العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ

المزارعون يتحدَّون التغيُّرات المناخية لزيادة إنتاج الغذاء

قال علماء انه إذا كان ثمة اعتقاد بين المزارعين بوجود صعوبة في إنتاج كميات كافية من الرز والقمح والحبوب الأخرى فإن ارتفاع درجة حرارة الأرض سيمثل مجموعة من التحديات الجديدة في السباق لزيادة إنتاج المواد الغذائية.

ويرى العلماء أنه ينبغي على المزارعين تغيير أساليب إدارة المحاصيل وزراعة أنواع من النباتات أكثر صلابة والتحضير لتغير مستمر في أسلوب العمل في عالم أكثر دفئا يعاني من تطرف أكبر في الأحوال الجوية من حيث الجفاف والفيضانات.

وقالت المتخصصة في علم الأحياء الجزيئي بوزارة الزراعة الأميركية ليزا اينزوورث: «من المؤكد أنه ستكون هناك تحديات كثيرة في المستقبل. الحرارة أحد هذه التحديات والماء تحد آخر».

وأذهل الارتفاع الكبير في أسعار الحبوب في الأشهر الأخيرة الحكومات التي اعتادت أسعارا في المتناول للرز والقمح وفول الصويا والذرة. غير أن زيادة الطلب واحتمال تزايد التغيرات المناخية والتذبذب المتزايد للمحاصيل قد يعني تقلبا أكبر للأسعار.

وتشير التقديرات الحالية إلى أن الطلب على الحبوب سيقفز بما يزيد على 50 في المئة بحلول العام 2050 مع زيادة تعداد السكان من 6,6 مليارات إلى نحو 9 مليارات نسمة.

وارتفعت درجة حرارة الأرض بنحو 0,7 درجة مئوية في المتوسط منذ القرن التاسع عشر وتشير الدراسات إلى أن زيادة درجات الحرارة تقلص المحصول وخصوصا في المناطق المدارية إذ تزرع كميات كبيرة من الرز.

وتضيف اينزوورث «في شمال شرق الصين تقلص درجات الحرارة المنخفضة وموسم الزراعة القصير ونقص المياه الإنتاج، لذلك فإن ارتفاع درجات الحرارة في المستقبل ربما يأتي بآثار مفيدة هناك».

وقالت لـ «رويترز» «لكن في المناطق الجنوبية من البلاد سيؤدي ارتفاع درجة الحرارة لفقد محاصيل على الأرجح».

كما يمثل التلوث تهديدا آخر. فالأوزون الذي يتكون على الأرض نتيجة تفاعل ضوء الشمس مع التلوث الناجم عن حرق الوقود الأحفوري ربما يخفض إنتاجية المحاصيل الزراعية. وكلما ارتفع مستوى الأوزون تفاقمت الخسائر.

ويمثل الأوزون مشكلة متزايدة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ويقدر أنه يكلف المزارعين خسائر في المحاصيل تقدر بمليارات الدولارات.

وتقول اينزوورث: «في المناطق الكبرى المنتجة للرز مثل الهند والصين بلغت تركيزات الأوزون على الأرض مستويات مرتفعة وتجاوزت حد الخطر بكل تأكيد. يقلص الأوزون توقعات الإنتاج في الكثير من المناطق فعلا».

ويزرع الرز في أكثر من 100 دولة ويعتمد أكثر من نصف سكان العالم عليه بصفته مصدرا رئيسيّا للغذاء.

وفي العام الماضي ذكر تقرير لجنة رئيسية معنية بالمناخ تابعة إلى الأمم المتحدة أن ارتفاعا معتدلا في درجات الحرارة بين درجة ودرجتين في المناطق المنخفضة قد يقلص حجم المحاصيل الزراعية. وفي المناطق الأكثر برودة على ارتفاعات متوسطة وعالية فإن زيادة درجات الحرارة بما يصل إلى 3 درجات مئوية وزيادة مستوى ثاني أكسيد الكربون في الهواء قد يفيدان المحصول شريطة توافر كميات كافية من المياه. وذكرت تقارير اللجنة المعنية التغيرات المناخية التي تستند إلى خبرات مئات العلماء من أنحاء العالم أن أية زيادة أكثر من 3 في المئة على المستوى المحلي ستضر بالمحاصيل.

وتشير الدراسات إلى أن ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في حد ذاته قد يرفع إنتاج الرز والقمح لكن المزايا تتبدد مع الضغط الناجم عن زيادة درجة حرارة الأرض ونقص المياه نتيجة تغير أنماط تساقط الأمطار والتلوث. ويمتص النبات ثاني أكسيد الكربون ليحوله إلى سكر وتنبعث مكونات معقدة أخرى. ويرتفع مستوى ثاني أكسيد الكربون الناجم عن حرق الوقود الأحفوري سريعا وهو الآن عند أعلى مستوياته منذ 650 ألف عام.

وفي العام الماضي وصلت النسبة إلى نحو 390 جزءا لكل مليون من نحو 280 جزءا لكل مليون في بداية الثورة الصناعية. وذكرت اللجنة أن النسبة قد تصل إلى 550 جزءا لكل مليون بحلول العام 2050 ما لم تتحكم الدول في انبعاثات الكربون إلى حد كبير ما يقود بدوره إلى زيادة حادة في درجات الحرارة خصوصا في المناطق المرتفعة.

ويقول علماء انه ينبغي على المزارعين التكيف. ويضيفون أن المحاصيل في العقود المقبلة يجب أن تتغير.

وقالت اينزوورث «سنري دمج مجموعة من السمات المختلفة في الأنواع التي تزرع في المستقبل».

وتابعت «ينبغي أن نبدأ في تنفيذ ذلك قريبا لأن ما نأمل أن نطوره اليوم لن يصل إلى الحقل على الأرجح حتى العام 2018 وسيكون المناخ حينئذ مختلفا إلى حد كبير».

العدد 2068 - الأحد 04 مايو 2008م الموافق 27 ربيع الثاني 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً