أنا الوطنُ...
وفي قلبي مضامين الحضاراتِ...
أنا دلمون...
أنا استعسلُ المثوى...
وارسمُ حلو لوحاتي..
أوالٌ...
استعضلت دربي...
هنا بُنيت...
بها العمل...
وفيها الحبُ مشكاتي....
أنا الأرضُ المقدسةُ..
يفيض الخيرُ من نبعي...
يلاصقني... يلاطفني
يعنونني...
على الألواح ِ - بالمسمار ِ- ينقشها...
«أنا أرض المحبة والنقاوات ِ»...
(2)
هنا تُستذفر الأرواح...
تحميني... تدللني كماء العين في المقلِ...
وتعزفُ لحنَ أغنيتي...
مسدلة بريق اللطف... عند تراؤد الضحوات...
حيثُ أرى...
مغاني الحبِ والفلاحُ يحضنني...
يزينني...
ويقطفُ معسلي الراقي...
(3)
هو الفلاحُ يعرفني...
ويعلم أنني النخلة...
وأني الموطنُ السامي...
إذا عشتُ...
استوى في الأرضِ كالبدرِ...
عطوسا... يُرهق الأضغان
يعجنها بلُب الترب...
يسمو...
رافضَ الذلة...
أو متُ...
انحنى يبكي... يخالطُ عضرسَ الأفاقِ...
لا يدري... عن القبلة
(4)
أنا ادري... بأني شعلةُ الدنيا
وأن الأرض من صلبي...
أرافقها... وأحفظها
وازرعُ كل ورداتي...
أنا أدري... بأن الدهر يأكلني
يحطمني... يقاطعني
ويذرأ رأسي الأنور...
يكسّرني...
يقبّحُ سحر وقفاتي...
يروعني ويدفنني...
(5)
أنا المليونُ في الماضي...
وكل الناس...
قد رقصت على وجناتِ مرآتي...
وأما اليوم... لا أقوى
فقد هُدّت شراعاتي...
واسمع داخلي للنار هسهسة..
فكل جوانحي قتلى...
أجوعُ فتنهشُ الذكرى خيالاتي...
وتتركني...
أصبُ الذري كالميزاب...
أعصره بذرب الحر...
أنفخه وأعصبه...
وأوبله على باقي فضالاتي...
(6)
يناديني رفاقُ العمر...
يا ذكرى...
ويا جنات فراحي...
تعفّرتي... تعشّمتي
وقد متِ
وأذعفكِ ذُعاف الجائر الطماع...
فانصهرت صلائبكِ..
وبعد العزِ يا خلي... أذلوكِ
فأين ترى هو الماضي؟
وأين حديثُ أجدادي؟
(7)
أنا الميقانةُ الكبرى…
من الجرح…
أفضي صرحَ أناتي وأطلقها…
وأختمُ حفلة بدأت بعكسِ ختامها موتا...
هنا انتفضت رسالاتي...
أنا النورُ الذي إن غاب...
تهتمُ في المتاهات...
لأني... يا دعاة الحق
رمز للنضالات...
أنا أحكي فيوضَ العشق...
حيث الكدحُ والعملُ... مناراتُ البطولاتِ
العدد 2099 - الأربعاء 04 يونيو 2008م الموافق 29 جمادى الأولى 1429هـ