أفادت مصادر رسمية أمس أن الحكومة الباكستانية الجديدة تعد مشروع اتفاق سلام مع عناصر «طالبان» الباكستانية، بينهم قريبون من تنظيم «القاعدة» ينشطون في مناطق القبائل (شمال غرب) ومسئولون عن سلسلة هجمات. لكن واشنطن الطرف الرئيسي الذي يقدم مساعدات وسلاحا إلى باكستان، والاتحاد الأوروبي، كررا في الأيام الأخيرة أنهما لن يقبلا مفاوضات مع أعضاء في «القاعدة» ولا مع عناصر من «طالبان» يعبرون الحدود لمقاتلة قواتهما في أفغانستان.
ومنذ تشكيل حكومة ائتلافية في بداية ابريل/ نيسان الجاري، أطلقت مفاوضات مع بعض المقاتلين الإسلاميين في المناطق المحاذية لأفغانستان.
وقال مسئول كبير في الأجهزة الأمنية رفض كشف هويته «نتقدم سريعا نحو اتفاق سلام مع حركة (طالبان) في باكستان»، لافتا إلى «مفاوضات غير مباشرة». وأكد المتحدث الرئيسي لحركة «طالبان» في باكستان المولوي عمر في اتصال هاتفي مع «فرانس برس» أن «ثمة مفاوضات مع الحكومة».
وأضاف المسئول الأمني «بموجب مشروع الاتفاق، يتخلى الجانبان عن التقاتل وينسحب العسكريون من بعض المناطق، فيما يحجم المقاتلون الإسلاميون عن مهاجمة الجيش». وعلّق المولوي عمر «تم تجاوز مراحل مهمة، لقد قبل كل من الطرفين غالبية طلبات الطرف الآخر، نأمل القيام بإعلان إيجابي خلال أيام». إلى ذلك أعرب البيت الأبيض أمس عن «قلقه» من الاتفاق. وقالت المتحدثة دانا بيرينو «نحن قلقون بشأن (الاتفاق) وما نشجعهم (الباكستانيين) على فعله هو مواصلة القتال ضد الإرهابيين وعدم وقف أي عمليات أمنية أو عسكرية تجرى الآن وذلك من أجل الحيلولة دون خلق ملجأ آمن للإرهابيين هناك».
وفي أفغانستان المجاورة قال مسئولون وشهود عيان إن متمردين من حركة «طالبان» قتلوا 13 شخصا عشرة منهم من الشرطة الأفغانية في سلسلة هجمات في أنحاء البلاد أمس.
العدد 2057 - الأربعاء 23 أبريل 2008م الموافق 16 ربيع الثاني 1429هـ