واصلت أسعار النفط هبوطها الحادّ أمس (الثلثاء) لتنزل دون 40 دولارا للبرميل تحت ضغط من علامات متزايدة على تدني الطلب العالمي على النفط. ومن المحتمل أن تؤكد البيانات النهائية لنمو إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة في الربع الثالث للعام، التي تصدر في وقت لاحق من اليوم، ضعف الاقتصاد العالمي إذ فشلت سلسلة مطردة من إجراءات التحفيز والتحركات السياسية منها خامس خفض لأسعار الفائدة تجريه الصين في منع الانزلاق نحو أسوأ كساد يشهده العالم منذ عقود. وهبط سعر العقود الآجلة للنفط الخام الأميركي الخفيف 23 سنتا إلى 39,68 دولاراُ للبرميل بعد أن هوى ستة في المئة أمس الأول (الإثنين). وكانت حركة التعامل هزيلة إذ عمد التجار إلى تسوية مراكزهم في أسوأ عام تشهده العقود الآجلة للنفط التي هبطت أسعارها الآن 57 في المئة عما كانت عليه في بداية العام.
وهبط سعر عقود مزيج النفط الخام برنت في لندن عشرة سنتات إلى 41,35 دولارا للبرميل. وقد أذكت الخسائر المتزايدة للأسهم الأميركية وأكبر هبوط على الإطلاق للصادرات اليابانية من مشاعر القلق أمس الأول على حالة الاقتصاد العالمي وهي علامات على احتمال أن ينكمش الطلب على النفط للمرة الأولى منذ ربع قرن، وساهمت في هبوط أسعار النفط أكثر من مئة دولار من ذروتها التي بلغتها في يوليو/ تموز.
وعلى نفس السياق قالت منظمة أوبك أمس إن متوسط أسعار سلة خاماتها القياسية انخفض أمس الأول إلى 36,92 دولارا للبرميل من 37,72 دولارا يوم الجمعة الماضي.
رئيس «أوبك» يتوقع التزاما كاملا بتخفيضات الإنتاج في منتصف مارس
وقال رئيس أوبك شكيب خليل أمس إن أعضاء منظمة أوبك سيسارعون إلى الالتزام بأحدث خفض للإنتاج تعلنه أوبك لتفادي خطر حدوث اضطراب خطير في الأسعار مع تراجع الطلب وذلك في حالة عدم الالتزام بحصص الإنتاج.
وصرح خليل لرويترز في موسكو على هامش منتدى الدول المصدرة للغاز، أعتقد أننا سنرى (التزاما يصل إلى) نسبة 80 في المئة على الأقل بحلول فبراير/ شباط. وقال: إن الالتزام بحصص الإنتاج يكتسب أهمية خاصة.
وتعتقد أوبك أن الطلب العالمي على النفط سينخفض بواقع 200 ألف برميل يوميا في الربع الأول وبواقع 1,2 مليون برميل آخر في الربع الثاني.
وتابع أعتقد أن جميع الأعضاء يدركون ذلك وأعتقد أنه سيكون هناك التزام كامل بحلول 15 مارس.
«أدنوك» الإماراتية تبلغ شركة هندية احتمال خفض الإمدادات إليها
وقال مصدر بصناعة النفط أمس إن شركة بترول أبوظبي الوطنية (ادنوك) أبلغت شركة بهارات بتروليوم كورب الهندية أنها قد تخفض الكميات التي ستوردها في شهر يناير/ كانون الثاني عقب القرار الذي أخذته أوبك في الأسبوع الماضي بتطبيق أكبر خفض للإنتاج في تاريخها لوقف الاتجاه النزولي للأسعار.
وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه لرويترز لم نتلق أي شيء مكتوب من أدنوك ولكنها أبلغت بهارات بتروليوم كورب شفاهة بالاستعداد لخفض الإمدادات في يناير.
ولم يذكر المصدر نسبة الخصم ولكنها عادة ما تكون بين 5 و15 في المئة كما حدث آخر مرة.
وأضاف أن الشركة ستحاول استيراد بعض الكميات من خام المسيلة اليمني كبديل لأي نقص للإمدادات بسبب خفض الواردات من أدنوك أو أيٍّ من الدول الأخرى المنتجة للنفط في أوبك.
وتشتري الشركة الهندية نحو 40 ألف برميل من الخام من أدنوك يوميا.
صادرات النفط العراقية 1,76 مليون برميل
يوميا في نوفمبر وتراجع الإيرادات
وقالت وزارة النفط العراقية إن صادرات العراق ارتفعت قليلا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي إلى 1,76 مليون برميل يوميا في المتوسط من 1,7 مليون في أكتوبر/ تشرين الأول لكن الإيرادات انخفضت بسبب تراجع أسعار النفط. ومازالت الصادرات منخفضة بمئات الآف البراميل عن المستويات المرتفعة التي سجلتها في وقت سابق من العام الجاري بسبب صعوبات فنية في مرفأ البصرة.
وقال متحدث باسم الوزارة لرويترز إن رقم الصادرات لشهر نوفمبر شمل 1,45 مليون برميل يوميا عن طريق البصرة في جنوب العراق ارتفاعا من 1,38 مليون في أكتوبر. وقالت الوزارة إن الصادرات من خام كركوك من شمال البلاد انخفضت إلى 310 آلاف برميل يوميا من 319 ألفا. وبلغت الإيرادات الشهرية في نوفمبر 2,299 مليار دولار من مبيعات النفط بسعر متوسط بلغ 43,54 دولارا للبرميل انخفاضا من 3,11 مليار في أكتوبر بسعر متوسط بلغ 58,90 دولارا للبرميل. ويعتمد العراق حاليّا بالكامل تقريبا على صادرات النفط في تحقيق إيرادات للحكومة التي اضطرت لخفض الإنفاق المتوقع في موازنة 2009 بسبب تراجع أسعار النفط وانخفاض الصادرات.
كوريا الجنوبية تقيم أكبر منشأة لتخزين النفط في العالم
أعلنت الشركة النفطية الحكومية الكورية الجنوبية إتمام إنشاء أكبر منشأة لتخزين النفط في العالم كجزء من جهود الحكومة لجعل كوريا الجنوبية محورا لتخزين النفط وغيره من المواد الحيوية في منطقة شمال شرق آسيا. ونقلت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية للأنباء عن المؤسسة القومية الكورية للنفط القول إن المنشأة تقع في مدينة ياسو (455 كيلومترا جنوب سيئول) وتستوعب 49,7 مليون برميل من النفط وهي عبارة عن نفق ومستودع تحت الأرض. تكفي الطاقة التخزينية للمنشأة لسد احتياجات كوريا الجنوبية من النفط لمدة 23 يوما.
ويعتبر مستودع جزيرة كوجي في الساحل الجنوبي هو المستودع الأكبر في الوقت الراهن بطاقة تبلغ 47,5 مليون برميل ويليه مستودع توماكوجا في اليابان بطاقة 40 مليون برميل.
وكانت الحكومة قد أعلنت في أغسطس/ آب عن اتخاذ تدابير متسقة لجعل كوريا محورا نفطيا في منطقة شمال شرق آسيا على شاكلة العمليات التي تجرى في جزيرة جولونغ في سنغافورة وهو ما يساعد كذلك البلاد على التعامل مع مشكلة تقلب أسعار النفط والحالات الطارئة في هذا الصدد.
العدد 2301 - الثلثاء 23 ديسمبر 2008م الموافق 24 ذي الحجة 1429هـ