وقع بيت التمويل الخليجي، ومقره البحرين اتفاقية شراكة إستراتيجية مع شركة الاتصالات الأميركية «إيه تي آند تي» ( AT&T) وشركتها الفرعية NavLink لإدخال أحدث تكنولوجيا الاتصالات للبنية التحتية للشركة في مدن الطاقة التابعة له ومدن الاتصالات التي يطورها البنك.
وقال مسئولون إن بيت التمويل سيستثمر نحو 100 مليون دولار في مشروع الاتصالات في مدينة الطاقة في قطر وكذلك مدينتي الطاقة والاتصالات في الهند. لكن قيمة المشروع بكامله تبلغ ملايين الدولارات. وستكون مدينة الطاقة في قطر ومدينة الاتصالات في مومبي هما أول المدن التي تستفيد من استخدام شبكة «AT&T» العالمية.
وبين مسئول في المصرف الإسلامي أن الشراكة مع «AT&T» ضرورية «لأن رؤية بيت التمويل الخليجي هي أن تكون المدن التي يقيمها عالمية وليست محلية وبالتالي هناك ضرورة لخلق شراكة مع شركة عالمية حتى تتميز الخدمات التي تقدمها المدن التي تقام عن بقية المدن الأخرى». وستعمل شركة «AT&T» على إنشاء محطة في كل مدينة في الهند يقيم بيت التمويل فيها مشروعا.
وذكر بيان رسمي أن الكشف عن الشراكة يأتي «تأكيدا لالتزام بيت التمويل الخليجي بإيجاد أفضل الشركاء لإنجاز أفضل الخدمات في مدن الطاقة والاتصالات على المستوى العالمي. كما ستلبي هذه الشراكة احتياجات البنية التحتية اللازمة وستوفر جميع التسهيلات في كل المواقع ومنها مركز لعمليات الشبكة (NOC) وبالتالي فإن المستأجرين التجاريين سيستفيدون من الحصول على المعلومات بأسرع وأأمن الطرق من خلال هذه الشبكة وبما يعكس المستويات العليا والفريدة لشركة AT&T».
وأضاف «ستقوم كل من شركة AT&T وشركة Navlink بالتعاون لتوصيل وصيانة أنظمة إدارة الشبكة واستخدام كل من مركز معلومات شبكة الانترنت (IDC) ومركز عمليات الشبكة (NOC) لتوفير سلسلة متكاملة من الخدمات العالمية المميزة للمستأجرين في مدن الطاقة وخلق بيئة مناسبة من شأنها جذب أكبر الشركات في قطاع الطاقة العالمي».
مدير تطوير الأعمال للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «AT&T» جون جبسون أوضح أن الشراكة مع بيت التمويل الخليجي ومشاريعه العملاقة «هي الوسيلة المثالية للإسراع في تحقيق أهداف التكامل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والهند، ويسر شركة AT&T أن تلعب هذا الدور المهم في هذه المشاريع الكبيرة لتطوير البنية التحتية الاقتصادية والمساعدة على ربط الأعمال حول العالم بتوظيف تكنولوجيا عالمية رائدة لحلول شبكة الانترنت والاتصالات».
القائم بأعمال الرئيس التنفيذي في بيت التمويل الخليجي بيتر بانابيوتو بين «إننا ملتزمون بخلق تسهيلات عالمية ممتازة في جميع مدن الطاقة التابعة لنا وإن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا باختيار أفضل الشركاء والمشغلين لدعم رؤيتنا».
وأضاف «لقد أصبح واضحا أن البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات تشكل العمود الفقري لجميع المشروعات التجارية، ولذلك فإننا اخترنا شركة AT&T الشركة الرائدة في مجال تخصصها وشركة NavLink لتعزيز وتقوية طموحاتنا المستقبلية».
وتتركز نشاطات بيت التمويل الخليجي في تطوير مشاريع البنية التحتية في دول مجلس التعاون الخليجي والشرق الأوسط وشمال إفريقيا وغيرها من الأسواق الواعدة، هذا بالإضافة إلى الفرص الاستثمارية التي يقدمها في الأسهم الخاصة وإدارة الأصول وخصوصا لزبائنه في منطقة الخليج.
وبلغ حجم مشروعات التطوير في البنية التحتية التي قام بها البنك، الذي تأسس في العام 1999، أكثر من 10 مليارات دولار أميركي، بالإضافة إلى استثمارات خاصة للزبائن تتجاوز 3 مليارات دولار.
من جهة أخرى، قال مسئول في بيت التمويل الخليجي إن صندوقا بقيمة 395 مليون دولار طرح لتمويل مشروع مدينة الاتصالات في الهند على وشك الإقفال بعد «تغطية كثيفة شهدها الصندوق، وإن بيت التمويل قد يزيد من قيمة الصندوق ليتعدى أكثر من 400 مليون دولار». ولكن المسئول لم يعطِ أية تفصيلات أخرى.
وكان بيت التمويل أغلق صندوقا استثماريّا بمبلغ 630 مليون دولار لمشروع مدينة الطاقة في الهند، إذ يقيم 4 مشروعات هي مدينة الطاقة الهندية ومدينة مومبي للاتصالات ومدينة مومبي للتقنية ومدينة مومبي للترفيه. وذكر بيان رسمي أن فريق إدارة الأصول في بيت التمويل الخليجي «يستعد لإطلاق عدد من الصناديق الجديدة للممتلكات محليّا وعالميّا، وتعزيز الاستثمار الخاص المباشر في دول الخليج العربية والعالم، وإطلاق محافظ البنية التحتية والأصول البديلة». وكان رئيس مجلس إدارة بيت التمويل الخليجي عصام جناحي كشف عن سعي مصرفه الإسلامي في البدء في الخطة الرئيسية (Master Plan) لمرفأ تونس المالي، وقال، إنه خلال شهرين ستبدأ المرحلة بهدف البدء في البنية التحتية في المشروع الذي تبلغ كلفته الإجمالية نحو 3 مليارات دولار، ويقع في منطقة روّاد الشمالية قرب تونس العاصمة وعلى بعد مسافة 25 دقيقة من مطار تونس قرطاج الدولي.
ومشروع مرفأ تونس هو الأخير من سلسلة مشروعات في دول المغرب يقوم بها بيت التمويل الخليجي، الذي يسعى إلى الاستفادة من الطفرة الاقتصادية والوفرة المالية في خلق فرص استثمارية مجدية والاستثمار في مجالات عدة.
ويسعى بيت التمويل إلى نقل تجربته في بناء مرفأ البحرين المالي الضخم الذي تبلغ كلفته نحو 1,4 مليار دولار إلى دول شمال إفريقيا، وتوسيع آفاق نشاطه على المستوى العالمي ويركز خصوصا على الاقتصادات الواعدة التي تمتلك إمكانات قوية للنمو.
كما وقع بيت التمويل الخليجي وشركاء استراتيجيون آخرون اتفاقية يتم بموجبها تأسيس شركة قابضة برأس مال يتراوح بين 600 و800 مليون دولار تحت مسمى «سيمينا» تأخذ على عاتقها بناء وتملك مصانع أسمنت في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا باستثمارات تزيد على ملياري دولار.
العدد 2089 - الأحد 25 مايو 2008م الموافق 19 جمادى الأولى 1429هـ