العدد 2295 - الأربعاء 17 ديسمبر 2008م الموافق 18 ذي الحجة 1429هـ

«الأسرة» تبحث واقع الصفحات الثقافية البحرينية

أقامت أسرة الأدباء والكتاب مساء يوم الإثنين الماضي ندوة بعنوان «الصفحات الثقافية واقع وأفق»، بمشاركة عدد من المحررين القائمين على الصفحات الثقافية في الصحف المحلية، تحدثوا خلالها عن تفاصيل الواقع الذي تشكله الصفحات الثقافية بالنسبة لمجمل جسد الصحيفة البحرينية، والمعوقات التي تحد من تطور مثل هذه الصفحات في ظل الواقع المجتمعي الذي يهمش الثقافة، والذي ينعكس بالتالي على المساحة التي تركز من خلالها الصحف على الشأن الثقافي.

وشارك من صحيفة «الوسط» الزميل الصحافي علي نجيب، إلى جانب علي الستراوي وعلي الشرقاوي من صحيفة «الوطن»، وحسين مرهون من صحيفة «الوقت» وعلي القميش من صحيفة «الأيام»، بحضور عدد من المثقفين والصحافيين والمهتمين في هذا الشأن، إذ كانت الندوة بإدارة الشاعر كريم رضي، الذي فتح الحوار للتعرف على آليات عمل الأقسام الثقافية والأوليات التي يضعونها، إلى جانب حجم الاهتمام بالنص العميق في الشأن الثقافي والنص البحريني.

من خلال المحاور، طرقت الندوة في البداية باب الأولوية التي يبديها المحرر الثقافي والصحيفة للخبر اليومي العابر في مقابل الخبر الدائم الذي يعطي عمقا للعملية الثقافية، وبعدا مستقبليا أكثر من كونه خبرا يوميا كما هو في الصفحات الأخرى، حيث جاءت أصابع اتهام المثقفين بأن النص الذي تنقله الصحف هو نص يومي عابر يخلوا من النقد والبحث والاستطالة التي تعطي عمقا أكبر للموضوع، في المقابل كان للصحافيين تعليلاتهم على هذا الموضوع بأن المسألة ارتبط جزء منها بتغير المناخ السائد لدى القراء وهيئات التحرير، التي كانت في السابق تدعم تقديم العمل الشعري والقصصي والأدبي، والتي أصبحت تتعاطى مع النشاط الثقافي على أنه متساوٍ مع الشأن الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، مؤكدين على أن الصحافة الثقافية أصبح شأنها شأن أي حقل في الصحيفة، ويجب أن يخضع لآليات الصحافة وقوالب الكتابة المتعارف عليها.

ومن خلال محور آخر، تحدث الصحافيون عن وجود مشروع ثقافي للصحف التي تطرح صفحات ثقافية، في مقابل إيجادها كمكمل لباقي الصفحات الموجودة، وهو ما طرح تساؤلات بشأن مدى متابعة هيئات التحرير لنوعية المواضيع المنشورة بمقابل تركها تحت تصرف المحررين، إذ علق الصحافيون بأن المسألة لا تبدأ بكونها اجتهادات من المحررين ورؤساء الأقسام، والتي لا تخرج من إطار وسيطرة النظام الإداري العام، بل تخضع لسلطة هيئة التحرير.

وفتح ذلك حوارا عن المساحة التي تخصص في هذه الملاحق والصفحات للإبداعات البحرينية ونظام الاستكتاب، إذ كانت الصحف تشترك في أن المساحات هي دوما متاحة لمشاركة المبدعين البحرينيين، إلا أن المعضلة كما لخصها المشاركون هي في نظام التعامل مع هذه المواد ماديا، إذ إن الصحف كافة تخضع لسياسات مالية تجعلها تتعذر عن وضع مخصصات لاستكتاب بعض الأشخاص، وخصوصا في مجال الثقافة الذي يبقى سلعة لفئة قليلة من الناس

العدد 2295 - الأربعاء 17 ديسمبر 2008م الموافق 18 ذي الحجة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً