عندما أجريت قرعة مباريات دور المجموعات الخاصة ببطولة الأمم الأوروبية الحالية لكرة القدم «يورو 2008» في مدينة لوسيرن السويسرية بديسمبر/ كانون الأول الماضي، برزت مباراة واحدة بهذه القرعة دونا عن بقية المباريات لأنها كانت تمثل تجربة مكررة لنهائي بطولة كأس العالم 2006 بين بطلة العالم إيطاليا ووصيفتها فرنسا.
ويسود اعتقاد قوي بأن هذه المباراة ستحدد مصير المجموعة الثالثة ببطولة أوروبا الحالية. مع محاولة رومانيا في الوقت نفسه حجز بطاقة التأهل الثانية لدور الثمانية من خلال مباراتها أمام هولندا، التي حجزت البطاقة الأولى فعلا، ما جعل هذه المجموعة جديرة بلقب «مجموعة الموت».
وستحدد مباراتا الجولة الثالثة الأخيرة بالمجموعة الثالثة الفريق المتأهل لدور الثمانية من بين بطلة العالم ووصيفتها، أو ربما لا ينجح أي من الاثنين في التأهل بعد تعرضهما لهزيمتين كبيرتين أمام هولندا التي ضمنت التأهل بوصفها متصدرة المجموعة.
فإذا تمكنت رومانيا من التغلب على هولندا التي ستلعب بفريق من الاحتياطيين على غالبية الظن، بعدما ضمنت التأهل، في مباراتها اليوم ببرن، فسيعرف وقتها المنتخبان الفرنسي والايطالي، اللذين تعادلا مع رومانيا، أن محاولاتهما بزيورخ لا طائل منها.
وقال مدرب فرنسا ريمون دومينيك: «إن الموقف الراهن يعني أن التأهل ليس بأيدينا وحدنا، ولكن مازال أمامنا فرصة صغيرة».
ويفكر دومينيك في إدخال المزيد من التغييرات على تشكيل فريقه الذي خسر 1/4 من هولندا، بما في ذلك عودة القائد باتريك فييرا للفريق الفرنسي بعد شفائه من الإصابة بتهتك عضلي طفيف في الفخذ.
وقال دومينيك معلقا على فييرا: «من الممكن أن يلعب أمام إيطاليا، إننا نبذل قصارى جهدنا لرفع مستواه إلى مستوى البطولة الأوروبية».
ويعترف دومينيك بأنه «ما علينا سوى أن نلوم أنفسنا لأننا وضعنا نفسنها في هذا الموقف الحرج».
وأضاف «يجب أن نقوم بواجبنا ضد إيطاليا وإذا صبت النتيجة الأخرى في مصلحتنا نكون قد استحقينا التأهل وإلا ببساطة سنخرج من السباق».
وأضاف المدرب الفرنسي «سنراجع عروض الفريق لنرى أين نقف من حيث مستوى اللاعبين. ومن منهم مستعد لأداء مباراة ثالثة صعبة أمام إيطاليا. سنبحث عن اللاعبين الجاهزين من الناحية البدنية والذهنية، ومن منهم لديه الرغبة في خوض هذه المباراة الفريدة من نوعها».
ولا يوجد أمام فرنسا بديل عن الفوز من أجل التأهل بشرط تعادل رومانيا أو هزيمتها أمام هولندا. أما إيطاليا فيكفيها التعادل الايجابي بأية نتيجة لتتأهل في حالة هزيمة رومانيا، وذلك لأنها ستكون صاحبة أعلى رصيد من الأهداف المسجلة في المواجهات المباشرة للفرق الثلاثة المتنافسة، إيطاليا وفرنسا ورومانيا، بالبطولة.
ولكن توجد الكثير من الاحتمالات الأخرى الواردة، حتى أنه قد يتم اللجوء إلى الدرجات المجمعة خلال التصفيات المؤهلة ليورو 2008 لحسم المنافسة بين رومانيا وإيطاليا بناء على نتيجتي مباراتي اليوم.
ويقول حارس مرمى إيطاليا جانلويجي بوفون: «أهم شيء الآن هو أن نركز تماما على مباراتنا أمام فرنسا من دون أن نجري الكثير من العمليات الحسابية. إذا تغلبنا على فرنسا وتمكنا من التأهل للدور التالي، فسيكون الأمر كله قضاء وقدر».
ويعتمد مدرب إيطاليا روبرتو دونادوني على صديقه مدرب هولندا ماركو فان باستن ليقود فريقه لتقديم عرض قوي جديد أمام رومانيا في برن.
ولن يجري روبرتو دونادوني تعديلات جذرية على تشكيلته التي خاضت المباراة الأخيرة ضد رومانيا وقدمت عرضا جيدا. والتعديل الوحيد الذي قد يلجأ إليه إشراك المهاجم أنطونيو كاسانو أساسيا ربما على حساب اليساندرو دل بييرو كما ألمح إلى ذلك في مؤتمر صحافي بقوله: «شارك كاسانو في المباراتين الأولين احتياطيا وقد أعجبني أسلوب لعبه ولا شك بأنه سجل نقاطا للظفر بمركز أساسي».
ويدرك كل من دومينيك ودونادوني بأن مركزهما مهدد في حال خروجهما من الدور الأول خصوصا أن الصحف الفرنسية أوردت اسم ديدييه ديشان لخلافة الأول، والصحف الإيطالية أكدت أن تعيين مارتشيلو ليبي الذي قاد المنتخب إلى اللقب العالمي قبل سنتين هو مسألة وقت ليس إلا.
يذكر أن المباراة ستكون الثامنة على الصعيد الرسمي بين إيطاليا وفرنسا والـ 34 في مجمل اللقاءات التي تفوق خلالها «الأزوري» في 16 مباراة، مقابل 7 هزائم و10 تعادلات مع الإشارة إلى أن إيطاليا لم تتغلب على فرنسا منذ العام 1978.
والتقى المنتخبان في مناسبة واحدة خلال نهائيات كأس أمم أوروبا وكانت في نهائي نسخة 2000 عندما توج الفرنسيون باللقب بفضل هدف ذهبي سجله دافيد تريزيغيه الغائب الأكبر عن النسخة الحالية إلى جانب المعتزل زين الدين زيدان.
أما بالنسبة الى مباراتيهما في التصفيات المؤهلة للنسخة الحالية، ففازت فرنسا ذهابا 3/1 في العاصمة باريس، قبل أن يتعادلا إيابا في ميلانو من دون أهداف، إلا أن إيطاليا أنهت التصفيات بصدارة المجموعة وهي أهدت فرنسا بطاقة التأهل بفوزها على اسكتلندا، قبل أن يلتقي «الديوك» أوكرانيا في الجولة الأخيرة ويتعادلوا معها 2/2.
هولندا × رومانيا
ربما يريح المدرب الهولندي بعضا من لاعبي فريقه الأساسيين، ولكنه مع ذلك سيكون لديه قائمة طويلة من اللاعبين الجيدين الآخرين ليدفع بهم اليوم، وخصوصا مع انتظار الكثير منهم مثل جون هيتينغ وكلاس يان هونتيلار ويان فينيغور أوف هيسيلينك للفرصة لإثبات كفاءتهم، ما يعني أن حتى المنتخب الهولندي المطعم بالكثير من الاحتياطيين سيكون فريقا لا يقهر.
وطالب المدرب الايطالي المخضرم أريجو ساكي، الذي سبق له تدريب كل من فان باستن ودونادوني في فريق آيه سي ميلان، الهولنديين ببذل قصارى جهدهم لتجنب الهزيمة أمام رومانيا.
وكتب ساكي في عاموده بصحيفة «لا جازيتا ديللو سبورت» الايطالية يقول: «إننا نأمل يا عزيزي ماركو أن نشكرك ليس على الكرة الجميلة التي يقدمها فريقك وحسب، ولكن على الخدمة التي يمكنك أن تقدمها لزميلك القديم روبرتو ولكل معجبيك الايطاليين. بكل احترام وإعجاب ومودة، أريجو».
وأشار قائد منتخب رومانيا كريستيان تشيفو إلى أنه لا يوجد أي خوف من تعمد هولندا ترك المباراة لرومانيا لضمان خروج إيطاليا وفرنسا من البطولة.
وقال تشيفو: «إنهم (الايطاليون والفرنسيون) يقولون هذا لأنهم خائفون من الخروج وحسب. ولحسن الحظ أن نتائج كرة القدم مازالت تحسم على أرض الملعب وليس عن طريق الكلام».
وكان على الرومانيين أن يعانوا من حسرة ضياع ركلة جزاء نجمهم أدريان موتو أمام إيطاليا يوم الجمعة الماضي والتي صدها بوفون، إذ إن تسجيل هذه الضربة كان سيعني الفوز على أبطال العالم والتأهل الفعلي لرومانيا إلى دور الثمانية إلى جانب إنهاء مشوار إيطاليا بالبطولة الأوروبية.
والآن يجب على الرومانيين أن يفوزوا على هولندا لضمان التأهل، أو على الأقل أن يأملوا في أن يكون التعادل أو حتى الهزيمة بنتيجة مقبولة كافيا للحفاظ على حلمهم في التأهل بناء على نتيجة مباراة إيطاليا وفرنسا.
العدد 2111 - الإثنين 16 يونيو 2008م الموافق 11 جمادى الآخرة 1429هـ