نظم نادي العروبة مساء أمس الأول (الأحد)، حفل تأبين لرئيس أول برلمان منتخب في البحرين، المرحوم حسن جواد الجشي، بحضور عددٍ من الوزراء السابقين والسفراء والنواب ومسئولي الجمعيات السياسية، فضلا عن أهل ومعارف الفقيد وأصدقائه، وعدد كبير من المدعوين والمهتمين بالشأن السياسي والثقافي والتربوي.
الحفل بدأ بآيات من الذكر الحكيم، تلته كلمة نادي العروبة الذي كان الفقيد أحد مؤسسيه قبل أكثر من نصف قرن، ألقاها النائب عبدالعزيز أبل، تطرق فيها إلى أفكار ورؤى الفقيد في مجالات الفكر والسياسة والأدب، الذي كان سجلا حافلا بعمله الثقافي والتربوي التنويري. وأشار إلى كتاباته التي قارع فيها الاستعمار البريطاني ومطالبته بالاستقلال، ومحاربته التخلف والجهل والاستغلال.
وفي حفل التأبين كان للشعر حضوره البارز، فألقي عددٌ من القصائد، للشعراء محمد حسن كمال الدين، وعبدالرحمن رفيع، وعلي الشرقاوي، فضلا عن كلمة أسرة أدباء وكتاب البحرين ألقاها الكاتب والناقد كريم رضي. وألقى كلمة العائلة الوزير السابق ماجد جواد الجشي، الذي تطرق إلى علاقته الشخصية بأخيه الأكبر، وتأثير الفقيد على توجهه المهني والسياسي، فضلا عن تأثيره على بقية العائلة من حيث توجيهها العلمي والثقافي والدراسي. واختتم الحفل بعرض فيلم قصير يعرض بالصور ملامح عامة لحياة الراحل الكبير.
الجشي... تاريخ حافل
ولد حسن جواد الجشي العام 1920، وتلقى تعليمه في مدرسة إبراهيم العريض الأهلية التي تأسست في العام 1931، وبدأ حياته موظفا بمؤسسة فخرو في العام 1934، ثم انتقل للعمل بدائرة الكهرباء، كمدير لمخازن وذلك العام 1935، ليعمل هناك مع أحمد العمران حتى العام 1945. بعدها عمل مدرسا بالمدرسة الغربية (أبوبكر الصديق حاليا)، ثم عين مديرا بالمدرسة الشرقية في العام 1947، ثم نقل للعمل مديرا في المدرسة الغربية العام 1950، وبقي حتى العام 1957.
وأسهم الجشي في تأسيس نادي العروبة العام 1939، وشارك في الأنشطة الثقافية والاجتماعية في الأربعينات، بما فيها فرق التمثيل المسرحي، وتولى عدة مناصب فيه ما بين أمانة السر ورئاسة النادي.
ويعتبر الجشي من رواد العمل الصحافي في البحرين، إذ أصدر مع مجموعة من رفاقه مجلة «صوت البحرين» العام 1950، كتب معظم افتتاحياتها، ونشر الكثير من المقالات الأدبية والعلمية والفلسفية والتربوية، والقضايا الوطنية.
وطرح الجشي في الخمسينات قضايا الحرية والاستقلال عن الاستعمار البريطاني، وطالب بوجود مجلس تشريعي منتخب، وهو ما أدى إلى إيقاف صدور «صوت البحرين» في العام 1954. وساهم في هيئة الاتحاد الوطني في منتصف الخمسينات، وكان أحد أعضائها البارزين، وعضو اللجنة الاستشارية بالهيئة. واضطر إلى مغادرة البحرين مطلع العام 1957 إلى الكويت، حيث عمل فيها بحقل التدريس حتى العام 1966، ليغادر مرة أخرى إلى دمشق. وعاد في البحرين في المبادرة التي فتحت الباب لعودة المنفيين في العام 1971. وتم انتخابه في المجلس الوطني في العام 1973، ونال ثقة بقية الأعضاء الذين انتخبوه رئيسا لأول برلمان في البحرين.
في السنوات الأخيرة، أقعد الجشي المرض، وبقي في الظل حتى غيبه الموت في يوم الجمعة، 28 مارس/ آذار الماضي، لتطوى الصفحة الأخيرة في حياة أحد رجالات البحرين الوطنيين.
العدد 2104 - الإثنين 09 يونيو 2008م الموافق 04 جمادى الآخرة 1429هـ