على جانب أحد الجبال بشمال تشيلي يسعى الممثل دانيال كريج الذي أصبح أحدث تجسيد لشخصية العميل البريطاني جيمس بوند إلى إضفاء سمة الواقعية على أعماله من خلال الرضوض التي يصاب بها أثناء التصوير.

وخلال فترة الاستراحة بعد تصوير استمر عشر ساعات لمشاهد أحدث أفلام جيمس بوند «كوانتوم أوف سولاس» أو «قدر من العزاء» في منطقة بارانال النائية وهي مركز التنقيب عن النحاس في تشيلي التي ترمز للعزلة التي يعانى منها العميل السري الشهير قال كريج إنه يسعى إلى إحداث اصابات بنفسه.

وقال كريج لـ «رويترز» خلال مقابلة في صحراء أتاكاما «أنا مصاب برضوض من مشاهد القتال، لكن هذا جزء من الاتفاق. لم أكن لأصور الفيلم من دون أن أقطع الطريق إلى نهايته».

وينفذ كريج الحيل الخطيرة على قدر ما يسمح التأمين على حياته بذلك. ويلجأ كريج الذي ذاع صيته بعد أن جسد شخصية بوند للمرة الاولى في فيلم «كازينو رويال» العام 2006 لرفع الاثقال يوميا وتناول الطعام الصحي ويقول إن السر يكمن في استغراقه بالكامل في شخصية «العميل 007».

وقال وهو يجلس بالقميص والبنطال الذي كان يصور بهما المشهد «نحن نصور فيلما من أفلام بوند، لكننا بحاجة إلى قدر من الواقع. ينبغي أن نقوم بالمزيد».

وبدت بشرته محترقة من رياح الصحراء الجافة في حين بدت عروقه نافرة على عضلاته البارزة، لكنه أضاف «واقعية المواقف... ومشاعر الناس مهمة لأننا نريد من الجمهور أن يهتم وأن يصبح جزءا من الحدث وأن يظل مهتما».

وامتدت المعاناة أيضا إلى الممثلة الاوكرانية أولجا كوريلينكو التي تلعب دور حبيبة بوند الجديدة كاميل. وتقول كوريلينكو إنها تعاني من الرضوض لدرجة أنها لم تعد بحاجة إلى الماكياج لتبدو خشنة.

وفي نهاية الامر فإن أفلام بوند هي أفلام حركة ويعد هذا الفيلم بمثل مشاهد الحركة التي كانت في «كازينو رويال».

وقال كريج: «الامر ليس وكأننا نصنع فيلما رومانسيا حافلا بالحركة، هذا فيلم من أفلام بوند في المقام الاول. ينبغي أن تطبق فيه معادلة بوند وهي أن يكون حافلا بالحركة على قدر المستطاع بما يتناسب مع القصة وهو أمر منطقي».

وتبدأ أحداث فيلم «قدر من العزاء» الذي ينتجه مايكل ويلسون وباربرا بروكولي بعد ساعة من انتهاء فيلم «كازينو رويال» الذي عرف المعجبين بالممثل البريطاني كريج والذي أتم عامه الاربعين أثناء تصوير الفيلم في بنما في مارس/ آذار الماضي.

ويحاول العاملون في الفيلم بقدر المستطاع عدم تسريب أي معلومات عن حبكة الفيلم، لكن الفيلم يشمل محاولة بوند تعقب قتلة فيسبر ليند المرأة التي خانت حبه في «كازينو رويال» والتصدي لخطة شريرة يضعها إرهابي للمساعدة في صعود ديكتاتور في بلد يعتقد أنه بوليفيا مقابل السيطرة على أراض بها موارد طبيعية مهمة.

ويقول كريج: «إن المشاهد التي تصور في تشيلي هي قرب نهاية الفيلم عندما يلحق بوند بالاشرار». وأضاف «هناك فكرة في الفيلم وهي عن نقص الموارد في العالم وكيف يسيء بعض الناس استغلال ذلك.»

وكانت تقارير صحافية أخرى أكدت أن الممثل سيستقل سيارة صغيرة من طراز فورد كا في فيلمه الجديد.

ونقلت صحيفة «اكسبريس» الألمانية عن تيم هولمز من المقر الرئيسي لشركة فورد في لندن قوله إن الشركة لم تعرف بعد المدة التي سيستقل خلالها بطل الفيلم، سيارة كا، أصغر سيارة من إنتاج الشركة.

وأضاف هولمز: «تعرفون أن الفيلم مازال قيد التصوير». ووصف التقارير الإعلامية التي تحدثت عن أن شركة فورد تدعم إنتاج هذا الفيلم بمبلغ 23 مليون يورو بأنها «محض تكهنات».