العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ

الحارس بوروك يعيد أيام المجد الكروي لبولندا خلال يورو 2008

في سبعينات القرن الماضي، كانت بولندا تتمتع بواحد من أقوى منتخبات كرة القدم في العالم.

فبولندا لم تنجح آنذاك في حرمان إنجلترا من التأهل إلى نهائيات بطولة كأس العالم العام 1974 وحسب، بل إنها حققت نجاحا كبيرا خلال تلك البطولة التي استضافتها ألمانيا لتنهي بولندا مشوارها في كأس العالم ذلك العام في المركز الثالث بالبطولة بعد تغلبها على البرازيل 1/ صفر في مباراة تحديد المركز الثالث.

وأصبح هذا المنتخب البولندي هو أول فريق في تاريخ البلاد ينهي بطولة كأس العالم ضمن المراكز الثلاثة الأولى.

ومن أبرز النجوم الذين تألقوا في هذا الفريق كان حارس المرمى يان توماسيفسكي، الذي لعب أفضل مباراة في حياته أمام إنجلترا خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1974 باستاد ويمبلي الشهير عندما حرم الانجليز من الفوز الذي كانوا يحتاجونه من أجل التأهل.

وقبل تلك المباراة المهمة، وصف مدرب المنتخب الانجليزي آنذاك برايان كلوف حارس المرمى البولندي بأنه «مهرج»، ولكن توماسيفسكي كان من ضحك أخيرا بعدما أدى كل المطلوب منه وأكثر خلال المباراة إذ لم تهتز شباكه إلا من خلال ركلة الجزاء التي لعبها ألان كلارك.

واقترب منتخب بولندي آخر من تسجيل اسمه في كتب تاريخ كرة القدم مساء أمس الأول الخميس بعدما كان الفريق على بعد ثوان معدودة من تحقيق أول فوز بولندي على الإطلاق في تاريخ بطولة الأمم الأوروبية.

ولكن إفيكا فاسيتش سجل هدفا من ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدلا من الضائع ليمنح النمسا، البلد المضيف ليورو 2008 بالتنظيم المشترك مع سويسرا، التعادل 1/1 مساء أمس مع بولندا في فيينا بمباراتهما بالجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية بالبطولة.

ومرة أخرى كان حارس مرمى بولندا هو نجم المباراة الأول بالنسبة الى فريقه.

ومثل توماسيفسكي، فإن حارس مرمى بولندا الحالي أرتور بوروك ليس لاعبا عاديا أو تقليديا.

فحارس المرمى (28 عاما) الذي يلعب لنادي سلتيك الاسكتلندي، لا يخشى الكلام ولا يخجل من قول الأشياء المثيرة للجدل.

ولكن الأهم من كل شيء هو أنه لاعب مذهل على أرض الملعب. ففي مباراة أمس الاول أمام النمسا، نجح بوروك بمفرده تماما في إيقاف مهاجمي البلد المضيف خلال شوط المباراة الأول.

ووجد بوروك نفسه متداخلا في ثلاث مواجهات فردية مع أحد مهاجمي النمسا خلال ذلك الشوط، وفي كل مرة كان بوروك يتصدى للكرة بطريقة تخطف الأنفاس. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد كان بوروك يوقف كل ما يحاول المهاجمون النمسويون إلقاءه عليه.

وفي اسكتلندا تنقسم الجماهير بشدة حول بوروك ما بين محب وكاره له، بناء على انتماء المشجع نفسه لسلتيك أو لفريق آخر. ولأنه كاثوليكي مخلص، فقد أطلق على بوروك لقب «الحارس التقي» ولطالما أثار الحارس البولندي غضب جماهير الفرق المنافسة بالقيام بإشارات دينية أمامهم، ما عرضه للعقوبات.

كما خلع بوروك قميصه في مباراة أمام فريق رينجرز الاسكتلندي، ألد خصوم سلتيك، والذي يعتبر ناديا بروتستانيا، ليظهر قميصا داخليا يحمل صورة البابا ومكتوب عليه عبارة «حفظ الرب البابا».

ومن المعروف أن بوروك مشجع كبير لناديه السابق ليجيا وارسو، وعادة ما يتابع الحارس البولندي مباريات فريقه السابق وقتما أتته الفرصة لذلك.

وأنجبت زوجة بوروك ابنا له في اليوم السابق لمباراة النمسا، وإذا واصل بوروك عروضه القوية في بطولة يورو 2008 كما فعل مساء أمس فربما ينتظر بعض الوقت قبل أن تسنح له فرصة رؤية مولوده الجديد.

ياتشيك باك يجرد لاتو من رقمه القياسي في المشاركات الدولية

رفع مدافع وقائد منتخب بولندا لكرة القدم ياتشيك باك عدد مبارياته الدولية أمس الأول الخميس إلى 96 مباراة متقدما بفارق مباراة واحدة عن مواطنه الشهير غريغورز لاتو، وذلك بعد مشاركته في المباراة التي تعادلت فيها بولندا مع النمسا 1-1 في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن نهائيات كأس أوروبا 2008 المقامة حاليا في النمسا وسويسرا حتى 29 الجاري. وبدأ باك (35 عاما) لاعب اوستريا فينا النمسوي مسيرته مع المنتخب البولندي في الأول من فبراير/ شباط العام 1993 عندما كان يدافع عن ألوان فريق ليش بوزنان المحلي الذي أحرز معه بطولة بولندا عامي 1992 و1993، ثم شارك مع المنتخب بمونديالي 2002 و2006. وكان غريغورز الذي توج أفضل هداف (7 أهداف) في مونديال العام 1974 الذي حلت فيه بلاده في المركز الثالث، خاض 100 مباراة دولية، إلا أن الاتحاد الدولي لم يعترف له إلا بـ95 مباراة فقط كونه لم يأخذ بعين الاعتبار المباريات التي لعبها مع المنتخب الاولمبي.

بينهاكر: ركلة الجزاء غير مبررة

اعتبر مدرب بولندا الهولندي ليو بينهاكر ان ركلة الجزاء التي احتسبت ضد فريقه في الوقت بدل الضائع لمباراته مع النمسا وأدت إلى تعادل المنتخبين غير مبررة على الإطلاق. ونجحت النمسا بفضل ركلة الجزاء التي احتسبها الحكم الانجليزي هاورد ويب في إدراك التعادل في الدقيقة 93 من المباراة وأنعشت آمالها في بلوغ ربع النهائي شرط أن تفوز على ألمانيا في الجولة الثالثة الاثنين المقبل، في حين تحتاج بولندا إلى الفوز على كرواتيا وقد لا يكون هذا الأمر كافيا بالنسبة إليها في حال انتهت المباراة الثانية بفوز ألمانيا على النمسا أو حتى تعادلهما. وقال بينهاكر: «ركلة الجزاء لا مبرر لها على الإطلاق، ما حصل داخل المنطقة من تدافع لا يختلف عما يحصل في كل مباراة في السنوات الخمس الأخيرة ولم يحتسب الحكم أي ركلة جزاء».

وأضاف: «لم أواجه طوال مسيرتي أي مشكلة مع الحكام، وأنا لا افهم ما حصل». وكشف: «طبعا أنا مستاء جدا من خسارة ثلاث نقاط في الوقت القاتل، كان فريقي نائما في الدقائق العشرين الأول عندما سنحت للنمسويين ثلاث فرص سهلة في مواجهة الحارس بوروتش، لكن بعد أن سجلنا الهدف كنا أفضل من أصحاب الأرض».

واعترف بينهاكر بأن التأهل إلى ربع النهائي بات صعبا للغاية وقال: «لا اعتقد بأننا سنتأهل، الآن اشعر بأننا خرجنا من البطولة وهذا أمر مؤلم».

أما صاحب الهدف البولندي البرازيلي الأصل روجر غيريرو الذي حصل على الجنسية البولندية في 17 ابريل/ نيسان الماضي فقال: «كنت على استعدادا للتخلي عن لقب أفضل لاعب في المباراة من اجل الحصول على نقاط المباراة الثلاث». في المقابل أعرب مدرب النمسا جوزف هيكسربيرغر عن اغتباطه لانتزاع فريقه التعادل من بولندا وقال: «بدأنا المباراة بشكل جيد ولعبنا بالطريقة التي تمنيتها، وسنحت لنا ثلاث فرص حقيقية للتسجيل لم نحسن للأسف استغلالها، ثم افتتح البولنديون التسجيل».

وأضاف: «عانينا في الشوط الثاني على رغم دخول بعض اللاعبين الاحتياطيين إلى أن نجح فاستيتش في إحراز التعادل من ركلة الجزاء».

واعتبر ان مواجهة ألمانيا في الجولة الأخيرة حاسمة وقال «دائما ما تكون المباريات ضد ألمانيا حساسة ولن يختلف الأمر الاثنين المقبل، لقد قضيت أعواما رائعة في الدوري الألماني».

وعن إمكان تكرار انجاز النمسا في مونديال 1978 عندما ألحق بجارتها ألمانيا خسارة تاريخية في كوردوبا قال مدرب النمسا الذي كان فردا في ذلك الفريق: «انتصار كوردوبا أمر من الماضي، الحوادث التي حصلت قبل 30 عاما لن يكون لها أي تأثير على مباراتنا المقبلة ضد ألمانيا».

البولندي بونييك يتهم الحكم بـ «سرقة الفوز» من فريقه

اتهم نجم الكرة البولندي السابق زبيغينيو بونييك الحكم البريطاني هوارد ويب بـ»سرقة الفوز» من منتخب بلاده عندما منح في الدقيقة 93 ركلة جزاء للنمسا أدت إلى التعادل 1/1 بين المنتخبين في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن نهائيات كأس أوروبا 2008 المقامة حاليا في النمسا وسويسرا حتى 29 الجاري.

وقال بونييك (52 عاما) للتلفزيون المحلي «بولسات»: «أن ما فعله هوارد ويب هو بكل بساطة سرقة، لا يمكن منح ركلة جزاء لمثل هذه الحال، وخصوصا في اللحظات الأخيرة من المباراة التي يكون فيها اللعب محتدما».

واعتبر بونييك الذي لعب إلى جانب الفرنسي ميشال بلاتيني وباولو روسي في يوفنتوس الايطالي: «لقد سعى الحكم فعلا في الدقائق الخمس الأخيرة من المباراة إلى منح هذه الركلة».

وبهذا التعادل بات تأهل بولندا إلى ربع النهائي صعبا للغاية حتى في حال فوزها على كرواتيا في مباراتها الأخيرة الذي قد لا يكون كافيا.

العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً