العدد 2084 - الثلثاء 20 مايو 2008م الموافق 14 جمادى الأولى 1429هـ

روسيا بجنودها تبدي استعدادها للهجوم الإنجليزي

توجد تذكرة مباراة كرة قدم يمكن اعتبارها موضع حسد كل رجل أعمال، ليس لأنها تملك القوّة لجعل الرجال طائشين ولا لان قيمتها بلغت حسبما تردد عشرة آلاف دولار في السوق السوداء، ولكن لان مالكها بوسعه المرور بسلاسة عبر الكابوس التقليدي للحصول على تأشيرة دخول روسيا.

فقد تغاضت موسكو على غير العادة عن الإجراءات المعقدة لمنح تأشيرة دخول روسيا وفتحت أبوابها ل42 ألف مشجع كرة قدم إنجليزي كانوا محظوظين بحصولهم على تذكرة مباراة نهائي بطولة دوري أبطال أوروبا بين مانشستر يونايتد وتشلسي الانجليزيين الذي تستضيفه العاصمة الروسية اليوم (الأربعاء).

وكان نظام منح تأشيرات دخول روسيا قد ازداد تعقيدا وصرامة بالنسبة للبريطانيين مؤخرا بسبب النزاع المطول بين البلدين حول مقتل الجاسوس السابق وناقد الكرملين ألكسندر ليتفينينكو في لندن، ولكن سلطات العاصمة الروسية وعدت ببذل أقصى ما في وسعها لإنجاح الحدث الرياضي.

وقال نائب عمدة موسكو فاليري فينوجرادوف: «لقد اتخذت مدينة موسكو كل إجراء ممكن لضمان تقديم سبل الراحة لآلاف المشجعين الدوليين. فهذا الأمر يمثل أهمية قصوى بالنسبة إلينا».

ونظرا للصعوبات التي تتكبدها الجماهير والتكلفة المالية الكبيرة للقيام بالرحلة إلى موسكو، يرى البعض أنهم يجب أن يحصلوا على خدمة الدرجة الأولى هناك. ولكن عندما تصل الجماهير إلى العاصمة الروسية الرمادية اللون ربما تشعر حينها أنها دفعت أموال طائلة من دون مقابل على رغم ما تبذله المدينة من جهد من أجل الاستعداد للمباراة المهمّة.

وإذا لم تكن مالك نادي تشيلسي الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش، أو أحد ال110 مليارديرات الآخرين في موسكو، فستجد نفسك في مواجهة خاسرة مع واحدة من أعلى الأسعار في العالم.

وتشتهر موسكو بندرة أماكن الإقامة متوسطة المستوى بها. ومع ذلك فقد أكدت السلطات أنه حتى مع اشتعال أسعار تأجير الغرف بالفنادق في موسكو، فإن جميع الغرف الفندقية باتت محجوزة بالفعل خلال ليلة نهائي دوري الأبطال.

وبإجراء اتصال هاتفي لفندق «ريتز - كارلتون» الذي افتتح في العام الماضي بالقرب من الميدان الأحمر، يمكن التأكد من أن جميع غرف الفندق وحتى أجنحته التي يصل سعرها إلى ثمانية آلاف دولار في الليلة الواحدة محجوزة بالفعل خلال ليلة المباراة المهمة.

وعندما رأى اللندنيون تلك الأسعار الباهظة ذات الأرقام الزوجية المضاعفة على صفحات مواقع الإنترنت المختلفة، بدأ الكثيرون منهم يأتون بأفكار خلاقة، فقد خطط البعض للتوقف في محطات عبر أوروبا وطلب النزول في شقق الجدات الروسيات «بابوشكا» أو حتى قضاء الليل على ظهر أي من المراكب الراسية على شاطئ نهر «موسكفا ريفر».

وقد اتخذت السلطات الروسية كل تدابيرها لكي تجنب الجماهير التي قد تصل موسكو قبل موعد المباراة بقليل ما قد يكون ساعات من الزحام المروري الشديد عند خروجهم من المطار.

وصرح فينوجرادوف في حوار صحافي قبل أيام قائلا: «لكي نجنب الـ21 ألف مشجع من كل فريق احتمال أن يعلقوا في الزحام المروري في طريقهم من المطار إلى استاد لوجنيكي، فقد تم تخصيص حارات مرورية خاصة لحافلات نقل المشجعين».

كما فتحت موسكو مطارها الصغير «فنوكوفو» لتفريق مشجعي الفريقين الإنجليزيين عن بعضهما بعضا وخصصت 700 حافلة تحمل شعاري الفريقين لنقل المشجعين إلى الاستاد.

وقال فينوجرادوف «سيتم إجلاس مشجعي كلّ فريق في الناحية العكسية لمدرجات الفريق الآخر، ولن يكون هناك أي احتمال بإمكانية لقاء مشجعي الفريقين في الاستاد» مؤكّدا أنّ جميع التدابير الأمنية قد اتخذت.

وعلى رغم أنّ النجيلة الصناعية لاستاد «لوجنيكي» تعتبر مناسبة أكثر للشتاء الروسي القاسي، فقد أرسيت طبقة جديدة من النجيلة الطبيعية على أرض الاستاد لتلاءم الفريقين الزائرين.

أما بالنسبة لشبكة المترو التي تستخدم بكثافة في العاصمة الروسية فسيستمر العمل بها حتى الساعة الرابعة من صباح اليوم التالي للمباراة حتى يمكن للجماهير استخدامها في الذهاب إلى أحد أماكن تناول المشروبات.

ولكن الجماهير التي تتوقع أن تجد أسعار معقولة أثناء سهرها ليلا في موسكو ستصاب بصدمة كبيرة هناك. فقد انتعشت الحياة الليلية في العاصمة الروسية مع انتعاش سوق البترول في البلاد، ولكنها دائما ما تتجاهل الطبقة المتوسطة في المدينة وتركز نشاطها على طبقة الأثرياء الجدد هناك.

ومع ذلك مازال فينوجرادوف يعد بنهائي دوري أبطال ناجح إذ يقول: «إنّ موسكو التي تتمتع بتاريخ حافل وخبرة كبيرة في استضافة أكبر الأحداث الرياضية الدولية مستعدة تماما لاستضافة نهائي دوري الأبطال».

ولكن يبقى استضافة العاصمة الروسية لنهائي دوري الأبطال اختبارا صعبا لها خصوصا في ظل تساؤل الكثير من الجماهير الإنجليزية، ألم تكن إقامة هذه المباراة على استاد «ويمبلي» أكثر منطقية؟

العدد 2084 - الثلثاء 20 مايو 2008م الموافق 14 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً