أصبح الإرهاق النفسي والقلق من الأهداف الطبية المميزة على ما يبدو لمداواة الأمراض القلبية بنجاعة أكبر، على ما أكدت أبحاث جديدة عُرضت أثناء مؤتمر عالمي بشأن العلاجات القلبية انعقد في شيكاغو.
وأفادت دراسة أن الأشخاص الذين يخففون من مستوى الإرهاق النفسي أو يبقونه تحت السيطرة يتضاءل خطر تعرضهم لأزمة قلبية أو جلطة دماغية بنسبة 60 في المئة من أولئك الذين يشكون من مستوى مرتفع أو متزايد.
وأوضح الطبيب يينونغ يونغ شو من مؤسسة لون للأبحاث المتعلقة بأمراض القلب في مساتشوسيتس أنه من أصل 516 مريضا يعانون من أمراض مرتبطة بشرايين القلب تابعتهم هذه الدراسة تبيّن أن 44 تعرضوا لأزمة قلبية غير مميتة و19 توفوا خلال 3 أو 4 سنوات من المتابعة كمعدل وسطي.
وعلاقة السبب بالنتيجة بين القلق وعدد من الأزمات القلبية المميتة أو غير المميتة تبقى كاملة وفق المعطيات المصححة التي تأخذ بالاعتبار عوامل أخرى لخطر الإصابة بمرض قلبي مثل السن والوضع العائلي وعادة التدخين أو ارتفاع ضغط الدم.
ولفت يينونغ يونغ شو إلى أن «ثمة دراسات أخرى ربطت في السابق بين الإرهاق النفسي أكان بسبب الاكتئاب أو القلق، وتقدم العصاد (ترسب دهني وتكاثر خلايا النسيج الليفي في الجدران الداخلية للشرايين) وتطور الخثر (تجمد الدم) وتزايد خطر اضطراب نبضات القلب». لكنه تابع أن «قلة من الأبحاث ركزت على معرفة ما إذا كان ممكنا تحسين وضع أوعية القلب لدى شخص من خلال تقييم وضعه النفسي ومن خلال تخفيف أعراض الاكتئاب والقلق بواسطة حبوب مهدئة أو علاجات نفسية».
وهذه الدراسة الأخيرة المرتكزة إلى استمارات ومتابعة طبية من شأنها أن تعزز الحاجة لدى أطباء القلب لإعطاء انتباه أكبر للمشكلات النفسية لدى مرضاهم إضافة إلى الأمراض القلبية بحد ذاتها. وقال إن تفشي الاضطرابات النفسية المرتبطة بالقلب تقدر بنحو 30 في المئة خلال حياة الأفراد المصابين بهذه الأمراض.
وأضاف «إذا استطعنا تقليص درجة قلقهم أو ضغطهم النفسي فربما سيكون ممكنا تخفيف احتمال الإصابة بأزمة قلبية أو جلطة دماغية وتمديد حياتهم».
فالقلق المستمر يمكن أن يزيد نشاط النظام العصبي العاطفي الذي يؤثر على آلية وضع الجسم في حال استنفار. كذلك يمكن للضغط النفسي أيضا أن يقلّص من مرونة وتيرة نبضات القلب.
إلى ذلك، تظهر دراسة نشرت في يوليو/ تموز 2007 أن مستوى مرتفعا بصورة مزمنة لـ «كاتشولامين» وهي مركبات عضوية تلعب دور هرمون أو ناقل عصبي مثل مادة الادرينالين، تزداد مع الضغط النفسي.
وارتفاع مستوى الـ «كاتشولامين» يسهم في زيادة نسبة الكولسترول أو السكر في الدم كما يزيد من ضغط الشرايين بحسب الدراسة نفسها. ويدعو واضعوها إلى ممارسة اليوغا وتقنيات أخرى للراحة والاسترخاء.
العدد 2066 - الجمعة 02 مايو 2008م الموافق 25 ربيع الثاني 1429هـ