العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ

إعلان تأسيس الحركة الصهيونية

الصهيونية حركة سياسية تدعو إلى تكوين أمّة يهودية وتنادي بحق هذه الأمة بتكوين كيان لها على أرض «إسرائيل» التاريخية كما ذكرت في التوراة. تأسست هذه الحركة في العام 1897 واختلفت عند نشأتها على مكان إقامة الدولة التي ستحتضن هذه الأمة. تركّزت الجهود ابتداء من العام 1917 على فلسطين لإنشاء كيان يحتضن الأمة اليهودية. ومن العام 1948 دأبت الصهيونية على تطوير دولة «إسرائيل».

نشأت الصهيونية في اعتبارها حركة سياسية استيطانية مرتبطة بالحملات الأوروبية والاستعمارية ومتأثرة بنمو النزعة القومية في أوروبا، ومن أجل ذلك الهدف عقد أول مؤتمر صهيوني في مدينة بال السويسرية.

صهيون

كلمة «صهيوني» مشتقة من (صهيون) وهي أحد ألقاب جبل صهيون الذي يعتبر الأقرب إلى مكان بناء الهيكل في القدس كما هو مذكور في الصحائف المقدسة المسيحية واليهودية وتعبّر كلمة (صهيون) عن أرض الميعاد وعودة اليهود إلى تلك الأرض.

الحوادث تعاقبت ما بين الأعوام 1890 - 1945. وأدى التوجه المعادي للسامية في روسيا ومرورا بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في أوروبا إبّان الحرب العالمية الثانية، إلى تنامي الشعور لدى اليهود النّاجين بإنشاء كيان لهم في فلسطين.

مراحل ومحطات

الهدف الإستراتيجي الأول للحركة كان دعوة الدولة العثمانية في العام 1844 بالسماح لليهود بالهجرة إلى فلسطين والإقامة بها. وبعد رفض السلطان عرضوا عليه بيع بعض الأراضي الفلسطينية فرفض رفضا تاما.

فيما بعد، انتهجت المنظمة سبيل الهجرة بأعداد صغيرة وتأسيس «الصندوق القومي اليهودي» في العام 1901 وكذلك تأسيس البنك «الأنجلو- فلسطيني» في العام 1903.

قبيل العام 1917 أخذ الصهاينة أفكارا عديدة محمل الجد وكانت تلك الأفكار ترمي لإقامة الوطن المنشود في أماكن أخرى غير فلسطين، فعلى سبيل المثال، كانت الأرجنتين أحد بقاع العالم المختارة لإقامة دولة «إسرائيل»، وفي العام 1903 عرض هيرتزل عرضا مثيرا للجدل بإقامة دولة «إسرائيل» في كينيا ما حدا بالمندوب الروسي الانسحاب من المؤتمر واتفق المؤتمر على تشكيل لجنة لتدارس جميع الأُطروحات بشأن مكان الدولة أفضت إلى اختيار أرض فلسطين.

بهزيمة وتفكك السلطنة العثمانية في العام 1918 وبفرض الانتداب الإنجليزي على فلسطين من قبل عصبة الأمم في العام 1922، سارت الحركة الصهيونية مسارا جديدا نتيجة تغير أطراف المعادلة وكثفت الجهود في إنشاء كيان وتأسيس البنى التحتية للدولة. شهدت حقبة العشرينات من القرن الماضي زيادة ملحوظة في أعداد اليهود ولاقت مقاومة من الجانب العربي. وبكثرة المهاجرين اليهود إلى فلسطين، زاد مقدار الغضب العربي، وفي العام 1936 ثار عرب فلسطين، فقامت السلطات الإنجليزية في فلسطين إلى الدعوة إلى إيقاف الهجرة اليهودية.

بعد أن وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، سعت المراكز الاستعمارية لبناء معسكر لها في قلب الوطن العربي وتحديدا بعد التحول الحاصل لديها واستنتاجها ضرورة الانسحاب من الكثير من مستعمراتها في العالم تحت ضغط تنامي الشعور القومي وظهور الاتحاد السوفياتي. بعد الحرب كان من أبرز الداعين لقيام الدولة الرئيس الأميركي هاري ترومان الذي ضغط على هيئة الأمم المتحدة لتعترف بدولة «إسرائيل» على تراب فلسطين قبل خروج بريطانيا.

إعلان الدولة

أعلنت القوات البريطانية نيتها الانسحاب من فلسطين في العام 1947 وفي 29 نوفمبر/ تشرين الثاني أعلن مجلس الأمن عن تقسيم فلسطين دولتين، الأولى عربية والثانية يهودية. أندلع القتال بين العرب واليهود وفي 14 مايو/ آيار 1948 أعلن قادة الدولة اليهودية قيام دولة «إسرائيل». شكّل الإعلان نقطة تحول في تاريخ المنظمة الصهيونية إذ إن أحد أهم أهدافها تحقق، وأخذت مجموعات الميليشيا اليهودية المسلحة منحى آخر وأعادت ترتيب أوراقها وشكلت من الميليشيات «قوة دفاع إسرائيل».

السواد الأعظم من العرب الفلسطينيين إمّا هرب إلى البلدان العربية المجاورة وإمّا طُرد من قبل قوات الإحتلال اليهودية. في الحالتين، أصبح السكان اليهود غالبية مقارنة بالعرب الأصليين. في العام 1950 أعلن الكنيسيت الإسرائيلي الحق لكل يهودي غير موجود في «إسرائيل» أن يستوطن الوطن الجديد. بهذا الإعلان تدفق اليهود من أوروبا والبلدان العربية.

العدد 2074 - السبت 10 مايو 2008م الموافق 04 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً