أربع سنوات مضت كانت مفعمة بروح التحدي والإصرار والصدق في حب بلد يمتلك حضارة عريقة ضاربة في التاريخ، وحاضرا رائدا بين الدول، ومستقبلا يحمل الكثير من الآمال والتطلعات. ولكن بعد هذي السنين لاتزال رحلته - التي حملت عنوان «من ديلمون إلى دبلن» والتي انطلقت في العام 2004 من البحرين إلى أيرلندا مرورا بعشرين بلدا مع انطلاق حدث كبير، هو تدشين سباقات الفورمولا 1 في حلبة البحرين الدولية - تثبت طاقة الإنسان البحريني وحبه تعزيز الصداقات بين الشعوب، بكل معانيها الإنسانية والحضارية.

الرحالة والناشر البحريني علي مشيمع أصبح نموذجا بحرينيا فريدا في العطاء، فهو يستعد لرحلته الجديدة التي سيقطع فيها 15 ألف كيلومتر ويطوف خلالها باثني عشر بلدا من البحرين الى المملكة المتحدة متغنيا بحب بلد يرفرف بيرقه بحضارة شعب وشعب حضارة.

وفي حوارنا مع الرحالة مشيمع ننتقل عبر المسافات والخرائط والجغرافيا والتاريخ، حيث يبلغنا أنه في العام 2004 قام بأول رحلة له. فحين بدأت مسابقات الفورمولا 1 في البحرين دأب على طرح الأفكار الجديدة لتعزيز التواصل مع العالم والترويج لهذا البلد العزيز، فتولدت لديه فكرة الترويج لحضارة البلد الضاربة في عمق التاريخ، ولهذا سميت الرحلة الأولى «من ديلمون إلى دبلن»؛ ليكون اسم ديلمون الدلالة التاريخية المرتبطة بحضارة البحرين.

يقول محدثنا مشيمع: «بعد خمسة سباقات ناجحة للفورمولا 1 أصبحت الرغبة في الترويج للبحرين أكبر من السابق، وهو الأمر الذي يدفعنا الى استمرار برنامج الترويج لبلادنا قبل الحدث وأثناءه وبعده. ليس فقط في مجال إيصال المشروع الكبير وهو حلبة البحرين الدولية للعالم فحسب، بل لتقديم مراحل النقلة النوعية التي شهدتها البلاد منذ انطلاق المشروع الإصلاحي لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة».

توثيق الرابط التاريخي

ويشير الى أن الفكرة طرحت في لقاء مع المدير التنفيذي لحلبة البحرين الدولية مارتن ويتكر الذي رحب بها، وخصوصا أن هناك الكثير من الروابط والعلاقات التي تربط البحرين ببريطانيا حيث إن كثيرا من الشباب البحرينيين درسوا في بريطانيا وعمل بعضهم هناك ناهيك عن العلاقات الدبلوماسية، وبريطانيا هي الوجهة الأوروبية المفضلة للبحرينيين كما نعلم، وهناك الكثير من البريطانيين الذين عاشوا في البحرين وبعضهم ولدوا في البحرين منذ ما يربو على 40 و50 عاما. لهذا، إن العلاقات المميزة بين المملكتين شجعتنا على أن نجعل الوجهة الرئيسية هي بريطانيا، وعلى صلة بسباقات الفورمولا 1. ففي بريطانيا حلبة من أقدم الحلبات وفي المقابل عندنا الأحدث، وهذا الرابط قوي وموضوعي أيضا في توثيق الرابط التاريخي لتلك السباقات».

الموعد في سلفرستون

إذا، اقترب موعد الانطلاق، وسيشدّ مشيمع الرحال من جديد لخوض غمار رحلة استكشافية يقود خلالها سـيارة لاندروفر LR3، وهي السيارة العائلية الحائزة عدة جوائز ويمر خلالها باثني عشر بلدا حول العالم لتعزيز أواصر الصداقة البحرينية البريطانية في جولة أطلق عليها «من البحرين إلى بريطانيا: رحلة استكشافية». وهنا، يلفت مشيمع النظر الى أنه سيزور خلال الرحلة السفارات البحرينية حيثما وجدت على مسار الرحلة التي يمتد خط مسارها من المملكة العربية السعودية والأردن وسورية وتركيا واليونان ومقدونيا وإيطاليا وسويسرا وفرنسا وأيرلندا واسكتلندا والمملكة المتحدة التي ستشهد الاحتفال بنهاية رحلته. ويخطط علي للانتهاء من هذه الرحلة التي تمتد مسافة 15 ألف كيلومتر في شهرين ليصل في ختامها إلى منطقة سلفرستون في 6 يوليو/ تموز المقبل.

إهداء إلى سمو ولي العهد

وخلال معرض البحرين الدولي للسفر قبل عامين، التقى مشيمع سمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حيث سأله سموه عن إذا ما كان يخطط للقيام بمغامرة جديدة، ويقول: «هذا ما حفزني للقيام بهذه الرحلة. وما من شك في أن جولة الصداقة هذه ستوفر لي فرصة فريدة من نوعها للتعريف بتاريخ بلدي وثقافته وتراثه الغني فيما أكسب في الوقت نفسه أصدقاء جددا على الطريق»، مشيرا الى أن اختيار السيارة المناسبة للرحلة أمر حيوي ولذلك كان اختيار إحدى سيارات لاندروفر التي تصنّع أكثر سيارات الدفع الرباعي رقيا في العالم والقادرة على قهر كل أنواع التضاريس في العالم، فسيارة LR3 تتمتع بأداء ديناميكي على الطرق العادية وقدرات متفوقة على قهر التضاريس الوعرة. وهي سيارة زاخرة بالإبداعات التقنية التي تسهّل المناورة على كل الدروب، وهي ملائمة للتعامل مع جميع التضاريس التي سيواجهها علي أثناء رحلته.

مرحلة التحضير للرحلة

وقد تطلب التحضير للرحلة تخطيطا دقيقا، حيث يحدثنا مشيمع بالقول إن «التحضير تطلب عملا مكثفا بدءا من مناقشة الفكرة مرورا بإعداد الفريق وتحديد الكلفة وإيجاد الرعاة للرحلة، وذلك تطلب وقتا وجهدا طويلا، وأكرر أن هدفنا الرئيسي هو الترويج للبحرين بصفتها مركزا ماليا وبلدا لديه حضارة وتاريخ بالإضافة الى التميز في مجال سباق الفورمولا 1. من الأهداف التي وضعناها في الاعتبار، تقديم صورة للتطورات التي تشهدها البلاد منذ تدشين المشروع الإصلاحي وتعزيز الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير. فالبحرين بلد ذو مساحة صغيرة ولكن اسمها كبير في كل دول العالم وعندها علاقات وطيدة على أكثر من صعيد، وسياستها الخارجية ذات ثوابت تأسست على الالتزام بمواثيق الأمم المتحدة».

احتفال العاشر من يوليو

في الرحلة السابقة في العام 2004 من ديلمون إلى دبلن، استخدم مشيمع في رحلته سيارة ميتسوبيشي باجيرو، وكانت تجربة ناجحة انتهت بلا مشكلات. فهو يرى أن اختيار السيارة لهذا النوع من الرحلات أمر مهم للغاية، وفي هذه الرحلة سيتم استخدام سيارة لاندروفر LR3 - كما ذكر سابقا - وهي صناعة بريطانية.

وفي 10 يوليو سيقام حفل خاص في نهاية الرحلة، وخصوصا أن الشركة المصنعة للسيارة تحتفل بالذكرى الستين لصناعة السيارة التي جربتها غير مرة، وقررت اقتناءها بعد التجريب، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وسنقوم ببعض التجارب في منطقة وادي رم في الأردن، ويقول: «سنتعلم من الرحلة الكثير من دون شك، فمعظم الدول زرتها سابقا عدا مقدونيا الشهيرة التي ولد فيها الإسكندر الأكبر (المقدوني)، ولا أنسى هنا أن قنصل مقدونيا في دولة قطر، قدم إلينا كل الدعم وكان متعاونا جدا وقدم إلينا التسهيلات وأصدر لنا التأشيرة».

وبالنسبة إلى المجلة التي ينشرها «الدليل الكامل لزائر البحرين» فهي تعتبر صوتا إعلاميا داعما للرحلة، وهي مطبوعة تصل الى سفارات البحرين في الدول التي سنزورها والدول التي ليس بها سفارات سيتم تنظيم اسلوب التوزيع هناك وهي مطبوعة مهمة بالنسبة لنا نحن البحرينيين لأنها تحوي معلومات شاملة عن بلادنا.

ويعبر عن غبطته بالتشجيع والدعم، فيقول إن «أكثر الأصدقاء حصلت منهم على التشجيع المعنوي، وحين أتكلم مع أصحابي البحرينيين، ومعي فريق العمل نلحظ اهتمام الناس بعملنا».