يشهد الاستاد الوطني الموقعة الخليجية الخاصة في أمسية الحسم والتأجيل لبلوغ الدور الرابع والأخير من التصفيات النهائية لكأس العالم 2010 عندما يلعب منتخبنا الوطني مباراته المصيرية أمام المنتخب العماني عند الساعة 7:30 مساء.
ويحمل اللقاء اهمية قصوى للأحمر الذي يسعى بإمكاناته وظروفه الى حسم بطاقة التأهل لصالحه من دون يبقى اسبوع آخر قبل لقائه الصعب أمام اليابان. الاحمر يريد أن ينهي أموره من مساء هذا اليوم حتى تكون رحلته إلى طوكيو مجرد تكملة واجب ليس الا.
الفريقان البحريني والعماني مرا بظروف ولكنها متناقضة إذ يدخل منتخبنا هذه المباراة متصدرا المجموعة برصيد (10 نقاط) بينما يدخل الفريق العماني برصيد (4 نقاط) ومازال يحمل الأمل للعودة من جديد إلى جو المنافسة ويدخل طرفا مباشرا على حسم البطاقة المؤهلة لصالحه ولكن هذا الأمل مرهون بالفوز فقط لاغير هذا المساء.
منتخبنا الوطني يلعب على الفرصتين بين الفوز والتعادل حتى ينهي حساباته الكاملة في هذه المجموعة وعدم النظر الى المباريات المتبقية. والحسم اليوم سيكون بيده ولكن لو لا سمح الله حدث العكس فيعني ايقاع نفسه في الخطر والنظر الى رحمة الآخرين من أجل التأهل وتفويت الفرصة عليه في حسم البطاقة لصالحه.
اليوم ليس هناك ما يدعو للاستهتار والخمول والكسل بل يجب أن يكون الفريق يجري على المستطيل الأخضر ومن تحته النار التي تلهب العزيمة والإصرار والحماس والتسلح بالروح القتالية وعدم افساح المجال لأبناء عمان بتاتا في اللعب بحرية. لابد من ابطال مفعول خطورة مفاتيح اللعب لديهم والقضاء عليها ومن ثم الانقضاض بكل الأسلحة المتاحة وعدم التفكير بأن الفريق العماني يلعب ناقصا لأفضل نجومه وان كان كذلك ولكن قد يكون هناك آخرون لديهم القدرة على تنفيد طريقة اللعب أفضل ممن هم بعيدون عن فريقهم ولذلك علينا الانتباه وعدم الغفلة وخصوصا في الدفاع لأن طريق التأهل يحتاج إلى القوة في اللعب والتفكير في الفوز لا غير. المقارنة بين الفريقين قد تعطي أحدهما أحقية الفوز ولكن تبقى العملية مرهونة بما سيقدمه الفريقان على المستطيل الأخضر خلال الـ 90 دقيقة لا غير.
اننا كاعلاميين نأتي بهذه المفارقات للواقع المعاش فقط ومنها أن منتخبنا يتفوق على عمان من ناحية الأرض والجمهور أضف إلى ذلك الصدارة التي بحوزتنا والفارق في النقاط أيضا عامل آخر للتفوق. هناك أمر آخر هو الاستقرار الفني في المدرب والتشكيلة بعكس عمان الذي يلعب اليوم بقيادة وطنية جديدة جاءت خلفا للمدرب البرازيلي السابق، وهذا أيضا يضع منتخبنا في خانة الأفضلية إلى جانب المدرب ما تشالا نفسه فهو يعلم بكل صغيرة وكبيرة لإمكانات لاعبي عمان لأنه كان معهم لمدة عامين تقريبا، ولم يكن رحيله بعيدا عن يومنا هذا بعكس المدرب العماني وإن كان يعرف قدرات نجومنا إلا أنه ليس بالشكل الذي لدى المدرب ماتشالا وبالتالي هذه الأفضلية ايضا تصب في صالح منتخبنا.
ولكن بعيدا عن كل هذه الأمور فإن الظروف المحيطة بالمباراة خلال الـ 90 دقيقة قد تنسف كل هذه الأفضلية لو تعامل الفريق العماني مع المباراة بصورة مغايرة ومفاجئة ومباغتة تمنعنا من طريق التألق والبروز وتحقيق النتيجة الإيجابية.
الأمور الفنية في الفريقين ستحدد بشكل كبير شكل المباراة من الحذر والهجوم ومصادر الخطورة ومن يستطيع قراءة الآخر ستكون لديه الفرصة في حسم النتيجة لصالحه.
منتخبنا الوطني بين مباراتي تايلند في الذهاب وتايلند في الأياب تغير واضح في طريقة اللعب وغياب الخطورة الفعلية بسبب عدم وضع اللاعب المناسب في المكان المناسب ما اثر على اداء الفريق العام. عودة القائد محمد جلال اليوم سيعطي الوسط قوة افتقدناها منذ مباراة عمان في الذهاب إذ يمتلك جلال القدرة على قيادة الفريق بوجود سالمين الذي سيتفرغ إلى الجوانب الهجومية لصناعة الهجمات. وسيلعب سلمان عيسى في الجهة اليسرى الدور الكبير في بلورة الطلعات الجانبية في الكرات العرضية، ولكن السؤال لماتشالا: ما الذي سيفعله في الجهة اليمنى بوجود عبدالله عمر لوحده وبالتالي يحتاج إلى ميزان متكافئ في الجهتين، أضف إلى ذلك نأمل توظيف قدرات علاء حبيل أمام المرمى بوصفه هدافا قادرا على حل لغز المرمى بسهولة بدلا من اعطائه مهمة العودة إلى الوراء وترك مكانه شاغرا فبقاء علاء إلى جانب الدفاع العماني يعطي ذلك القوة للأحمر والارباك لدفاع عمان وبالتالي تستطيع أن تحقق بهذا الأمر ما نصبوا إليه. الفريق العماني في مبارياته السابقة يعتمد في طريقة لعبه على مصدر الخطورة فوزي بشير الذي يمتلك المهارة والذكاء والعطاء داخل الملعب والقدرة الكبيرة في الانطلاقة وصنع الكرات السهلة للمهاجمين من دون عناء ولكن اليوم يفتقد عمان لهذه الجهود ولكن هناك أكثر من لاعب متميز أمثال أحمد حديد وأحمد مبارك الذي يمتلك اللياقة البدنية العالية وحديد الذي يمتلك المهارة والانطلاقة بالإضافة إلى انطلاقات حسن المظفر من الجهة اليمنى والتي ستزيد عودته القوة والخطورة بكراته العرضية الخطرة إضافة إلى عودة عماد الحوسني الهداف والخطر أمام المرمى الذي سيستثمر الفرص مع المتألق صالح هاشم الذي برز بشكل لافت أمام اليابان في الأسبوع الماضي وكان خطرا أمام المرمى وأربك دفاع اليابان.
وأما الدفاع بقيادة محمد ربيع الذي يعتمد على خليفة عايل الغائب بسبب حصوله على البطاقة الحمراء (الطرد) أمام اليابان وبالتالي قد يختل ميزان الدفاع إلا إذا مدرب عمان وجد ضالته في وضع اللاعب المناسب لسد ثغرة عمق الدفاع. حراسة عمان لديها الخبرة الكفاية في تجاوز محطات الخطر أمام المرمى بوجود علي الحبسي صاحب المستوى الفني المتميز.
إذا الفريق العماني جاء إلى البحرين ليس للنزهة وإنما رغة في الفوز ولديه المقومات لتحقيقه وبالتالي علينا الانتباه في كل الدقائق من عمر المباراة لكيلا يفاجئنا المنافس وأن نعطيه حجمه المعروف والمعلوم عنه لكي تكون المواجهة عقلانية وواقعية بعيدا عن المزايدات في التفاؤل الزائد.
على فريقنا احترام الفريق العماني بظروفه وعليه اللعب للفوز فقط. وبدعوات الأمهات والأباء في كل أرجاء المملكة بتوفيق الله لكل أبناء الأحمر في هذه الأمسية المهمة لحسم بطاقة التأهل.
المحلل الفني لمنتخبنا خالد تاج: لا خوف على الأحمر وإقالة المدرب لم تغير الأسلوب
أكد المحلل الفني لـ»الدارت فش» لمنتخبنا الوطني لكرة القدم خالد تاج أن لقاء اليوم مهم وصعب للمنتخبين البحريني والعماني وخصوصا أن لقاءات المنتخبات الخليجية تتسم بالحسابات الخاصة بين اللاعبين والتي قد يكون لها تأثير على المستوى الفني.
وقال تاج «أعتقد أن منتخبنا في وضع جيد ضمن مجموعته من خلال صدارته وفوزه في ثلاث مباريات وتعادل واحد وما زالت أوراق التأهل بأيدينا ونأمل حسمها في لقاء اليوم، كما أن الفريق العماني تراجع عن مستواه الذي كان عليه قبل سنتين ويعيش حال عدم استقرار وبالتالي يجب أن تكون لدينا الثقة في فريقنا وعدم الخوف من الفريق العماني لكننا نحترمه ونقدر إمكاناته الفنية.
وأضاف «حرصنا منذ انتهاء مباراتنا أمام تايلند على رصد جميع الأمور الفنية للفريق العماني من خلال برنامج التحليل الفني «الدارت فش» وذلك في مبارياته في التصفيات وخصوصا مباراة الذهاب مع منتخبنا في مسقط والتي فرض خلالها منتخبنا سيطرته وفاز بهدف وأهدر عدة فرص، وأعتقد أن الأسلوب الفني العام للمنتخب العماني بعد تغيير المدرب ريباس بالوطني حمد العزاني لم يتغير كثيرا، وهو ما لاحظناه في مباراة عمان الأخيرة أمام اليابان».
وتابع تاج «إن الجهاز الفني حرص على تطبيق التحليلات على أرض الواقع خلال التدريبات الأخيرة للمنتخب بالإضافة إلى عقد جلستين للتحليل النظري للاعبين أمس وصباح اليوم».
أول مواجهة بين «المعلم» و«تلميذه»!
ستكون مباراة اليوم مواجهة بين المدرب الخبير التشيكي ميلان ماتشالا «البحرين» والمدرب العماني الشاب حمد العزاني «عمان» وذلك في أول مواجهة تجمعهما وجها في المجال التدريبي بعدما سبق للعزاني أن عمل مساعدا لماتشالا لفترة معينة إبان عمله مدربا لمنتخب عمان. فهل يستطيع «المعلم» ماتشالا تأكيد تفوقه وخبرته أمام «تلميذه» العزاني الطامح إلى اثبات وجوده وكسب الرهان؟!
مدرب عمان العزاني معتبرا المباراة الفرصة الأخيرة: سنلعب للفوز ومهمتي مؤقتة ولا يهمني ماتشالا!
وصف مدرب المنتخب العماني حمد العزاني مباراة فريقه أمام منتخبنا اليوم بلقاء الفرصة الأخيرة لفريقه للمنافسة على التأهل إلى التصفيات النهائية.
وقال العزاني في المؤتمر الصحافي ستكون المباراة قوية، فالمنتخب البحريني يمتلك لاعبين جيدين ولديه مدرب قدير ويسير بخطى ثابتة منذ بداية التصفيات، وبالنسبة لفريقنا فهناك مؤشر إيجابي ظهر بعد مباراتنا الأخيرة أمام اليابان وعلى رغم غياب اللاعبين فوزي بشير وخليفة عايل لكننا نعول على الجماعية خصوصا بعودة عماد الحوسني وحسن مظفر.
وأضاف العزاني «بعد تسلمي المهمة وقبل لقاء اليابان أوضحت للاعبين ضرورة اللعب باصرار حتى نهاية مشوارنا في التصفيات وبلا شك أن تعادلنا مع اليابان وتعادل البحرين مع تايلند خدمنا وسنسعى إلى الاستفادة من ذلك».
وتابع «هدفنا في لقاء اليوم الفوز ونحن كمدربين نميل غالبا إلى الناحية الهجومية لكننا سنلعب بتوازن، وبالنسبة لما أثير بعد تعادل منتخبنا واليابان بأنه كان بحلاوة الروح فقط فأود التأكيد أن لاعبينا سيردون على ذلك داخل الملعب».
وعن وضعه في مواجهة المدرب الخبير ماتشالا قال العزاني: «أنا في هذه المباراة مدرب لعمان فقط ولدي الثقة في فريقي وتركيزنا على الفوز والمباريات لا تحسم فقط بالمدربين بل أيضا باللاعبين وعطائهم داخل الملعب».
مهمة مؤقتة
وعن قبوله مهمة تدريب المنتخب العماني في وضع صعب قال العزاني: «قبولي المهمة هي مهمة وطنية أتشرف بها في جميع الظروف وما شجعني أيضا أنني سبق لي العمل ضمن الجهاز الفني للمنتخب العماني وقربي من اللاعبين ولا يوجد عقد بيني واتحاد الكرة العماني بل هناك اتفاق على قيادتي المنتخب في المباريات الثلاث المتبقية».
وأشار العزاني إلى أن خسارة المنتخب العماني أمام البحرين في بداية التصفيات كان لها تأثير كبير على مسيرة المنتخب في التصفيات مؤكدا ثقته في قدرة اللاعبين على اثبات وجودهم وإعادة الروح ومثلما يقال انه عند الأزمات تظهر عزائم الرجال».
العدد 2108 - الجمعة 13 يونيو 2008م الموافق 08 جمادى الآخرة 1429هـ
بنوته عُمانيه
الله يوفق البحرين على نيوزلندا