أثارت الخسارة الثقيلة التي تعرض لها المنتخب الايطالي بطل العالم أمام نظيره الهولندي بثلاثة أهداف نظيفة أمس الأول في كأس أمم أوروبا، تساؤلات واستغراب الكثيرين من متابعين وجماهير وفنيين في جميع انحاء العالم وخصوصا بشأن المستوى الذي ظهر عليه المنتخب «الازوري» وسقوطه الذريع.

ولمتابعة ورصد السقوط الايطالي التقينا المدرب الوطني الكابتن خالد تاج الذي يعتبر من مؤيدي الكرة الايطالية فريقه في أول ظهور له في «يورو 2008». فسقط أداء ونتيجة.

وقال خالد تاج «الواضح أن الفريق الايطالي تراجع مستواه بصورة لافتة بعد فوزه بمونديال 2006 لدرجة انه فقد هويته المعروفة عن الكرة الايطالية واستراتيجيتها الفنية وما تتمتع به من قوة دفاعية، وأن جميع المدربين الايطاليين الذين توالوا على تدريب الفريق حافظوا على الأسلوب التقليدي، لكن الملاحظ انه بعد تسلم المدرب الحالي والنجم السابق دونادوني قيادة الفريق الايطالي حاول احداث ثورة وتغيير جذري في أسلوب الكرة الايطالية وهو ما وضح من خلال تطبيقه أسلوب 3-4-3 وفتح اللعب وهو الأسلوب الذي لم يعتده اللاعبون الطليان الذين يلعب غالبيتهم في الأندية الايطالية عدا لاعبين أو ثلاثة محترفين في أوروبا على رغم أن دونادوني اعتمد على غالبية عناصر التشكيلة الأساسية».

وأضاف «أدى تغيير استراتيجية الفريق الايطالي إلى اختلال واهتزاز صفوفه وخصوصا في الناحية الدفاعية التي ظهرت مفتوحة وبالذات غياب قائدة كانا فار والمصاب وتراجع مستوى عدد من لاعبيه وهو ما استثمره المنتخب الهولندي جيدا في ضرب الدفاع الايطالي عدة مرات والوصول إلى المرمى، على رغم أن الهدف الهولندي الأول كان تسللا واضحا لكنه كان انعكاسا للتفوق الهولندي وخصوصا في الشوط الأول والذي كان ينبئ بإحراز هدف هولندي في أي لحظة». وتابع تاج «الفريق الايطالي لم يظهر مغالية وخطورة هجومية عدا بعض المحاولات من أبرزها الفرصة التي سنحت بعد الهدف الهولندي الأول ولو سجل التعادل لربما تغيرت مجريات المباراة، وعموما طريقة لعب الفريق الايطالي معروفة بـ»كلاي» على غرار أسلوب الملاكم الشهيد محمد علي كلاي أثناء منازلاته وذلك بالتصدي وامتصاص لكمات منافسه ومن ثم الانقضاض عليه وهو الأسلوب الذي اعتاد عليه الطليان ونجحوا خلاله لسنوات طويلة».

بطل غير متوج

وأشار تاج إلى أن وضع وتراجع الفريق الايطالي لا يقلل من المستوى البارز للفريق الهولندي الذي قدم إلى الجميع نموذجا للكرة الشاملة التي عرفت بها الكرة الهولندية منذ سنوات طويلة وخصوصا أن اللاعبين الهولنديين أسسوا على أساليب الكرة الحديثة منذ صغرهم من خلال مدارسهم الكروية.

وأوضح تاج «لاحظنا أسلوب الكرة الجماعية الشاملة على الفريق الهولندي من خلال حركات لاعبيه إذ نلاحظ عدم المركزية وان هناك مهاجما واحدا هو نيستلروي لكن في الحال الهجومية ترى أكثر من أربعة لاعبين في المنطقة الهجومية، وكذلك الحال في الناحية الدفاعية».

وقال تاج «اننا نتمنى ان يخلع الفريق الهولندي لقب البطل غير المتوج الذي يقدم عروضا جميلة لكنه يعجز عن تحقيق البطولات وهو ما ستلاحظه في مبارياته المقبلة».