الذي خسر فيه ولي الأمر ما يقارب 5 دنانير كان من الممكن أن يستفيد منها في شراء احتياجات المنزل بدلا من صرفها على بحث أو تقرير سيلقى في القمامة وربما يحصل عليه الطالب أقل من الدرجة المتوقعة». وأكد عدد من الطلبة أن المكتبات وفرت عليهم عمل هذه البحوث مقابل مبلغ لا يعتقدون أنه كثير وخصوصا أن الكثير من البحوث لا تتعدى خمسة دنانير.
العدد 2046 - السبت 12 أبريل 2008م الموافق 05 ربيع الثاني 1429هـ