أودُّ لو يجثو فؤادي خادما بين يديكِ...
ودمي النابضُ بالحب قرابينُ إليكِ ...
وعيوني ...
انظريها ...
إنها تحكي إليكِ ...
تروي أيامَ غرامي ... وَلهٌ يحنو عليكِ ...
كيف للعاشقِ أن يسلو الحبيب ؟!
أنا - يا أمّاهُ - طفلٌ بين جنبيه حنين ...
أنا - يا أمّاهُ – فَرْخٌ ...
كيف للفَرْخِ يطير ؟!
وجناحاه ضعيفان
كأوراقِ الزهور ...
قابعٌ في وكرِ أمّي ...
أنا يا أمّي أسير ...
ولذيذٌ ذلك السّجن الصغير ...
نبضاتٌ من جَنانٍ ...
كأنين النّاي تسري في العروق ...
كَدَمي نبضكِ يا أمّي ...
هو أصلٌ للحياة ...
أنا يا أمّاه عينٌ ...
كيف للعين ِ حديث ؟!
وظلامُ الليلِ يطفي ألقَ العين الحزين ...
وإذا أنتِ ضياءٌ يتهادى كالنّمير ...
فيُروّي نظري نورا ...
ويحمي كالخفير ..
أنتِ يا أماه حِجْرٌ ..
كلُّ ما فيه دفيء ...
فخذيني بين أحشاء الحنين ...
أطعميني حبَّك الغالي ...
واروي حزني بزلال ٍ ...
امسحي فوق جبيني ...
بيديكِ ...
ودعي وجنتي تغفو قرب خدّك ...
داوي جرحي ...
أنا يا أمي سقيم ...
كيف للعاشق أن يسلو الحبيب ...
أنتِ يا أمي الحبيب ...
وأنا العاشق ُ ... مجنونٌ كقيسٍ ...
أملي لمسةُ ودّ من ثرى دارِ الحبيب ...
آه يا ليلى ...لو تنظر عيناكِ فؤادي !
لهوى قلبكِ قربانا لأمّي ...
إنها أمّي ...
لو تدرين - يا ليلى – عن حبّي لأمي ...
لنسيتِ قلبَ قيْسٍ وجنونه ...
ومضيتِ نحو أبوابِ الجِنان ...
وعشقْتِ كلَّ أمٍ ...
فلنا تحت ثراها جنةٌٌ للخالدين ...
إنَّ حُبّي هو لُبّي ...
ولهذا ... وأنا مُحرِمُ مهووسا أُلبّي ...
حول عرشِ الله سَيْري ...
وبقلبي حبُّ أمّي ...
ها أنا أعرج فوق الملكوت ...
وجناحي َّ دعاءٌ قد تلاه ...
قلبُ أمّي ...
آسيا عبد الله المحرقي
مُدرسة اللغة العربية بمدرسة
الديه الابتدائية الإعدادية للبنات
العدد 2093 - الخميس 29 مايو 2008م الموافق 23 جمادى الأولى 1429هـ