العدد 2096 - الأحد 01 يونيو 2008م الموافق 26 جمادى الأولى 1429هـ

«الملك» أوتو يسعى لوضع اليونان على قمة أوروبا

هل تنجح خطط «يورو 2004» في 2008؟

نحت المدرب الألماني اوتو ريهاغل بمهارة ودقة فائقتين مشوار اليونان الناجح في كأس أوروبا 2004 إذ لم يكن حتى من المرشحين لبلوغ الدور الثاني، لكنه توج بلقب تاريخي يحلم أن يعيد رسم خطوطه الصيف الحالي في النمسا وسويسرا.

ويعتبر اليونانيون ريهاغل (69 عاما) بمثابة المنقذ لمنتخبهم الوطني، فبعد وصوله في العام 2001 رفع اليونان من المركز 61 إلى المركز الثامن في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا»، فجدد الاتحاد المحلي عقده حتى مونديال 2010 ليصبح المدرب الأكثر استمرارا في مركز لطالما كان قبلة لسهام الانتقادات من رجال الإعلام.

وتمكن ريهاغل بفضل ذهنه الحاد وفكره الثاقب أن يلوي اذرع المنتخبات الكبيرة بتكتيك ابتدعه في أوروبا 2004 يقتضي بناء خط دفاعي من الاسمنت المسلح، معززا بلاعبين قادرين على تنفيذ الهجمات المرتدة بسرعة فائقة، هذا بالإضافة إلى نوعية الانضباط التي فرضها على اللاعبين والتي كانت مفقودة في المنتخبات السابقة.

هذه الاستراتيجية «العنيدة» مكنت اليونان من تحقيق اكبر مفاجآت البطولات الكبيرة عندما تخلصت من فرنسا وتشيكيا والبرتغال في الأدوار الاقصائية بنتيجة مماثلة (1/صفر) لتحرز اللقب القاري الأول في تاريخها. ولم تأت طرق ريهاغل الدفاعية من باب الصدفة، فاشتهر في مسيرته كمدافع جزار لا يرحم المهاجمين أكان مع فريق مدينته أيسن أو هرتا برلين وكايزرسلاوترن الذي أنهى مسيرته في صفوفه في العام 1972.

وتمكن «الملك اوتو»، وهو لقب أطلقه عليه اليونانيون نسبة إلى ملك بافاري حكم اليونان في القرن التاسع عشر، من صنع اسم له عندما استهل مسيرته التدريبية مع أندية ساربروكن وكيكرز اوفنباخ وأرمينيا بيليفلد نهاية سبعينات القرن الماضي، وهو حصل على لقب آخر في اليونان هو «ريهاكليس» نسبة إلى هيراكليس ابن الإله زوس، لكنه شخصيا يفضل لقب «كيند در بوندسليغا» أي طفل الدوري الألماني.

أحرز اوتو كأس ألمانيا مع فورتونا دوسلدورف، لينتقل إلى فيردر بريمن (1981-1995) إذ جعل من الفريق الأخضر والأبيض أحد أبرز الأندية في الدوري الألماني، محرزا لقب الدوري مرتين (1988 و1993) والكأس مرتين (1991 و1994) وكأس الكؤوس الأوروبية 1992، فأصبح أحد أشهر المدربين في تاريخ ألمانيا بعد هلموت شون واودو لاتيك واوتمار هيتسفلد.

ولم تكن محطة المدرب الصلب مفرحة مع بايرن ميونيخ فدخل في مناكفات مع الإدارة التي اتهمته أنه رجعي ولا يجيد التعامل مع أجواء مدينة ميونيخ الراقية، فأقصي عن منصبه قبل 3 أسابيع على المباراة النهائية في مسابقة كأس الاتحاد الأوروبي 1996 ليحل بدلا منه فرانتز بكنباور، فتحول ريهاغل بعدها لمدة 4 سنوات إلى كايزرسلاوترن قاده فيها إلى لقب الدوري 1998، وأصبح أول لاعب-مدرب يشارك في أكثر من ألف مباراة في الدوري الألماني.

ويعتمد المدرب «العجوز» على لاعبين مخضرمين في تشكيلته، وعلى رغم الخسارة المخزية التي تعرض لها في بداية تصفيات أوروبا 2008 أمام تركيا غريمة اليونان اللدود (1/4) في أثينا، إلا أنه لم يلتفت إلى الأصوات المطالبة بإبعاد اللاعبين المسنين فأصر على إشراكهم، ولم يخسر بعدها محققا 10 انتصارات في 11 مباراة ليتصدر المجموعة الأوروبية الثالثة بفارق 7 نقاط عن تركيا. مقاربة ريهاغل للبطولة المقبلة خالية من التعقيد: «أريد أن تكون اليونان بين أفضل المنتخبات في أوروبا 2008، مثلما فعلنا في البرتغال منذ 4 أعوام، سنعمل بجهد كي نحقق أهدافنا، ويجب أن نتفرغ لكل مباراة على حدا، لذا الامتحان الأول سيكون أمام السويد في العاشر من يونيو/ حزيران المقبل».

العدد 2096 - الأحد 01 يونيو 2008م الموافق 26 جمادى الأولى 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً